facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطفيلة التقنية وهزيمة العقلية الأمنية


لميس اندوني
29-12-2011 03:26 AM

تراجع ادارة جامعة الطفيلة التقنية عن فصل 14 طالباً, شاركوا في اعتصامات من اجل تحقيق ظروف تعليمية وحتى انسانية افضل تليق بصرح علمي, هو هزيمة للعقلية الأمنية التي حكمت الجامعات الاردنية لعقود.

علاوة على ذلك فقد قدم طلبة تقنية الطفيلة نموذجاً في الشجاعة والتصميم, والوعي والتنظيم, يجب ان يحذى حذوه في الحراك الشعبي الاردني, وليس فقط من قبل الشق الشبابي منه, بل ايضا من قبل القيادات الأكثر تمرساً, اذا كانت المعارضة جادة في تحقيق مطالبها وكسب تأييد اوسع في الشارع الاردني.

فمنذ بداية الاحتجاج قبل اسابيع رفع الطلبة مطالبات محددة ومدروسة, وبذلك استطاعوا ان يحظوا بدعم اغلبية الطلبة, لأنها مطالب تمس احتياجاتهم الانسانية والتعليمية, اليومية والمستقبلية منها, ولا تعكس مصالح فئوية او حزبية ضيقة, فقد اتحد الجميع, اسلامي او يساري, وحتى غير المسيس من الطلبة, خلف جميع المطالب من دون استثناء. وهذا في حد ذاته انجاز اخفقت في تحقيقه الكثير من الأحزاب والحركات الأكثر عراقة والاكثر تنظيماً.

فبالاضافة الى الدعوة الى كف التدخل الامني, واغلاق الأفواه, وما يتبعه من ممارسات ترحيبية, اهتم الطلبة بتفاصيل التفاصيل, التي هي شروط اساسية لخلق مناخ تعليمي اصلا.

المطالبات نفسها كشفت عن فضيحة معيبة للنظام التعليمي بأكمله, وعن مدى الاهمال الذي تتعرض له المحافظات بشكل عام, فمن نقص كبير في الكادر العلمي الى نقص في الخدمات الأساسية الى حياة الطلبة اقرب الى معاناة الاجنبي بالهروب من المعسكرات, منها الى حياة جامعية, من المفترض ان تكون من اجمل او على الأقل اهم سنوات عمر الانسان, وليس مدعاة الى شقاء في صفوف شديدة البرودة شتاء, ومرافق صحية تفتقد الى ادنى شروط النظافة والصيانة, تجعلها ان وجدت, اقرب الى مستنقعات للآفات المرضية منها الى مرافق صحية.

عدم توفير ظروف تعليمية وحياتية كريمة للطلبة هي خرق لحقوق الانسان, وليس فقط مجرد مسألة طلابية تعليمية قابلة للنقاش, خاصة وان التعليم في معظمه ليس مجانا وان هناك ايرادات ونفقات غير خاضعة للشفافية والحكمة الادارية تزيد من المسألة سوءا, وتضع وزارة التعليم العالي امام تهمة الاهمال والتقصير في ادنى حد.

اعتصامات طلبة الطفيلة ابرزت وعيا عاليا لدى الجيل, جيل الثورات العربية لحقوقه الانسانية والطلابية وحقه كمواطن في عيش كريم, ولذا فإن من واجبه التمرد على مثل هذا الواقع المزري وليس الخضوع له, واعلانه رفض كسر روحه الشبابية الطموحة, وعليه فإن قرار الفصل, الذي نطالب ادارة الجامعة الالتزام بقرار التراجع عنه, هو عقاب في المطالبة برفع الظلم... الذي يجعلها اقرب الى النظم العربية التي قامت ضدها الثورات.

الأرجح ان قرار الفصل, كما جرت العادة, جاء بضغط من دوائر خارجية, حكومية او أمنية, مما يجعل حركة طلبة التقنية حدثا اكثر اهمية في سياق النضال الطلابي الاردني على طريق كسر الهيمنة الامنية.

طلبة التقنية لم يوقفوا اعتصامهم, ولا بد ان يستمروا, بالطريقة السلمية التي بدأوا يحبطهم, بها فقد صبروا في ظل كل الظروف الصعبة, فلم تثنهم التوعكات الصحية من رشح وانفلونزا والتهابات معدية, تقل على اثرها بعضهم الى المستشفيات, ولم يحبطهم ضيق الموارد, فرفضوا التبرعات المالية للحفاظ على الاستقلالية, عوضوا عنها بالتضامن الفعلي المادي والمعنوي بين الطلبة والطالبات, الذين أحسوا بأن تضحياتهم لا بد منها من اجل تأمين واقع جامعي افضل يتناسب مع طموحاتهم ويلبي حقوقهم.

لكن المسؤولية تقع على المجتمع الاردني كله, لأن مطالب طلبة الطفيلة تعني مستقبل جميع ابنائنا وبناتنا, فليس من المعقول ان يرمى ابناء الفئات غير المقتدرة الى جامعات محرومة من امكانيات التعليم وندعي بأننا احرزنا تقدما ببناء جامعات وكليات لجميع ابناء طبقات المجتمع, هذا زعم غير دقيق, وفي حالة جامعة تقنية الطفيلة, وانا متأكد من وجود حالات مماثلة اخرى, يصبح ادعاء باطلا.

من المرفوض, من الآن فصاعدا, تحميل الشعب الاردني »جميلة« بناء جامعات, وحتى مدارس, ان لم تتوفر الشروط الادنى لتوفير مُناخ تعليمي, والا فإننا نمارس عملية خداع وجريمة بحق فئة واسعة من الطلبة والمجتمع.

العرب اليوم





  • 1 طفيلي مغترب 29-12-2011 | 08:57 AM

    على فكرة انا طفيلي مغترب ... حتى لما كنت بالاردن كنت كمان مغترب..مقالك رائع وهادئ ... العقلية الامنية هي التي دمرت الطفيلة وشباب الطفيلة على مدى عقود

  • 2 محمد الحوامدة/عمان 29-12-2011 | 09:44 AM

    تحية طيبة وبعد
    اشهد لله انك نطقتي بالحق ووضعت يدك على الجرح وكاني بك عايشتي هذه الظروف المزرية في "جامعة"وانا ارفض هذا الاسم لانها لا ترقى لمستوى ثانوية من كل النواحي.
    لي ابنتان تدرسان هناك واقسم بالله انني كنت اظن انهما تبالغان في وصف الاوضاع السيئة هناك ولم اصدق الا عندما رايت بعيني المستوى البيئي الخطير للمرافق والبنية التحتية......
    شكرا لك اخت لميس وكم كنت اتمنى ان يقوم نواب المحافظة المحترمين بزيارة للجامعة ولكن؟؟؟؟؟
    اشد على ايدي الطلبة وكما تفضلتي "من المرفوض, من الآن فصاعدا, تحميل الشعب الاردني »جميلة« بناء جامعات, وحتى مدارس, ان لم تتوفر الشروط الادنى لتوفير مُناخ تعليمي, والا فإننا نمارس عملية خداع وجريمة بحق فئة واسعة من الطلبة والمجتمع".

  • 3 ابن الطفيلة 29-12-2011 | 10:13 AM

    كلام صحيح وتوصيف دقيق للواقع ونحن مع الكاتبة في كل ما قالت والطلاب على حق والأمم الواعية لاتعاقب المطالبين بالحقوق وإنما تنصفهم ولا تضيق بالدعوة إلى الإصلاح وإنما تقدرها وإذا كان ما كان معيبا فإن ما هو أسوأ منه أن نسكت عليه وأن نقبل الهزيمة مهما كان الأعذار والذرائع أمام .... لايستمدون قوتهم إلا من ضعفنا ولا جراءتهم إلا من خوفنا والكلمة الصادقة الجريئة على سلميتها ترعبهم أنظروا إلى ما يكتبون وما يطالبون وما يعلقون به على المطالب الإصلاحية والإحتجاجات الشبابية وحتى إلى أفعال بلاطجتهم تلمسون عمق أزمتهم ....

  • 4 المسؤل الامني 29-12-2011 | 10:21 AM

    هم المسؤلين الامنيين فقط ان لا يسجل ضمن منطقته اي حراك والغمل على اسكات اي حراك حتة ولو بدرجة تململ لكي لا يخسر موقعه لذلك فان من يعيشون بعقلية الدوله العثمانيه هم من يفزعون مع هولاء المسؤولين بحجة المصلحة العامه والانتماء والولاء للوطن للاسف هذا ما يحدث والوطن هو من يدفع الثمن .....

  • 5 من احرار حراك الطفيلة 29-12-2011 | 11:21 AM

    والله مقال رائع جدا للكاتبه والقلم الحر لميس اندوني

  • 6 طفيلي 29-12-2011 | 11:41 AM

    يالله يا يعقوب جاوب ، ها ما قلتلك ، طيب وش بدنا نحكي لهذي المره

  • 7 محمد ابراهيم القطاطشة 29-12-2011 | 11:43 AM

    الشكر الجزيل للكاتبة على الوصف الدقيق لمعاناة الطلبة ولحقيقة الوضع المأساوي

  • 8 من احرار حراك الطفيلة 29-12-2011 | 12:21 PM

    والله انكي بنت اصل وفصل وصح لسانكي يا صاحبة القلم النيظف واللتي تصب في هموم الوطن والمواطن............ وشكرا

  • 9 طالب تقني 29-12-2011 | 12:25 PM

    حسبي الله ونعم الوكيل

  • 10 عمر المصري 29-12-2011 | 01:09 PM

    نعم هزيمة للعقلية الأمنية التي حكمت الجامعات الاردنية لعقود

  • 11 خلود عبيدات 29-12-2011 | 02:03 PM

    لقد أبدعت يا لميس بوضع النقاط على الحروف وارجو ان تستمر جرأة قلمك في الكتابة في الصحف الانجليزية والعربية وكل عام والجميع بخير – أشد على أزر هؤلاء الطلبة اليانعين والصمود لتحقيق مطالبهم ، ان السكوت عن الحق شيطان اخرس وفي النهاية لا يصح الا الصحيح خصوصا في زمن اخذ التعليم العالي في الانحراف عن المسار الصحيح . ولازيدك من بيت الشعر قصيد تصوري انّ استاذ طلبة ماجستير في احدى الجامعات الحكومية يقوم بتخصيص 30 ورقة كمنهاج فصلي اما الاخر فيطلب من طلبة الماجستير ان يعينوا بانفسهم كتب كمنهاج لدراسته اثناء الفصل "بمعنى اخر يقوم بتدليل الطلبة كصفوف الحضانة" في حين ان الطلبة لم تكترث بمثل هذا الطلب لان همهم الوحيد هو الحصول على علامة فقط من الاستاذ ا.... فيقوم الاستاذ بتخصيص المنهاج قبل الامتحان بعشرة ايام فقط اما الا خر فيقوم باعطاء اسئلة واجوبة الامتحان لطلبة الماجستير بحجة ضعفهم اللغوي ليختار الاستاذ منها - لقد وصف احد الاساتذة المحترمين في جامعة العلوم الاسلامية بان مثل التصرف الاكاديمي هو جريمة كبرى بحق التعليم يجب ان يعاقب المذنب عليها، فمن سيعاقب من في ظل هذا الفساد في التعليم ؟؟؟ همّ الجامعات ان تنتفخ جيوبها من رسوم الطلبة لدفع رواتب الاساتذه المحترمينومش مهم الجودة

  • 12 جميد المناسفة 29-12-2011 | 02:04 PM

    مقال رائع جدا ويدل على شخصية علمية تحليلية رائدة، وقبل ذلك كله شخصية جريئة، أقف احتراما وإجلال لك على هذا المقال ،ونرجو المزيد.

  • 13 محمد ابو شيخة 29-12-2011 | 02:31 PM

    لك كل الاحترام والتقدير.

  • 14 فاتن سمارة 29-12-2011 | 03:06 PM

    الى تعليق رقم 11

    مش فقط لميس اندوني التي ابدعت فكاتبة التعليق رقم 11 اكملت ابداع المقال والله ببصملك مليون بالمئة على اللي تفضلتي به لا رقابة ولا ما يحزنون خصوصا في الجامعات الحكومية ....!!؟؟

  • 15 صفوق 29-12-2011 | 03:14 PM

    طيب واللي بصير في الاردنية اليست ترقى إلى الهمجية!!! اكيد اعداءنا ينظرون الينا بكل إعجاب وفخر على هذا الجيل العريق و................!!!

  • 16 صفوق 29-12-2011 | 03:15 PM

    طيب واللي بصير في الاردنية اليست ترقى إلى الهمجية!!! اكيد اعداءنا ينظرون الينا بكل إعجاب وفخر على هذا الجيل العريق و................!!!

  • 17 ام حسام /العوران 29-12-2011 | 03:16 PM

    بارك الله فيكي اختي لميس وبوركت جهودك على التحليل المنطقي .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :