facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تطهير الفساد واسترداد المال العام طوق نجاة مكلف لكنه ضروري


14-12-2011 03:21 PM

بعد سنوات من المراوحة والتردد يبدو أن صاحب القرار عقد العزم على فتح "عش دبابير" الفساد لتعزيز شرعية النظام وتعديل مزاج شعبي محتقن بات يشكك في كل شاردة وواردة، وفي أحيان كثيرة لا يتوانى عن أخذ حقه بيديه عبر قطع الطرق والاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة.

خلال الشهور الماضية تغيرت المفاهيم، وقواعد العلاقة بين الحكومة والشعب. لم يعد المواطن، بخاصة المسحوق، يخشى أحد او يخاف من قول كلمة يعتقد أنها حق في زمن الصحوة العربية وعنوانها الكرامة، العدالة، تكافوء الفرص والحاكمية الرشيدة بعيدا عن نهج حكم شمولي تكرس في قوامه منظومة أمنية صلفة، تكميم الأفواه، قطع الأرزاق، تداخل السلطات، ممارسة الفساد "ببجاحة"، والتحكم في عقول الناس من خلال تدجين الاعلام.

وبدون طي ملف الفساد في الأردن لن يتحقق سلام، أمن، استقرار ووئام بين السلطة والشعب. فساعة كشف الحقيقة دنت دون دم وعنف ولا بد من خوض مغامرة التضحية بأهم رجالات الدولة من فئة "عظام الرقبة" لاستعادة هيبة الدولة. اليوم يريد الشعب أجوبة شافية حول الفساد والمفسدين ولن يقبل بأقل من ذلك.

الإشارة الأوضح لمواجهة ملف الفساد الحساس تجلّت في اجتماع الملك عبد الله الثاني مع 17 مسؤولا عن مؤسسات الرقابة على المال العام يوم الأحد. من بين الحضور كان رئيس الوزراء ورؤساء مجلسي الأعيان والنواب والسلطة القضائية وهيئة مكافحة الفساد.

طلب الملك منهم بصراحة إحالة الفاسدين الى القضاء المدني بدون أي تردد أو محاباة أو انتقائية لأن الناس سئمت من جعجعة محاربة الفساد دون أن ترى طحنا.

فلا بد من تحقيق العدالة وأخذ حق مجتمع يتعطش منذ سنوات لمحاسبة فاسدين ممن يعتقد أنهم أضاعوا المال العام، قبل أن يطلب من رجال الأردن ونسائه عصر ما تبقى من الأحزمة حول بطونهم وتحمل قرارات اقتصادية صعبة منتظرة مثل رفع أسعار الماء، الكهرباء وتعديل أسعار المحروقات لضمان الحد الادنى من الاستقرار المالي، النقدي والاقتصادي.

فالقصر، مجلس الوزراء ومجلس الأمة، حال القائمين على الأجهزة الامنية والعسكرية، باتوا على قناعة تامة بأنه بدون طي ملف الفساد عبر المحاسبة والمساءلة واسترداد الأموال، لن يتوقف تطاول المواطنين على الدولة ومؤسساتها ولن تتغير انطباعات الناس بأن شعار المرحلة بات "فلّت حكم وحصن الفساد".

قائمة المشاريع التي تحوم حولها شبهات الفساد باتت معروفة للقاصي والداني. وكذلك أسماء المسؤولين عنها. ولا بد من فتحها لحسم الجدل حولها سلبا او إيجابا عبر بوابة القضاء المدني وليس محكمة أمن الدولة.

الملك أشعل ثورة بيضاء على الفساد من خلال شخصه. بدأ بنفسه. وقال إن أيا كان لم يعد فوق المساءلة، وأولهم الديوان الملكي. أمر بإصدار بيان كشف فيه للرأي العام تفاصيل تسجيل 4827 دونما من الأراضي الحكومية باسمه بين 2000 و 2003 لتسهيل المشاريع الاستثمارية والخدمية الملحة. أصر البيان الإشكالي الذي أثار عشرات الاسئلة الجديدة على انه لم يجر بيع أي دونم منها ولن يحصل ذلك مستقبلا.

الهدف الأهم كان وضع حد للشائعات واللغط الذي طاول شخص الملك لسنوات في المجالس الخاصة قبل أن يخرج إلى العلن عبر عشرات المسيرات كل يوم جمعة منذ بداية العام. يرفع المتظاهرون شعارات مست العائلة الحاكمة بطريقة غير مسبوقة وباتت تأكل من رصيد الهاشميين، صمام أمان جميع الاردنيين.

يوم الأحد، دخل مجلس النواب على ملف الاراضي التي يعتقد انها سجلت بأسماء متنفذين أو شركات استثمارية كواجهة لهم، في خطوة لاستعادة شعبيته ودوره الرقابي والتشريعي بعد تزوير الانتخابات التي أفرزته عام 2010 والتي سبقتها عام 2007.

المجلس سيقدم تقريره خلال شهر، ما قد يفتح صندوق باندوره (غرائب) مع إدراك رجال الحكم بصعوبة التحكم بتداعياته، بداياته ونهاياته. لكن عليهم فقء الدمل لعلاج الجرح وتضميده لضمان سلامة الجسد والرأس.

خلال الاسابيع الماضية، شكل المجلس لجان كثيرة للتحقيق في مشروع سكن كريم لعيش كريم، سد الكرامة وأمانة عمان الكبرى. هيئة مكافحة الفساد تنشطت كثيرا خلال هذا العام. أرسلت 70 قضية للمدعي العام، بما فيها ملفات تتعلق بشركة موارد ومشروع تطوير العبدلي. ومنع العشرات من رجال الاعمل من السفر لأن المحكمة ما زالت تنظر بقضايا تتعلق بهم.

أمس الثلاثاء، أودع أمين عمان الكبرى السابق في مركز تأهيل وإصلاح الجويدة لمدة أسبوعين بعد ان وجهت له تهمة الاخلال بالوظيفة العامة. ثم رفض طلب تكفيله مع ان ذلك كان ممكنا بحسب رجال القانون. هذا التشدد المفاجئ في تطبيق القانون يعني إرسال رسالة سياسية هامة بأن موسم التضحية بداء، وبأكثر الشخوص المقربة من دوائر صنع القرار.

يتوقع أن يمثل امام المدعي العام خلال الايام المقبلة رتل من رؤساء وزارات ووزراء سابقين في إطار التحقيق بقضية الكازينو وغيرها من الملفات المشبوهة. فسقف المطالب الشعبية يرتفع كل يوم. الشعب بات يطالب بمحاكمة المسؤولين عن نقل ملكية الاراضي وبأسترداد قصور وأراضي وهبت لجنرالات، ولرؤساء وزارات سابقين دون وجه حق.

وهكذا ينفرط عقد مسبحة الفساد، ولن تتوقف قبل انجلاء الحقيقة حتى ولو جاءت بعضها مغايرة لانطباعات الناس ولو ظلم المدان حتى تثبت براءته.

ويقع التحدي الاكبر اليوم على أكتاف القضاء والإعلام.

فالقضاء المدني وليس العسكري سيتعامل مع كم هائل من الملفات التي سترده حول كل قضية. ويتوقع أن يتعامل معها باحتراف وعدالة كفرصة أخيرة لإزالة انطباعات قد لا تكون صحيحة بأنه تسيس وبات في جيب السلطة. وعلى الإعلام الخاص والعام المشكوك في قدرته وكفاءته المهنية والاستقصائية على دعم هكذا تحول مفاجىء أن يحترم اجراءات القضاء والتحقيق التي تتم عادة في أجواء من السرية وأن لا يساهم في تلطيخ سمعة المشتبه فيهم حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود.

بعد كل ذلك، يؤمل أن تكون مؤسسات الدولة قد تعلمت من أخطائها السابقة. في النهاية لن يصح الا الصحيح، لكن بعد المرور بمخاض عسير لتبييض صفحة العلاقة بين السلطة والمواطن وطي كابوس وطني أسمه الفساد والمفسدين تمهيدا لبناء الاردن الجديد.





  • 1 عيد الحباشنه 14-12-2011 | 03:54 PM

    نسأل الله العون للقضاء الذي سيتحمل كل هذاالتبعات

  • 2 زين العابدين عايد العظامات 14-12-2011 | 03:57 PM

    انا قرأت مقالك و الحقيقة كان جميلا ....نشكرك جميعا املين ان تتحقق العدالة الاجتماعية و محاربة الفاسدين بدون دماء !!!

  • 3 نائل راضي 14-12-2011 | 04:02 PM

    صح السانك . ان ما يحصل في الاردن هو ثورة من نوع جديد والحمدلله انها سلمية وليس دموية. ....

  • 4 مواطن 14-12-2011 | 04:42 PM

    ما هو الجديد

  • 5 طلال 14-12-2011 | 04:54 PM

    كلامك جميل وفي الصميم ونتمنى من الوسؤليين تنفيذ أوامر جلالة الملك لكي لا تزداد الامور سوء وشكرا

  • 6 زكىسلمان 14-12-2011 | 04:57 PM

    انا من قرا مقالك يوم الاحد فى العرب اليوم انت لك كل الاحترام

  • 7 مواطن فاسد 14-12-2011 | 07:18 PM

    الحقيقه ان كتابات الاخت رنا جميله وتتناول قضايا مهمه ولكننا نتمنى ان لا تتوقف في عمون كما توقفت في العرب اليوم , وهنا لابد ان نشير ان الشعب الاردني يريد كشف الحقائق حتى عن الاقلام المأجوره التي تورطت مع رموز الفساد

  • 8 طفيلي 14-12-2011 | 07:48 PM

    كله هذا بفضل الحراك

  • 9 د حسام العتوم عمان 14-12-2011 | 08:13 PM

    رنا الصباغ خير من يكتب عندنا في الشأن الداخلي فرحبو بها معي و شكرا

  • 10 متابع 14-12-2011 | 09:20 PM

    لك القدرة التكيف مع الفصول الاربعة

  • 11 محمد العشيبات 15-12-2011 | 01:32 AM

    رنا الصباغ من افضل الصحفيين في الوطن العربي ورفض رنا استلام رئيسة تحرير العرب اليوم خير دليل على النزاهة والمبادئ التي تتمتع فيها رنا

  • 12 الله اكبر 15-12-2011 | 02:12 AM

    للعلم اكثر المسئولين الفاسدين بدأو ببيع املاكهم بالبلد باي سعر وتحويلها للخارج واكثر بيوت المسئولين الكبيرة معروضه للبيع يعني جاهزين للهرب ويبقى الشعب

  • 13 يسعدك ربك 15-12-2011 | 08:31 AM

    زمن التضحية بلش. بدأوا بالشريف والنظيف. ان الله سيظهر الحق والعدالة ولن يسمح لرجل مظلوم ان يبقو وراء القضبان.......

  • 14 مرسيدس 15-12-2011 | 10:08 AM

    يا عزيزتي النظام ليس بحاجة لتعزيز شرعيتة وهو ليس وليد اللحظة .......

  • 15 ان صح القول 15-12-2011 | 11:40 AM

    معنى هذا ان معالي الشعب الاردني لا بد أن يحاسب منذ نشأه الدوله ......

  • 16 هلا عمي 15-12-2011 | 12:25 PM

    أرض المعارض مرج الحمام .....هي الوحيدة التي بيعت من غير حق لماذا تباع لشركة خاصة انتفت المنفعة العامة ويجب أن ترد الى أصحابها.....

  • 17 الشمالي 15-12-2011 | 12:54 PM

    طوق نجاه غير مكلف على الوطن والمواطن ولكن مكلف فقط على الفاسدين والمفسدين الذي يجب محاسبتهم ومعاقبتهم

  • 18 الشعب يرد المعادلة التالية 15-12-2011 | 01:27 PM

    حتى نقبل وتعود الثقة نوعا ما = نهاية الفساد + تكريس مبدا تكافؤ الفرص + عدالة اجتماعية + قانون انتخابي عصري وتمثيل حقيقي للناس + استرجاع ما تم نهبه + اعتذار لكل من ظلم في السابق ومعاقبة كل من ظلمه على رؤوس الاشهاد + حياة كريمة لكل مواطن+ الغاء كافة اشكال المكارم والواسطات والظلم جراء اخذ حقوق العباد واعطائها لمن لا يستحقونها + المساواة بين الجميع والغاء كافة الامتيازات للمناصب كافة الحكومية والخاصة حتى لا يسعى شخص لها ....... وبغير هيك ما بيمشي الحال

  • 19 اردنية 15-12-2011 | 01:59 PM

    اللهم احمي الاردن
    رنا الصباغ الصحفية القديرة نحييك

  • 20 شادية الحمارنة 15-12-2011 | 02:20 PM

    الجميع يبحث عن الواسطات ، والكل يعمل بحسب المحسوبيات، الجميع يطلب حصته من الكمشنة ،والكل يهبش ما استطاع اليه سبيلا

    اشعر بالمهانة والقهر والظلم لحجم الفساد المتفشي في هذا الوطن
    اشعر بالمهانة والقهر والظلم لحجم المفسدين الذين يتلاعبون ويديرون هذا الوطن،،
    اشعر بالمهانة لما وصلنا اليه من مفاهيم ،،،
    هذا الوطن اصبح كعكة لذيذه وهشة ،،، الكل يطلب تذوقها ، والكل يتسابق الى الحصول على اكل اكبر قطعة منها ،،، فكيف لا!!!!! فهي كعكة لذيذة وهشة ،،تذوب بسرعة في فمك وجيبك ،،، فتمنحك السعادة ،، فتطلب المزيد،،،
    الموظف يرى ان سرقة الدولة حلال ،،،
    المواطن يرى ان الضحك على الدولة حلال ،،،
    المسؤول يرى ان الكمشنة شطارة
    الجميع يحلم بان يصبح نائبا او عينا او وزيرا ،،،، ليكون له حصة اكبر من الكعكة
    المتنفذ والمخطط الاستراتيجي وصانع القرار يرى ان بيع مؤسسات واراضي وشواطئ هذا الوطن فيه نصيب اكبر مؤسسات مستقلة تولد من رحم مؤسسات الدولة ليتعين فيها ابناءوانسباء المتنفذين والواصلين واصحاب المعالي والسعادة والعطوفة برواتب خيالية تاكل وتنهش المليار من ميزانتنا
    الكل يهبش،،، ويهبش ،،، ويهبش
    حتى الجامعات باتت تسرق احلام واجتهاد اطفالنا ،،،، فالكل يريد حصة اكبر فيها ومنها،، الجامعات فيما بينها تريد زيادة حصتها ،حصة للدكاترة و العاملين ، بعثات عشائر .....،....... ،،، بعثات وووووووووغيرهم ، فلا يتبقى للمتميز والمجد الا بضعة مقاعد ، فاما ان يبحث عن واسطة ، او يدرس موازي ، او ان يرضى بنصيبه من بقايا الفتات ،،،
    اشعر بالمهانة والقهر والظلم لحجم الفساد والمفسدين
    اشعر بالمهانة لما وصلنا اليه من مفاهيم ،،،
    اشعر بالمهانة عندما اجد ان ظاهرة البلطجة تنمو كخلايا سرطانية
    اشعر بالمهانة عندما ارى ان هيبة الدولة تذوي اكثر فاكثر يوما بعد يوم
    اشعر بالمهانة عندما ارى ان انتمائنا واولادنا ياتي اولا للعشيرة ، وثانيا للمدينة،،، واخيرا للوطن
    اشعر بالمهانة عندما ارى ان هذا الوطن مقسم ،، مقسم إلى اجزاء اصغر من الذرة
    اشعر بالمهانة والقهر والظلم لحجم الفساد والمفسدين
    اشعر بالمهانة لما وصلنا اليه من مفاهيم ،،،

  • 21 عدنان العتوم 15-12-2011 | 03:43 PM

    مقال رائع تحليل رائع لانسانة رائعة مثلك تحياتي لكي دوما

  • 22 احمد اباظه 15-12-2011 | 05:47 PM

    أبدعت يا أخت رنا ويجب أن تكوني وزيرة أعلام يا معالي الوزيرة، سلمت يمناكي.

  • 23 احمد اباظه 15-12-2011 | 05:47 PM

    أبدعت يا أخت رنا ويجب أن تكوني وزيرة أعلام يا معالي الوزيرة، سلمت يمناكي.

  • 24 معاني حتى النخاع 15-12-2011 | 06:28 PM

    لولا الحراك كان المعلمين الآن في ايطاليا او فرنسا ...ومو سائلين كما حصل في العشر سنوات السابقه ...المفزع انوا الكل شركاء ....... ...لازم تغيير حقيقي يطول الصلاحيات العليا والا الامور بتشوء بزياده

  • 25 الطيار 15-12-2011 | 09:01 PM

    امل من لجنة مكافحة الفساد ان لا تنسى صفقات ....


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :