facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نقابة الأطباء وجاهة صُلحتها .. رؤية من علم الاجتماع


د.حسين محادين
15-09-2007 03:00 AM

يقول الخبر والصورة اللذان نشرتهما الزميلة الغد السبت 15/9/2007 إن نقابة الأطباء الأردنيين ممثلة بنقيبها د.زهير أبو فارس وعدد من أعضاء النقابة استقبلوا الخميس الماضي جاهة كبيرة برئاسة احد النواب السابقين وعدد من الوجهاء بهدف الإصلاح بين طبيبين اعتدي عليهما من قبل مواطنين أثناء عملهما في مستشفى البشير في العاصمة عمان ،ولم تُسفر نتائج هذا الاستقبال والأحاديث وتطيب الخواطر إلا عن تكفيل المعتدين من ناحية ،وإصرار النقابة والأطباء المعتدى عليهم على استمرار محاكمة المعتدين وهم طلقاء من الناحية الثانية ،بقي أن نذكر هنا انه قد ظهر تباينات بين الطرفين حول الأسس الاجتماعية والوجاهية لدور فنجان القهوة إلى الحد الذي طالب فيه السيد نقيب الأطباء باستثمار هذه الفرصة "للتعبير عن ضرورة إعادة الاعتبار لفنجان القهوة العربي وان لا يستخدم في غير مكانه" ولعل القراءة التحليلية لهذه الجاهة وما رشح عنها ومن وجهة نظر علم الاجتماع الثقافي والتنظيمي يمكن أن تخلص إلى الملاحظات التالية :
•أرى أن هذه العملية ( الجاهة الكريمة ،واستقبال النقابة لها في ظل وجود القانون وقيام أعضاء النقابة في الاعتصام من قبل أمام عدسات الفضائيات التي شاهدنا بعضها) يُعبر عن نهج سياسي وعشائري مزدوج ولافت وهو الأول من نوعه في مسيرة مجتمعنا الأردني والذي يتوافق فيه مصلحيا و بصورة غير مبرر نمطان متضادان -أو حتى متوازيان من العمل والتفكير كما يفترض -على الالتقاء عند نقطة اللاموقف بين القبلًي والمدني في سعي مصالحي مشترك لمناقشة قضية أطرافها الاجتماعية والأسرية اكبر من اعتصام وهمي يطالب بتطبيق القانون في عين إعلامية دعائية تخدش سمعة الوطن خارجيا تناصا مع زوبعة ما عُرف بجرائم الشرف المبالغ فيهما، وعين أخرى عشائرية واسترضائية ومتواطئة مع ما هو غير قانوني . لاشك أن المشاكل مستمرة وستستمر عموما ولكن كيف لنا أن نفسر خروج الطرفان من قضية قانون نادى المعتصمون بضرورة تطبيقه ونجاح الجاهة في انتزاع خروج المعتدين من التوقيف القانوني لهما أيضا ،خصوصا وان النقابة تعتبر علميا واحدة من مؤسسات المجتمع المدني بافتراض ، والجاهة فكرة ومحتوى تعبير عن مؤسسة قبلية راسخة تؤمن بسطوة فنجان القهوة ؛ معياريته والزاميته كونه وسيلة اجتماعية ضاغطة على النقابة لقبول طلب الجاهة وبغض النظر عن بنية المؤسسة المُستضيفة: نقابة ، حزب ، جامعة، روابط للكتاب والأدباء الخ ولا بد من المجاهرة واحتراما للعلم والواقع المعيشي أن هذه المؤسسات (المدنية) مازالت غضة فكرا وإدارة للازمات التي تواجهها ، تماما كما هو ضعفها التأثيري في مجتمعنا المتحول نحو الحضرية .
•لا اعتقد بأي حال إن ما حدث في هذه الجاهة / القبلية المنطلق والمدنية الاستقبال في النقابة إلا محاولة الطرفين المتوافقين في فوز كل منهما بنقطة واحدة من نقاط التحول المدني لحظياً دون إن ننسى إن أي منهما لم ينحاز إلى نجاح المجتمع بمؤسساته الحديثة في سعيها الواعد نحو تقليص الخيار العشائري التقليدي ولصالح التحول نحو نضوج شخصية المجتمع المدني المرتجاة أردنيا عبر مؤسسة عريقة كنقابة الأطباء ، ثم من يضمن مستقبلاً إن تنمو عقلية ومصلحة الصفقة فتجتاح نقابات أخرى كالمحامين لا سمح الله وسط تواطؤ اجتماعي مشترك بين أطراف مثل هذه الصفقات الُمتخيلة من قبل الكاتب وحده ربما .

* dr_mahadeen@yahoo.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :