facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وصفي التل .. الحاضر في الضمير الوطني والقومي


محمد حسن التل
29-11-2011 04:49 AM

نحن في الأردن، أرض الفداء، نرتبط ارتباطاً خاصاً بالشهداء، ونملك قافلة طويلة فيها، لأننا تعلمنا، كيف نقرأ في سِفرها ونعيش ملاحمها، وسجل الشهادة لدينا مفتوح، وسيظل بإذن الله، ما دامت حياة، وما دامت أمة، تعاني من الجور والاغتصاب.

وما يميز شهداءنا، في هذا الحمى، أنهم لا يستشهدون، من أجل قضايا وطنهم فقط، بل من أجل قضايا أمتهم، وهنا يكمن سر عظمتهم، ولهذا يخلدون في أذهان الأجيال.

وهذه الايام، نقف عند ذكرى سيد كبير، وفحل من فحول الشهادة الأردنية، وصفي التل، الذي ما زال جرحه، حاضراً في صدورنا، حيث امتدت له يد غادرة، مرتجفة رخوة، لتنال منه، ولتحاول النيل من عزم الأردنيين، الذين يقبضون على جمر الدفاع عن أمتهم، على المدى، ونسي الجبناء، أن الأردن محمي بسيف الكرامة وجيش الرسالة.

لقد كان وصفي، جندياً منذوراً لأمته ووطنه، وكان أوفى الرجال، هكذا رثاه الحسين، الذي ما زالت دموعه الغالية، حاضرة في الأذهان، وهو ينعى رئيس وزرائه ووزير دفاعه -وما أدراك ما دموع الحسين- فدموع الملوك غالية وعزيزة.

لقد جسَّد وصفي التل، النموذج الأردني، فكراً وسلوكاً ونهج حياة، واستطاع أن يحافظ على أصالته والتصاقه بالأرض، مما يؤكد تميز الإنسان الأردني.

لقد كانت عبقرية وصفي، تكمن في ولائه المطلق للوطن، الذي رأى فيه الشهيد -كما كل أحرار العرب- الجذر الأساس، في توحيد الأمة بكاملها، وأحب ترابه، وتفانى في دفاعه عن قضايا أمته، وعلى رأسها قضية فلسطين، إن الحق دائماً باهظ التكاليف، ولا يلتزم به، إلا العظام من الرجال، ووصفي، واحد من هؤلاء العظام، واقرأ لعرار، شاعر الأردن، وهو يرثي بِكرَه وصفي، قبل استشهاده بثلاثة عقود «درب الحر يا وصفي كدربك غير مأمونة».

ونحن هنا، لا نتحدث عن وصفي، كحالة أردنية فقط، بل كأنموذج عروبي، أضاء المثل السامي، في سماء العروبة، وكسر كل الحدود الضيقة، وتمرد على كل ما من شأنه، أن يضيّق على النسر أجواءه.

لقد حمل وصفي التل، هموم أمته، كما عاش هموم شعبه، فأحبه أبناء شعبه، وتوارثوا حبه، جيلاً بعد جيل، حتى غدا، رمزاً وطنياً عظيماً، في ذاكرة الأجيال، وأنموذجاً سياسياً خارقاً، في الوفاء والإخلاص، والجِد في العمل.

لم تكن المسؤولية العامة عند وصفي تشريفاً، بمقدار ما هي تكليف، ولم يكن المنصب العام عنده، إلا مجالاً واسعاً، للتضحية من أجل الوطن.. حارب وصفي الفساد، بشراسة الفرسان، لأنه كان يعي تماماً، أن هذا المرض، إذا استشرى في المجتمع والدولة، كان عاملاً أساسياً في انهيارها، كما عمل طوال سنين عمره، سواءٌ كان في الحكم، أو خارجه، على إيجاد اقتصاد وطني، يحمي البلاد من التبعية، من خلال تعظيم الموارد الوطنية الذاتية، وراهن على جيل الشباب، من خلال رؤية وطنية شاملة، على اعتبار أن الشباب، هم عتاد الحاضر وبناة المستقبل.

لقد مارس وصفي، الحكم بإخلاص منقطع النظير لقيادته، ووطنه، وشعبه، وقدّم في نهاية الطريق دمه، ثمناً لمواقفه الوطنية والقومية، ولم يؤمن يوماً، بأن فلسطين ستُحرر، عن غير طريق المواجهة مع المغتصب، وله في ذلك، مئات المحاضرات والكتب، والمشاريع السياسية والعسكرية، التي تدعو العرب، إلى اعتماد طريق واحد للتحرير، وهو طريق العقل والمنطق أولاً، ثم الإعداد المتين بالمواجهة، بعيداً عن دهاليز المفاوضات، ووهم السلام مع الإسرائيليين، وقد ثبت ذلك للجميع، حتى لخصومه، بعد أربعين عاماً من رحيله، شهيداً بين يدي ربه.

لقد أراد الجبناء -والقاتل بطبعه جبان- تغييب وصفي برصاصهم المأجور، ولكن في اللحظة، التي اخترقت الرصاصة، قلب وصفي الطاهر، ولا نزكيه على الله، خلد في أذهان وقلوب الناس، وظل القتلة مختبئين، وراء جدر الخسَّة، ومتسربلين في ثوب النذالة والجبن.

بعد أربعين عاماً من رحيله، ما زال وصفي التل، حاضراً في الضمير الوطني والقومي، وما زال ذلك الانموذج الفذ، الذي تقاس عليه كل النماذج، لأنه ضرب المثل الأعلى، في الاخلاص والانتماء لوطنه وشعبه وأمته.. وإنا محتسبونه، عند الله تعالى.

(الدستور)





  • 1 حسين 29-11-2011 | 06:52 AM

    والله مقصرين بحق الشهيد وصفي التل. كان يجب اقامة حفل تابين كبير في الذكر الاربعين لاستشهاده. على كل لسان الحال يقول: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر!

  • 2 د حسام العتوم 29-11-2011 | 11:52 AM

    نعم عزيزي محمد التل سيبقى وصفي زعيما اردنيا و قوميا وسنبقى الى جانب ذكراة ياعتزاز و شموخ

  • 3 جنوبي 29-11-2011 | 12:09 PM

    نترحم على روحه ونسئل الله ان تلد الاردنيات مثل وصفي

  • 4 جميل المجذوب _ ابوراشد 29-11-2011 | 12:55 PM

    وصفي لم يمت بل تغيب هو قلوبنا و وجداننا وسيبقى كذلك فهو اوفى الرجال واصدقهم.............
    لا لا لا لم تمت يا عزيز الاردن والامه العربيه بل انت الن في عليين فهنيئا لك.........
    انت خالد فينا وستبقى ايها الشهيد يا رمز الاحرار ورمز الوطنيه والانتماء.....

  • 5 اردنية 29-11-2011 | 03:15 PM

    سؤال ما السر في هذا الرجل العظيم - لماذا لم يغب عنا - لماذا نذكره باستمرار - لماذا نترحم عليه وعلى ايامه التي شهدت مجد هذا الوطن الغالي - لماذا نذكر ما قاله حين قال "نحن الاردنيين ما منحطي واطي لحدا " و " نحن لا نركع الا لله " في ايامه كان يتفاخر الاردنيون به
    كان نبض قلوبهم - رحمك الله يا شهيدنا الغالي وحفظ الله الاردن الذي احببت وضحيت من اجله واستشهدت من اجله - ندعو الله ان نرى مسؤولا مخلصا مثلك يموت من اجل الاردن

  • 6 خير الدين لاش ( الشركسي ) 29-11-2011 | 04:06 PM

    الهم يا ارحم الراحمين ارحمه برحمتك وتقبله مع الشهداء والانبياء والصالحين دولة الشهيد البطل : في الليلةالظلماء يفتقدالبدر وكم نحن في هذه الايام بحاجة الى (بدر وصفي ) والى رجولة وصفي .... هل ستلد الامهات يوما رجلا مثل وصفي .... نسال الله

  • 7 خصاونه 29-11-2011 | 05:44 PM

    وصفي ليس ابن اربد ولا ابن ال التل ولاابن الشمال ولا ابن الاردن وصفي هو ابن الامه العربيه والاسلاميه فلا تحجموا وصفي بذلك الف مليار رحمه عليه وعزاءانا انه لا يوج امثاله فهل نشهد رجال من الجيل الجديد امثاله ...؟؟؟""

  • 8 زياد الطاهات-مستشفى الملك عبدالله المؤسس 29-11-2011 | 06:23 PM

    وصفى التل الشهيد الاسد
    سلام لك وعليك يا ابن اربد والاردن فانك عشت اسداً ومت اسداً فى زمن لم يبقى للاسود وجود سنبقى نستذكرك بالفخر والاعتزاز لانك انت انت من ذكرتنا وتذكرنا بالفخر والاعتزاز لهذا الوطن الغالي وسنبقى نستلهم من ذكراك العطاء لترابات هذا الوطن الغالي وستبقى ماثرك فى كل بقعة من بقاع الوطن مصدر عز وفخار لكل اردني يعشق تراب وبيادر ودحنون هذا الوطن الذى ضحيت بروحك من اجله
    رحمك الله رحمة واسعة وادخلك فسيح جناتة مع الانبياء والمرسلين

  • 9 عبدالرووف سليم الربابعه - جدة 30-11-2011 | 01:41 AM

    رحم الله سيد شهدا الأردن وما قيل ويقال عن وصفي انما هو نقطة في بحر عطاته الكبيرة للوطن والعرش والشعب واعتقد اننا فصرنا بحق هذا الأسطورة القومية والوطنية ولكنه لم يغب وفي هذه التلاطمات العربية والأردنية بحاجة الي هامة وصفي لتضع الامور بنصابها الصحيح ويفوت الفرصة علي المتلاعبين بمصير الامة والوطن ولدي قناعة ان القتلة كانوا أداة خارجية ارادت تصفية بوادر قيادة فذة للامة
    رحمك الله يا وصفي وانت تسكن سويدا القلوب

  • 10 نبيل ناصر الجراح 01-12-2011 | 02:05 AM

    يا مهدبات الهدب غنن على وصفي

    من تل إربد نهض فتىً أردني النشأة عربي الهوية أسمه " وصفي " يحمل هموم الوطن ، يردد أهازيج الفلاحين في بيادر المواسم مدركاً بأن الفلاح والحراثة هي سنابل الوطن المائلات ومخازن المجد للوطن والأمة ، حمل محراثه وركب حصانه وفلح الأرض فهو يدرك أن الأرض لا تحرثها إلا سواعد أبنائها ، حمل هم الوطن وخاض غمار السياسة فكان عربيا مخلصا لعروبته وأمته ، حمل على أكفه روحه الطاهرة في سبيل الوطن والأمة ومواقفه المشرفة التي ما كان يقبل ضيماً ولا ويقبل تدنيساً ، ولا يؤمن إلا بالوطن وأمجاده لكي يبقى الأردن شامخاً مصاناً وعزيزاً ، امتدت له يد الغدر والخيانة لتغتال بسمتنا وتدفن عروبتنا وهم بفعلتهم الجبانة لا يدركون بأن وصفي حي فينا وفرح ومستبشر ، وهم بفعلتهم الخسيسة لا يدركون بأنهم نصبوا للوطن هامة عالية على مدى الزمن وهم لا يدركون بأن وصفي ما زال هنا حاضراً في ذاكرة الوطن وذاكرة الأردنيين ، تحدثنا الأمهات بنبوءات الحر " وصفي " ورأياه ومواقفه الشجاعة ، وهم لا يدركون بأنهم وإن غيبوا الجسد فإن وصفي حاضراً في الذاكرة والوجدان.

    " وصفي " سلام عليك يا من حملت روحك على أكفك وذهبت إلى القاهرة لتنادى بوحدة العرب وتحثهم على تحرير الأرض بعيداً عن الذل والاستسلام والركوع ، سلام لك يا وصفي من بيادر المزار وإربد ، سلام لك من سهول الوطن على امتدادها ، سلام لك من حرائر الوطن ، سلام لك من نشامى الأردن المخلصين سلام لك وسلام عليك فأنت ما زلت بيننا عزيزاً شامخ الرأس ، صورتك البهية ما زالت وستبقى تزين جدار الوطن وقسماً لك ما زالت صورتك البهية تزين ديوان والدي ، يسلم عليك كل صباح ، وأمي ما زالت تتمتم وتغني " حَطـن رفــوف الحَجل رف ورا رفي , وخيل الاصايل لفت صف ورا صفي , ويا مهدبات الهدب غنن على وصفي " سلام عليك يا وصفي يا شيخ شهدائنا .. أما نحن فسنظل نقرأ مجد الشهداء ونقرأ اسم " وصفي " في عليائه وسنبقى نسلم عليك كل صباح وستبقى لنا نحن الأردنيون خيط العطر والنور الممتد على مساحات الوطن ، فلقد كانت الأرض جرداء حتى ثويت في ثراها فأينعت أرض الأردن خيراً وفاكهة ومياهاً ، قطفنا الحياة لأنك علمتنا عشق الوطن يا وصفي ، وعشقناك يا وطن الشهداء وفي كل ركن زرعنا بأرضك زيتونة وشهيداً ، فما نبتت فيك زيتونة ولا تهدل من بين أغصانها الحب إلا لأن " وصفي " عندما شح عن جذعها الماء صب لها دمه وسقاه. وصفي ... لا .. لم تمت يا سيفنا المسلول بل جُزْتَ الصراط خطوتين سبقتنا على الطريق يا حبيبنا سبقتنا على الطريق الدمع في عيوننا وفي قلوبنا الحريق.
    .......


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :