facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا فرعون من فرعنك؟


رنا شاور
07-12-2011 02:52 PM

«كان يضربني».. تقول ختام. ثم تتلفت حولها خائفة فتستدرك «لكن معلش ضرب محتمل». فإذا بالضرب المحتمل يتحول بالصمت إلى همجية ضحيتها الحلقة الأضعف في المجتمع: المرأة والطفل. ألا تعلمين يا ختام أن قناعتك بالضرب أقنعت جلادك بأحقيته في عقابك؟
ثم تقول فاطمة: «أصبحت أدرب أبنائي كل يوم على تكتيك الهرب من أبيهم عندما يبدأ هيجانه».
ضحية أخرى بدت حياتها معلقة بين يديه الآثمتين. لكن طلب (الستيرة) وخوفها من المجتمع جعلها تصبر، انه القبول المجتمعي المشروط بالخضوع، وجهلها بالقانون، ككثير من المعنفات، لم يعنها على اتخاذ قرار في صالحها.. حاجتها إلى المال وعدم تمكنها اقتصاديا أفقدها الأمان وجعلها كغيرها ترتضي القسوة.
بدا الحديث مع نساء معنفات تجاوزن المحنة بالإنفصال أو التقادم، أن أكثرهن قدرة على استرداد حياة كريمة والثقة بالنفس هي من استطاعت أن تمتلك القدرة على تأمين عيشها من عمل يؤمن لها حياة كريمة مهما بدت بسيطة.
تسأل احداهن لماذا يضربني لا أعرف، وأخرى تقول «كنت أفكر عادي الرجل يضرب زوجته، كل الرجال يضربون!».
تبدو ممارسة العنف أمراً عادياً لمن يحمل نفسية مشوّهة. فمثلاً تربّى عدنان في مجتمع غاضب. كان يجري مرتعداَ عندما يسمع صراخ أبيه في البيت، ويهرب ليختفي تحت الأغطية.
في المدرسة اعتاد أن يعالج أموره بالحوار الجسدي مستخدماً المهارات التي تعلمها في المنزل، فهي أقصر الطرق لإنهاء الحوار حين يحيل العنف كل تلك الضجة إلى صمت مطبق.
تعرض مرة لعقاب مدرسي. هدده مربي الصف ووالده هدد أن (يمسح الأرض بكرامة الأستاذ)، وفي البيت حملته أمه مسؤولية ما حصل بالمدرسة لأنه بالتأكيد ارتكب ما يستحق العقاب!.
في الوظيفة، مارس نسجه الإجتماعي المتخلخل على زملائه منذ اليوم الأول، لكنه وجد نفسه يوماً داخل مشكلة حقيقية كادت أن تعصف بمصدر رزقه، فلم يجد بدّاً من أن يكبت ويحتقن.
فـقـدَ عدنان التوازن منذ طفولته، انطلق إلى الحياة مادة أولية رديئة اختلطت بالنسيج الأساسي للمجتمع وجعلت بناء هذا المجتمع ناقصاً. وكان لابد أن تكبر إعاقته النفسية. وكان لا بد أيضاً لهذا العطن من فريسة يفرغ فيها كبته ورفضه وتجاربه التي ابتلعها سنة وراء سنة.. فأتى الزواج كمواسم تصفية الحسابات آخر العام.
قصص كثيرة في طيات المجتمع برغم تكتم الأطراف، هذا صمت أحمق لا فضيلة له. فقر يثري العنف وزواج مبكر غير ناضج ولا متكافئ وأزمات نفسية واجتماعية واقتصادية متراكمة وانحلال خلقي وديني أنتج ذكراً ضاق أفقه حتى ضاق به.

(الرأي)





  • 1 اربد 07-12-2011 | 06:07 PM

    الاسلام اباح ضرب المرأه .....

  • 2 د.معتز 07-12-2011 | 06:17 PM

    المشكلة ما في حدا بقرأ
    الى الامام يا أستاذة رنا

  • 3 حسن -Florida USA 07-12-2011 | 07:17 PM

    صدقا من اروع المقالات التي تكتب في عمون هي مقالاتك اشكرك جزيل الشكر

  • 4 صحفي 07-12-2011 | 08:55 PM

    الى المحرر في موقع عمون ارجو معرفة معلومات اكثر عن الكاتب في موقع عمون يوسف ابوالشيح الزعبي في ملفه الشخصي كما نتساءل متى موعد مقالاته

  • 5 صديقة 07-12-2011 | 08:59 PM

    طيب شو نعمل يا رنا...نتطلق ونتشرد ؟؟

  • 6 عمر 07-12-2011 | 09:35 PM

    تسلمي يا رب

  • 7 عماد 07-12-2011 | 10:29 PM

    كل الشكر والامتنان لموضوع يحرك الماضي العتيق بنكباتة فهذة المراحل لعل البعض قد مر بها مما كان لهل الاثر السلبي عند البعض

  • 8 عماد 07-12-2011 | 10:30 PM

    كل الشكر والامتنان لموضوع يحرك الماضي العتيق بنكباتة فهذة المراحل لعل البعض قد مر بها مما كان لهل الاثر السلبي عند البعض

  • 9 emy 07-12-2011 | 10:31 PM

    perfect ya rana ,,,ya rait all men read this ..

  • 10 نحن قوم نحترم النساء 08-12-2011 | 12:48 AM

    شكرا على هذا الموضوع الرائع , والمصيبة الكبرى انو بالنهائية مابيوقع فيها غير الاطفال المساكين والي بأثر سلباً على حياتهم المستقبلية, والله يهدي بال الأسر ويجمعهم على الخير والمحبة يارب.

  • 11 بلال الحاج 11-12-2011 | 08:11 AM

    بارك الله فيكي ... مقال رائع يستحق كل التقدير والإحترام الممتدة لصاحبة هذا المقال المبدع. سلمت يداكي.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :