facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كتب الفلك والأبراج!


د. ديانا النمري
30-12-2011 03:48 AM

تجلبك تلك الكتب بأناقة أغلفتها وثرائها البصري وتلك الهالة التي يرتديها أولئك الذين اعتادوا رفد المكتبات العربية بجديد إصداراتهم مع كل نهاية عام، ليأتي آخر يوم من السنة بمثابة بورصة إعلامية وسبق فلكي في رصد توقعات أولئك الذين يحترفون تضليل الناس بطريقة إعلامية منظمة وأنيقة!!.

لغاية الآن لا أدري كيف إنتابتني تلك السحابة الطارئة التي سميتها حمى الفضول وأنا أمارس طقسي الأسبوعي في التزود الروحي من باقات الكتب في تلك المكتبة الأنيقة.. ولتسقط عيني حيثما يتدافع الناس عادة على الأرفف الجذابة، والتي توضع عادة في واجهة المحل لتعرض كتب الطبيخ والمجلات الخفيفة، وتتمركز بقلبها كتب الفلك والأبراج بكل إقتدار!!.. فبرغم إيماني المطلق بأن تلك الخزعبلات لا أساس دينياً لها، وإنها ليست أكثر من صناعة مربحة في ظل مرور الفضوليين الذي للأسف كنت منهم في زيارتي الأخيرة.

في ذلك اليوم عُدت من المكتبة بمجموعة من روائع كتب الأدب والشعر كما وقررت في لحظة طيش أن أشتري أحد كتب الأبراج للعام الحالي الذي يوشك أن ينتهي، وبدأت بتصفح العناوين والسمات التي أبسط ما يمكن أن أسبغه عليها أنها ثرثرات مكرورة ولتأتيني تلك الفلكية المحترفة بتضليل الناس بأن برجي سيمر بتقاطعات فلكية وأن الصحة ستكون على أحسن حال في ذاك اليوم الذي حددته الفلكية بدقة، ولأجد نفسي بأني في أسوء ظروفي الصحية والإرهاق.. فما وصفته تلك التي تتدعي بأنها فلكية ماهرة بأنه يوم التعب والأرهاق كان يوم الراحة والإنجاز، وما حددت ميقاته بأن يوم إنجاز الصفقات والتعاقدات كان يوماً حافلاً بزيارة مرضى والشؤون الأسرية المكثفة.

كتب الفلك والأبراج هي عبارة عن مقلب منمق وسرد لغوي ونصائح عامة يتقنها هؤلاء الذي أجادوا التلاعب في حاجة الإنسان للطمأنينة ومعرفة المجهول؛ الذي حمانا الله عز وجل وأختص نفسه بمعرفة خبايا الغيب والأقدار، وذلك رأفة بالعباد فكان أمر تورية مجريات القدر من أكبر نعم الخالق المنعم علينا.. وبعد أن إنقضت لحظة الطيش تلك التي إستنزفت مني الوقت والمال، أخذت بالتفكير في تلك الحالة والسعارالذي يصيب الكثير من مدمني تلك المتاهات وصناعة السراب الفارغة وبيع مسكنات الوهم المضلل، أولئك الذين يتعاطون الغيبيات كمادة إعلامية سهلة قابلة للتداول والتفاوت بين فلكي وآخر!!.

ولأنني من الناجين من تلك الحمى العارضة التي إنتابتني لسويعات قليلة، وما كانت إلا مجرد فضول قصير الأمد، أذكر نفسي ومن مر بتلك الحالة المشابهة التي قد تعتري أي شخص منا في مسيرة حياته، في حالة مرور بمحطات سريعة من حيرة أو ضعف، بأن تلك الكتب ما هي إلا صناعة إعلامية تجارية هدفها الربح المحض والتلاعب بعواطف الإنسان وتبديد آمالهم.

ويبقى عالم الغيب الكبير ومفاتيحه عند خالق الكون العظيم.. فلا يغرنكم تلك البهرجات المدروسة والحملات المنظمة التي يديرها تجار متمرسون في تلك الصناعة.. انها صناعة الوهم والسراب.
www.diananimri.com
الرأي





  • 1 سلطي - مغترب 31-12-2011 | 11:28 AM

    أشكرك يادكتوره دائماً مقالاتك رائعه وفي وقتها وكذلك في الصميم حيث أن هذا الموضوع بإمارة سلى أناس وضيع ناس وأخذ منهم كل وقتهم وماهي كما تحدثت إلا خزعبلات لا تقدم ولاتوخر وعسى لاحقيها بأن يستفيدوا من هذا المقال المفيد وشهادة حق مقالاتك دائماً مميزه ونقول لك هل من مزيد .

  • 2 سلطي 01-01-2012 | 12:05 PM

    نهنئك ونهنئ الوطن بالعام الجديد وإنشاء الله يكون عام خيراً وليس كما وصفوه المنجمون لأن كل شي بإرادة الله عز وجل وأعاده الله عليك وعلى الوطن وعلينا والجميع بموفور الصحه بموفور الصحه والعافيه.

  • 3 د. صالح الشريدة باطنية وجهاز هضمي 21-05-2019 | 05:27 PM

    كل الاحترام والتقدير والإعجاب والود


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :