facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المشهد السياسي مسرح "برختي" مفتوح


جهاد المحيسن
30-12-2011 04:25 AM

صورة المشهد السياسي الأردني تشير إلى أن الواقع أصبح مفتوحا على كل الاحتمالات، وفق سياق نعتقد أننا بحاجة فيه إلى قلب مفهوم تقنين المعرفة وفتح الاحتمال على تقنين السياسة.

وحول تقنين المعرفة، يجيب "سارتر" بوجود تقنين في المعرفة، يبحثون فيها أو يكونون خداما أو حراسا على التقاليد، أو يمكن تسميتهم جريا على تعريف "غرامشي"، اليساري الإيطالي، بأنهم موظفون في البنى الفوقية، أي لا ينشغلون بالجانب المادي، بل بالجانب الفكري والروحي والاعتباري للناس، أو الانشغال أو التفاعل مع الآخر، ويغادرون حدود الذات الضيقة، ليتوغلوا في طيات الوعي المجتمعي، وبمثل هذا الوعي لحدود الذات والآخر.

ضمن تلك السياقات، يبدو أن الواقع يؤكد أن الضرورة تقتضي إعادة إنتاج المشهد المسرحي "البرختي" وفق قوانين تجعل الجميع شركاء في عملية الإصلاح. فمسيرة "برخت" كانت نتيجة لجملة الأحداث التي شهدها النصف الأول من القرن العشرين في أوروبا. إذ في ظل الفساد السياسي وغياب الوعي الشعبي في ألمانيا أيام الحكم النازي، بلور "برخت" فكرته عن المسرح الملحمي، كمقابل للمسرح الدرامي المعتاد، وسعى من خلال هذا اللون المسرحي إلى أن يخلق جمهوراً يستطيع التفاعل مع الأحداث ليتحرر من دوره كمشاهد سلبي.

وتلك المقاربة التي استدعت روحية "برخت" المسرحية، تؤكد أننا على أعتاب السنة الجديدة بحاجة إلى إعادة صياغة مفهوم السياسة والإصلاح، والمستقبل المنشود الذي يحقق تقدما نحو الأمام. فالاحتمالات المفتوحة على قيادة الشارع نحو التراجع إلى الخلف أو التقدم إلى الأمام، تؤكد أن ثمة من ينظر إلى حركة التغيير التي نشهدها في الأردن والعالم العربي باعتبار أن ثمة من يزيد من الجمهور السلبي وإبقائه بعيدا عن مسرح الأحداث، أو خلق حالة تصادمية مع القوى التي تريد التغيير وتسويف فكرة الإصلاح، وأن يجدد المجتمع والدولة أدواتهما بحيث تنسجم وطبيعة الحالة التي تنتشله من الفردي إلى الجماعي ومن الخاص إلى العام ومن المتفرج إلى الفاعل في المشهد. وهذا التعطيل والتسويف بالضرورة يكون لخدمة أجندات خاصة، وبالتالي خدمة لفكرة الفساد وتعطيل فكرة التغيير. وهذا كله يعبر عنه في عدد من الأحداث جرت هنا أو هناك.

وليست الغاية من هذا العبث المقصود سوى إعادة إنتاج قوانين للمنافسة الهدامة التي هي أيضا تدمير هدام، يساهم في تعطيل الجيل الجديد الذي يمتلك جزءا كبيرا من خيوط اللعبة، على الرغم من الدعاية المضادة التي تنتهج ضدهم، وفق سياق منظم لجموع الجمهور المتفرج على أن مستقبل التغيير هو حالة عبثية تقوم بها مجموعة من الأفراد لخدمة أجندات خاصة في أغلب الأحيان لا تتجاوز الشخصي. وهذا بحد ذاته يؤكد أن ثمة قوى تساعد في سيادة هذا المفهوم، وتنظر له وتدفع به إلى الصدام مع قوى التغيير.

jihad.almheisen@alghad.jo
الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :