facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل هو عالم "مركوزي" أم عالم "سميركل"؟


نسيم الصمادي
26-12-2011 12:04 AM

صحيح أنني أكتب هذا المقال قبل عشرة أيام من نهاية عام وبداية عام آخر، إلا أنه يأتي بمناسبة العام الجديد؛ فكل عام وأنتم بخير. فكيف سيبدأ عام 2012 وكيف سينتهي يا ترى؟

يبدو العالم اليوم في فوضى عارمة، وليس فوضى منظمة كما يدعون. أمريكا في حالة صراع مع ذات، إذ تبدو كالقطة العمياء التي ضلت الطريق فسقطت في الماء، وعندما ذهبت إلى المدفأة لتجفف نفسها، اقتربت من النار كثيرا فاحترقت. أمريكا ليست فقط منقسمة على نفسها، بل هي تأكل نفسها من الداخل، ولا تكاد تخرج من أزمة حتى تسقط في كارثة.

أوروبا العجوز تبدو وقد اقتربت كثيرا من حافة القبر. فهناك سقوط أخلاقي واقتصادي فرض على اليونان، وانقلاب اقتصادي في إيطاليا، وتخفيض ائتماني لفرنسا، وارتعاش عنيف في أسبانيا التي لم يعد يعمل فيها شيء سوى كرة القدم، وتذبذب في ألمانيا، وهروب في بريطانيا، وهبوط حر "لليورو" وفشل لفكرة الوحدة الأوروبية التي لا يعرف أعضاؤها حتى الآن هل عددهم 17 أم 27؟

وحال العالم العربي أسوأ بكثير، إذ بدأ الخريف قبل أن يكتمل الربيع، وتحولت ثورات الديموقراطية إلى بيروقراطية عسكرية وقبائلية، وصار الإنسان العربي الواعي الذي يفكر في مخرج من الأزمات المفتعلة والمشتعلة، تائها ومرتبكا لا يعرف هل يكون مع أم ضد؛ هل يؤيد أم يعارض؛ هل يثور أم يخور؛ وهل يدعو للثورات أم يدعو عليها.

في روسيا خرجت الثورات كما في أمريكا. في الأولى يطالبون بانتخابات حرة وتقليص دور الحكومة والحد من تدخلها وتغولها ضد القطاع الخاص، وفي الثانية يطالبون بحكومة نظيفة تطبق الوعود الانتخابية الكاذبة، مع المزيد من التدخل الحكومي للحد من تغول ونفوذ مافيا البنوك وممارسات لصوص القطاع الخاص. الروس والأمريكان يخرجون معا ضد اقتصادهم وضد نظامهم. الأمريكان يريدون وظائف تساعدهم على العيش بكرامة، والروس يريدون كرامة تمكنهم من العيش دون وظائف.
في آسيا وأفريقيا لا يبدو الحال أفضل كثيرا. اليابان تشرق شمسها كل يوم وهي غافية، وعندما تصحو وتلعق جراح كوارثها، تتثاءب وتعود للنوم من جديد. وفي الصين ما زال التنين حائرا بين الاقتصاد الحر، والحكم الشمولي المر. فبعد عشر سنوات من انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، تبدو الصين كالغراب الأصفر الذي يحاول تقليد الطاووس، فهي تنتج وتبيع، وتصدر كل شيء، ولا تستورد سوى المواد الخام التي تعيد تصنيعها لتعيد تصديرها، دون أن ترتقي بإنسانها، وكأنها تصر على أن تطعم العالم ليبقى أبناؤها يعملون، فلا يعيشون ولا هم يحزنون. وكذلك هي الهند، تصدر العمالة والبرامج والسيارات، وتصنع القنابل النووية، وتتغني بالديموقراطية، لكنها ما تزال أكثر دول العالم تصديرا للمهاجرين والفقراء، وأيضا للأغنياء. فكل أغنياؤها دون استثناء يعيشون خارجها، ومن يعود إليها، يفعل ذلك ليمارس مزيدا من النفوذ والإفساد.
الغريب أن الدول السابقة تدير برامج لغزو الفضاء واكتشاف العالم الخارجي، وكأنها اكتشفت عالمها وعرفت نفسها، وساهمت في إشاعة السلام. مع أنها لم تحقق العدل ولم تنشر الأخلاق في الأرض بعد! هذا العالم الذي فقد قلبه وعقله يعقد التحالفات، بحثا عن مزيد من القوة والنفوذ والسيطرة، دون أن يدرك أن علته في روحه وأخلاقه.
في شهر ديسمبر 2011 اجتمع الأوربيون فتفرقوا. خرجت بريطانيا عن الإجماع ونأت بنفسها عن قارتها، وتحالفت فرنسا مع ألمانيا لفرض نظام جديد يخول للبنك المركزي الأوروبي معاقبة الدول السارقة والمارقة فيما يشبه الحوكمة الاقتصادية التي من حقها تأديب أعضاء منطقة اليورو إذا ما كذبوا في دفاترهم المالية أو غالطوا في الحساب. ونظرا لهذا الزواج الاقتصادي الإجباري، أطلق الإعلام على الحلف الجديد اسم "مركوزي" أي "ميركل و ساركوزي". وعندما سألت خبيرا إيرلنديا لماذا لا يسمى: "سميركل"، أي وضع "سركوزي" قبل ميركل، قال: "ليدز فيرست" يا سيدي، أي "النساء أولا". فقلت، أظنها "ألمانيا" فيرست يا سيدي. ففرنسا على وشك الإفلاس، ولم يتحمل "سركوزي" قبلات "ميركل" الباردة إلا لأنه على وشك الإفلاس. المصالح الاقتصادية والمادية دائما أولا يا سيدي!





  • 1 صخر شوكت السبول 26-12-2011 | 12:26 AM

    كلام صحيح تماماً ويدل على اضطلاع واسع في الاقتصاد العالمي وكيف يدار العالم الان وتحية للأخ الصمادي على هذه المقالة الغنية

  • 2 سياسي 26-12-2011 | 12:55 AM

    في المقال مغالطات مع الاحترام لكاتبه : لا تذبذب في المانيا بل نسب بطالة اقل ، ثم ان المعاهدة الجديدة دليل قوة وهي ليست لمعاقبة الدول بل لتشديد الرقابة زضبط الاداء المالي ، اما 17 فهي منطقة اليورو و27 هي اعضاء الاتحاد الاوروبي. نتق معك بوجود مشاكل لكنها ليست خطيرة الى هذا الحد ولا تنسى ان التحرك الالماني الفرنسي هدفه مساعدة اليونان وحماية اليورو وهو ما بدأ فعلا.

  • 3 نجيب ابو كركي 26-12-2011 | 01:22 AM

    فعلا مقال رائع ومميز ولا اعلم ان كان الكاتب يتقن اللغة الفرنسية فلو كان سيفضل حتما احدى التسميات وهي الاولى لكنني ساكتبها بطريقة معدلة قليلا لتصبح اكثر تعبيرا عن واقع الحال وطبيعة النظام ونفسية الفرنسيين ساختار ميركوزي Merkouzi لماذا؟ لان اول 3 احرف لاتينية لهذه الكلمة تشكل 75 بالمئة من اكثر كلمة يكررها الفرنسيون وتناسب المقام لهذا النظام ... ان لم تفهم. فكما يقول الامريكان بملئ الفم.......

  • 4 الى 3 26-12-2011 | 02:14 AM

    فهمناها ، وبستاهلها ساركوزي خاصة بعد قانون الارمن.

  • 5 ادوار عويس 26-12-2011 | 04:44 AM

    الاخ الكاتب تحية وبعد .اني اتفق معك في بعض الامور واختلف معل اخرى ما كتبتة عن المشاكل الموجودة في امريكا ليست كما وصفتها نعم هناك مشاكل اينما ذهبت وفي امريكا كذلك ولاكن الاهم ان مشاكل امريكا يصنعها اصحابها اي اصحاب راس المال ويصححونها عند الحاجة هناك حرب عزيزي بين الدولار واليورو ومن يثبت الجدارة يبقى وهذا اهم ما في الموضوع المطلوب ان الدولار هوا وحدة الذي سيبقى في النهاية انظر ما يحدث في اوروبا تتساقط الدول الواحدة بعد الاخرى اما في امريكا فان اصحاب الاموال هم من يتلاعب اي هم من يصنع سياسة العالم الاقتصادية والدليل ان امريكا رغم ما نسمع تتبرع كل سنة للدول التابعة لها بالمليارات هل تعتقد ان دولة في حال السقوط تتصرف هكذا

  • 6 الدكتور محمد عايد سمارة/ رياضيات 26-12-2011 | 12:27 PM

    الى الاخوة عمون المحترمين
    من امس وانا انتظر مقال السيد يوسف ابوالشيح الزعبي اين هو؟!!!!!!!!!!!!!
    كما ارجو من ان تعضوا رقم هاتفه على صفحته الخاصة
    لانه لا يجيب عل الاميل

  • 7 موسى الصمادي - السعودية 26-12-2011 | 01:18 PM

    مقال جميل يدل على سعة اطلاع نشكر الاخ نسيم الذي رسم صورة العالم في وقتنا الحاضر وما تتلاطم به من امواج عاتية لا نعرف مداها

  • 8 صالح العلي - العراق 26-12-2011 | 02:10 PM

    تحليل رائع وعلى مستوى ممتاز من الاطلاع والفهم في تحليل المجريات

  • 9 abdulqader 26-12-2011 | 03:20 PM

    نسيم الصمادي انسات رائع اكاديميا لكن مهنيا ( ..... )

  • 10 خطاب القرارعة 26-12-2011 | 06:07 PM

    مقال رائع .... شخصيا استمتعت و انا اقرا المقال , نظرة شاملة و تحليل قريب جدا من الواقع ... اشكرك دكتور

  • 11 عبدالرحيم الصمادي- إقتربت الساعة. 26-12-2011 | 11:06 PM

    أخ نسيم سلام عليك من الله ورحمة مقالك جميل ومعبر ويتبين لي من خلاله مايلي:
    1- زوال القطب الأوحد عاجا غير آجل.
    2- إنهبار الإقتصاد العالمي " اليابان والصين".
    3- طغيان النمرود الشيعي عالميا "إيران وتركيا" لها بالمرصاد.
    4- عودة ميمونة لكل عربي مغترب لوطنه.
    5- شيخوخة مبكرة للغرب وألمانياوفرنسا"رجالاونساءا".
    6- دولة فتية عربية بلغة واحدة وعملة واحدة.
    7- علامة صارخة من علامات إقتراب الساعة كما وضحها سيد العالمين محمد صلى الله علية وسلم.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :