facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاندحار الأمريكي من العراق


سمير حجاوي
22-12-2011 05:12 PM

أكملت الولايات المتحدة الأمريكية انسحاب قواتها المقاتلة من العراق وتركت خلفها بلدا ممزقا غارقا في الأزمات وسفارة أمريكية هي الأكبر في العالم تضم 16000 موظفا وفرقة صغيرة من المارينز لحمايتها إضافة إلى 157 جنديا لتدريب القوات العراقية.
الانسحاب الأمريكي من العراق اقرب إلى الاندحار، وإذا استخدمنا معايير الانتصار في الحروب بتحقيق الأهداف التي قامت الحرب من اجلها، فان النتيجة ستكون هزيمة نكراء لأكبر قوة عسكرية في العالم، فأمريكا شنت الحرب على العراق بحجة تدمير أسلحة الدمار الشامل، والعلاقات المفترضة بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة، وهي الحجج التي ثبت كذبها، فالعراق لم يملك أسلحة دمار شامل، ونظام صدام حسين لم يكن على علاقة بتنظيم القاعدة بشهادة الأمريكيين أنفسهم، مما يسقط الحجج الظاهرية للحرب، ويحلينا إلى الأهداف "الباطنية" او السرية.
فالجيش الأمريكي خاض حربا "غامضة"، ولم يعرف الشعب الأمريكي ماهية الأهداف الحقيقية لهذه الحرب التي أدت إلى مقتل 1.6 مليون إنسان عراقي على الاقل، وأزهقت أرواح 4500 جندي أمريكي وحولت الآلاف إلى معاقين لا يصلحون لأي عمل يعاني حوالي 10.000 من الشلل الكامل.
هذه الحرب "غير المفهومة" للشعب الأمريكي كانت واضحة بالنسبة للرئيس السابق جورج بوش الابن وهي محاربة "يأجوج ومأجوج" كما قال للرئيس الفرنسي، كما انه ذهب هو وفريقه "المتصهين" إلى الحرب من اجل "تدمير بابل" لتحقيق نبوءة سفر الرؤيا من اجل الوصول إلى "المعركة الفاصلة في هرمجدون"، وهي الحرب التي كلفت أمريكا 3 ترليونات " 3000 مليار" دولار، وحطمت الاقتصادي الأمريكي، ورفعت المديونية الأمريكية إلى أكثر من 14 ترليون دولار، أي ما يعادل كامل الناتج الإجمالي المحلي، ووضعت 45 مليون أمريكي تحت خطر الفقر المدقع، وجعلت 150 مليون أمريكي يركضون ليل نهار لاهثين للحيلولة دون انزلاقهم دون خط الفقر المدقع.
هذه الحرب التي شنها "مبعوث العناية الإلهية" جورج بوش الابن كما يصف نفسه، دمرت الولايات المتحدة بعد أن دمرت العراق وتركته أشلاء يئن تحت الفقر والبطالة والتوتر الطائفي والفساد ونهب النفط وخيرات العراق، وتسببت بترميل ملايين النساء وتيتيم ملايين الأطفال، وأرجعت العراق إلى ما قبل عصر الصناعة، ونصبت حكومة طائفية تحتكر السلطة وتهيمن على الحياة والثروة والمقدرات، وحولت العراق إلى "عزبة إيرانية" تلعب فيها كما تريد تحولت فيه حدود المحافظات إلى خطوط للنار وحدود متنازع عليها، تركت العراق بعد سنوات الاحتلال السوداء بلا كهرباء أو خدمات أو بنية تحتية، بلد غادر 5 ملايين من سكانه الأرض إلى دول العالم، وآخرون نزحوا من مناطقهم إلى مناطق أخرى في واحدة من اكبر عمليات التطهير الديني في التاريخ.

لم تنجح أمريكا بالاستمرار في احتلال العراق إلا بفضل أكثر من 100.000 رجل من "مسلحي الصحوات السنة" الذين دحروا تنظيم القاعدة وفصائل المقاومة الأخرى الذي لم تستطع القوات الأمريكية هزيمتهم، بكلفة زهيدة لا تزيد عن 300 دولار للرأس الواحد، فاستتب لهم الأمر، و" افلت الأمريكيون من هزيمة مؤكدة في 2007 بفضل رجال الصحوات.

أمريكا تلعق جراحها بسبب العراق الآن، وهي جراح عميقة وقد تكون "قاتلة"، فالعراق "حفرة بلا قاع" كما وصفه تقرير للمفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار العراق، وهي الحفرة التي أنهت الحقبة الإمبراطورية الأمريكية في المنطقة كما كتب مدير التخطيط السابق في الخارجية الأمريكية ريتشارد هاس في مجلة "فورين افيرز" معلنا "نهاية العصر الأمريكي في الشرق الأوسط".

العراق في طريقه للتحول إلى "محمية إيرانية"، ويتجه باضطراد نحو حرب طائفية بدأت بوادرها تلوح في الأفق، فالشيعة يسيطرون على الحكم، والقوى السنية مثل " طارق الهاشمي" لعبت دور "المحلل للعملية السياسية" لم يعد مرغوبا بها، فالحكومة يجب أن تكون حكومة "أغلبية" كما قال نوري المالكي، وليست حكومة "توافق"، وعليه فان المالكي وحلفائه الشيعة هم الأغلبية ولا ضرورة لوجود قوى أخرى في "حكومة النظام".

مشكلة المالكي انه ينسى أن هناك 100 ألف رجل من رجال الصحوات ربما يكون لهم رأي آخر، و ربما يندفعون للقتال من جديد من اجل حصولهم إلى نصيبهم من السلطة.

لا احد يستطيع أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث في العراق، فالخارطة السياسية والاجتماعية والطائفية والعرقية معقدة جدا، وحجم التدخلات الخارجية كبيرة، وهي تدخلات ستصب الزيت على نار ملتهبة أصلا.
المناوشات السياسية في العراق حاليا، ربما تتحول إلى مناوشات على الأرض، وربما أكثر من ذلك، وهي حالة تضع العراق في قلب المرجل الذي يغلي في المنطقة.
hijjawis@yahoo.com





  • 1 for israel 22-12-2011 | 08:45 PM

    they do every thing for israel


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :