facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشعب السوري العظيم


سمير حجاوي
11-12-2011 01:59 AM

يخوض الشعب السوري واحدة من أشرس "معارك الحرية" في العالم، يخوضها وحيدا بلا دعم حقيقي من احد، ولذلك يستحق وبكل جدارة لقب " الشعب السوري العظيم"، لأنه انتفض وثار من اجل حريته وكرامته، ولأنه قاتل سلميا ولم يستسلم، ولأنه يخوض معركة الكرامة والعدالة وحيدا.

ثورة الشعب السوري هي الأعظم بين كل الثورات العربية لان الشعب السوري يواجه مخرز السلطة الدامي بلحمه ودمه بمفرده، ويقدم الشهداء والجرحى والمعتقلين يوميا، فعداد الموت لا يتوقف في سوريا، والنظام البعثي الأسدي يصر على القتل والغرق في الدم، والولوغ في دماء السوريين.

عظيم هو الشعب السوري لأنه يراقص الغول وحيدا، في الشوارع التي تحولت إلى مسرح للدم، بل إلى حمام للدم، دون أن يتحرك احد في العالم للجم هذا الغول الدامي، الذي تأكل آلته العسكرية لحم السوريين ليل نهار.

عظيم شعب سوريا الذي رفض أن يحني رأسه لنظام الشبيحة والبلطجية والمافيا، وأصر على الهتاف " الشعب بدو حرية" و "الشعب يريد إسقاط النظام" و"الشعب يريد محاكمة الرئيس"، وهي هتافات تنطلق من حناجر ترفض السكوت والخنوع، رغم اقتلاع حنجرة إبراهيم قاشوش الذي غنى من اجل الحرية، ولم ترهبه أصوات الرصاص ولا أزير الطائرات ولا هدير المدافع.

عظيمة هي حمص، مدينة القائد العظيم خالد بن الوليد، لأنها تعلم نظام الأسد القمعي المستبد يوميا دروسا في الصمود رغم الحصار والخنق والتجويع والقتل، عظيمة لأنها تسجل يوميا صفحات في ملحمة البطولة لإسقاط نظام الاستبداد والقمع.

وعظيمة حماة التي لا تنحني أمام جنود الطاغية وعسسه وشبيحته، عظيمة لان عظمها لم ينكسر، رغم محاولة نظام الأسد، الأب والابن" كسرها، لكنهم اكتشفوا أن لحمها مر، وان عظام أهلها اقسى من يكسر، لأنها لا تزال تعلم هذا نظام البعث الأسدي أن التاريخ لا ينحني أمام الطغاة، وان المدن العظيمة تنزف لكنها لا تموت.

عظيمة هي درعا ودير الزور والمعضمية وجسر الشغور ومعرة النعمان وريف دمشق وتلكلخ واللاذقية والبيضاء والقامشلي وكل مدن سوريا الثائرة لأنها تحدت أسنان الطاغية وأسنته، ولأنها هتفت بصوت واحد أن الشعب يريد الحرية والكرامة والعدالة.

الشعب السوري العظيم يعاني، لا احد ينكر ذلك، وينزف الكثير من الدم، ويعاني من انقطاع الغذاء والدواء والكهرباء والاتصالات ومن فقدان وقود التدفئة " المازوت".. ولكن من قال إن الحرية مجانية، ومن قال أن الكرامة ستأتي على طبق من ذهب دون تضحيات؟ لا احد يعتقد ذلك، والشعب السوري العظيم يدرك قبل غيره أن الحرية لها ثمن، وان هذا الثمن مرتفع في مواجهة نظام "مافيوزي" مثل النظام البعثي الأسدي.

لماذا يخذل العرب الشعب السوري العظيم؟ ولم تتقاعس الحكومات العربية على التدخل لحماية الشعب السوري كما فعلت في ليبيا؟ أسئلة كبيرة نطلقها بصوت مرتفع ليسمعها كل الحكام الذين يعتقدون أن الشعب السوري سيكون ضحية الجغرافيا السياسية، وانه سيكون جزءا من صفقة "ترضية" بين هذا النظام وذاك، وانه يدفع ثمن مصالح الدول على مذبح حريته، ان ذلك لن يتحقق.

وهنا تكمن المشكلة بالنسبة للحكومات العربية وتركيا والصين وروسيا والغرب، فالشعب السوري الذي نزل إلى الشوارع لن يتوقف إلا عندما ينتصر، نصرا نهائيا ومؤزرا على النظام البعثي الأسدي، والثورات لا تقف في منتصف الطريق، لأنها ان فعلت ذلك فإنها تنتحر، والشعب السوري الذي ثار من اجل حريته لن يقف في منتصف الطريق ولن ينتحر، فكيف يتوقف وقد نزف وقدم الشهداء؟ وكيف يتوقف وكل يوم يبرهن على أن نظام بشار الأسد معزول عن الواقع، ويتصرف وكأنه يملك البلاد والعباد، ويستمر في القتل والإجرام، ويواصل عمليات الخداع والمراوغة و"اللف والدوران".
الحكومات العربية مطالبة بالتحول من الموقف "شبه المتفرج إلى موقف عملي" لوقف الآلة الدموية لنظام الأسد، بالتعاون مع تركيا وفرنسا والدول التي ترغب بالكف عن المراوغة والكذب في أوروبا والولايات المتحدة، فنظام الأسد لا يريد أن يتخلى عن السلطة أبدا، ويريد أن يستمر باحتكار السلطة إلى الأبد، والحكومات العربية قادرة على الضغط على روسيا والصين، والتلويح بمقاطعتها اقتصاديا، إذا استمرت بدعم هذا النظام الاستبدادي، وهما ستتراجعان بالتأكيد لان مصالحهما أهم من النظام البعثي.

لا يجوز أن تستمر آلة القتل البعثية الأسدية بحصد أرواح السوريين إلى مالا نهاية، ولا يجوز السماح باستمرار هذا الوضع، وعلى العرب ان يستعدوا لكل الاحتمالات في مواجهة هذا النظام وحلفائه، فنحن لا نقبل أن يكون الشعب السوري العظيم ضحية الصفقات والمساومات والمراوغات والمصالح الجيوساسية وموازين القوى.. فالشعب السوري قرر الإطاحة بالنظام البعثي وعلى العالم أن يحترم قراره ويساعده.

hijjawis@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :