facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذكرى رحيله /ملك يختزل عنفوان النص2 ــــــــ 10


محمود الزيودي
31-01-2007 02:00 AM

قدم للكتاب سمو الامير حسن بن طلال ، وهو يذكر صباح يوم الثاني من اذار عام 1953 عندما استيقظ مبكرا ليجد اخاه الحسين قد استكمل ارتداء بزة الاحتفال الرسمية ليتسلم سلطاته الدستورية .. كان ينتحي ركنا بعيدا . شارد الذهن تستغرقه افكار اثقل من عمره الغض ..... قبيل المغادرة قبل يد الوالدة مرتين ، وهي تردد على مسامعه ( تذكر يا ولدي ان شعب الاردن يحبك ، ابدى لك كل الولاء والثقة . فلا تجعل المسؤولية والسلطة تطغى على تفكيرك ) . يؤكد الامير في مقدمته ( ان استمرار النظم السياسية وبقاءها مرهون بمدى استجابتها لامال الناس ، والانصهار معهم وحمل همومهم ، وهو ما ابقاه الحسين ارثا يضيء مملكة عبدالله الثاني ، وهو يسير على الدرب ذاته ويعلي البنيان ) ولعمري ان علاقة الحسين بشعبه مدرسة قائمه بذاتها .
* * *
يقع الكتاب في ثلاثمائة وخمسة وسبعين صفحة مقسمة الى ستة فصول لكل فصل عنوان لا يوحي بالمضمون فحسب بل في سيرة الحسين وحياته ، ولا شك ان الكاتبة الباحثة ملك التل قد بذلت جهدا متميزا في مقابلة ثمانية وستين شخصية ممن عاشوا او عملوا مع الحسين وتحدثوا عنه كانسان وملك . ومن هنا تأتي أهميّة الكتاب . المزين بعشرات الصور بعضها ينشر لاول مرة .... وثّقت ملك التل شهادات نخبة من ابناء وبنات العائلة الشريفة . بالاضافة لمن خدموا بمعية الحسين ابتداء من رئيس الوزراء وانتهاء بمامور مقسم الديوان اللكي الهاشمي العامر . وكثير من هذه الشهادات غير معروفة حتى لمن كتبوا عن حياة الحسين . و كان بعضها متداولا في المجتمع الاردني . فليس احب على قلوب الاردنيين من الاستماع للحديث عن الحسين كما هو الحال في الحديث عن مواقف عبدالله الثاني ... فملابس الشيخ الملتحي التي ضمت الملك الشاب وهو يستمع الى هموم شعبه ومشاكلهم , اثارت في نفوس الاردنيين دهشة جعلتهم يضيفون على الملح املاح . واصبحت موضوعا لرسوم ومسرحيات ......... ويكفي الطرفة التي تقول ان مجرد دخول شيخ ملتحي الى احدى الدوائر او الوزارات يقرع جرس الانذار في كل مكان من الدائرة . وبعض مواقف الحسين تصبح رواية قائمة بذاتها.. تتردد في الصالونات والمجالس .. فقصة ذهابه الى السجن واخراج ليث شبيلات واعادته الى بيت والدته ، مستقرة في ضمير الاردنيين والعرب نقطة مضيئة ، بالاضافة الى عفوه عن الطاهي الذي حاول تسميمه ، ولا يغيب عن البال امره باخراج سجين محكوم بجرم محاولة اغتياله ، ليحضر هذا السجين جنازة والده المتوفى ويتقبل العزاء . ثم يعود الى السجن ويعفو عنه فيما بعد ، ولم نعرف بالامر كخبر في وسائل الاعلام بل عرفناه من اعلان الشكر الذي نشرته السيدة والدة السجين . تشكر فيه الحسين على مكرمته ...

وقصة كاس الماء التي رواها الامير تشالز في الفصل الاول من الكتاب شائعة جدا في المجتمع الاردني الذي يضيف على الملح املاح ( مرة اخرى ) والمقصود انهم يضيفون الى قصة الحادثة المؤثرة لاعجابهم بشخص بطلها . ولتكرارهم لروايتها في تداول مستمر ... يروي الامير تشارلز ان الحسين اعتاد على شرب كاس ماء عادي قبل ان يغادر المنزل الى العمل .. وذات صباح احضر له الخادم كاس مياه غازية ، تذوقها الحسين ووضعها على الطاولة لانها لم تعجبه فهمس الخادم موجها كلامه الى الملك ( سيدي اذا لم تشربها فان المشرف على شؤون القصر ، وهو يراقبنا الان سيعمل على فصلي من العمل فقال له الملك بالعامّية ( كل شي ولا يفصلك ) وقام بشرب الماء .... يرويها البعض ان الخادم قال ( تدري يا سيدي اذا ما شربت الميه ؟؟ والله غير يرّمجني ) وكانت الاجابة ( لا كل شي ولا يرّمجك ) .. لا شك ان الخادم على معرفة تامه بتسامح الحسين وعفوه ، والا لما تجرأ على الملك يطلب منه شرب ماء لا يرغب فيه حتى لا يفقد الخادم وظيفته
* * *
يتحدث عن طفولة الحسين زيد الرفاعي ( كنا صغيرين نتمشى في شوارع عمان بلباس موحد مع الحطة والعقال .. مسافات طويلة نمشيها من جبل الى جبل دون حراسة للامير او مرافق .. نلعب القلول ونمارس رياضة كرة القدم التي كنا نصنعها من الجرابين .. ونمارس لعبة المعارك وسباق السيارات التي كنا نصنعها من الاسلاك ...
ويستذكر الحاج حمدي الطباع رحلته مع الحسين في فصل الشتاء من البيت الى المدرسة .. وكلمات الملكة الوالدة ( دير بالك على اخوك محمد ) وهذه الجملة لازمة لكل ام اردنية عندما يخرج اطفالها للدراسه او اللعب .. توصي الكبير ان ينتبه للصغير . وكان الحسين يستعير دراجة حمدي الطباع في بعض الاحيان .. فابن ولي العهد كان يملك دراجة جميلة اهداها له ابن عمه الملك فيصل الثاني ملك العراق .. وكان يشعر انه لن يمتلك اجمل منها في حياته .. وبعد عام قالت له الملكة الوالدة بلطف ( ان وضعنا المالي يبعث على الهم والقلق .. ولا بد من بيع بعض المتاع .. فهل يضايقك ان نبيع دراجتك ؟؟ ) وطارت الدراجة .. ولا شيء اشق على الطفل من فقدان لعبة او حاجة عزيزة عليه .. حتى لو كانت طابة الشرائط التي تقاذفها الحسين مع زيد الرفاعي وميشيل حمارنة وحمدي الطباع وفواز الخريشة ومروان القاسم وعبد الرحيم ملحس .. فالامير الفقير فقد شقيقته الرضيعة لان العائلة لا تملك موارد لتدفئة البيت في الشتاء .
ومع هذا كان يتقاسم سندويشة الفلافل مع اثنين .. وللقارئ أن يسال أين يذهب راتب ولي العهد الشهري البالغ الف دينار ؟؟؟ وهو ملبغ كبير في ذلك الوقت .. والجواب يدعوا الى التأمل والدهشة .. فولي العهد ووالده الملك مقصد لكل المحتاجين .. تفرض عليهم شيمتهم ومنصبهم أن يعطوا ويساعدوا الناس على مصائبهم .. وأذا نفذت مخصصاتهم المالية يقترضوا ليعطوا ..
يذكر احمد الطراونة الذي كان قاضيا للصلح في الطفيلة انه كان في مجلس الملك المؤسس في الحسا عندما جاء رجل يستجير بالملك ( الأمير آنذاك ) من ظلم القاضي احمد الطراونة الذي صادر بندقيته الألمانية الممنوع تداولها في الأردن بموجب قانون الدفاع .. ولان الأمير لا يريد مخالفة القانون ولا يتدخل في حكم القضاء ، ولا يستطيع رد الرجل خائبا . فقد نادى احد رجاله وقال له يا مخلد . أعط هذا الرجل بندقية مني ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :