facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يحتاج العصفور الى تصريح من وزير الداخلية كي يطير ؟


فايز الفايز
23-09-2007 03:00 AM

أسف يا سيدي .. فرقبتي أوجعت حد سكينك ، فبللته بدمي حتى يسهل خروجه من بين زناخة لحمي .
لذا فلا عجب إن ركع البعض تحت تمثال أبو الهول ومرّغ رأسه بتراب الصنم ، شاكيا باكيا ، كافرا ناكرا ، حتى يرضى عليه الصنم ، ثم يقوم فيضرب وجهه بكف يد خادم الصنم ، ثم يقبلّها اعتذارا لخشونة وجهه التى أثرّت بنعومة يد السيد الحارس ، أعيدها هنا ثانية بلا ملل .. فهل وصلت نفسية الحكومة حد " النزق " الى درجة بحثها في معاجم الاصطلاح المنعي لتفسير ما فسرته الحرية ، بهدف تركيب ذراع مصطنعة للوصول الى رقبة الصحافة الطائرة على أشجار الفضاء ، بعدما شبعت لعبا مع الصحافة الورقية المشاكسة منها والداجنة أوالخارجة على قانون الفراش الرسمي !
ان إخضاع الصحافة الإليكترونية لرقابة دائرة المطبوعات والنشر يعد إغماضا عن توجيهات جلالة الملك الذي يعشق الحرية ، ويعمل على تجذيرها ، كما يعد إخلالا بمسيرة توسيع الحريات وفتح باب المسؤولية الشخصية ، وتبادل الأدوار الوطنية ، والتعاون بين العام والخاص في الرقابة على الأوضاع العامة في البلد ، فهل هذه أخر مرحلة من مراحل الحكومة في الإعداد لانقلاب أزرق على صاحبة الجلالة ؟
لقد قامت دائرة المطبوعات والنشر باستحداث قسم خاص هو قسم الصحافة الاليكترونية قبل أسبوعين فقط ، وهذا بحد ذاته خطوة جيدة ، لمتابعة ما يطرح على الساحة من خلال المواقع الاليكترونية ، لأن هذا يثري معلومات دائرة المطبوعات التي تبلغ الرئاسة فورا بما لا تعلمه من أخبار وأسماء وخطط هجوم .
ولا ندري لماذا أصرّت الدائرة بإيعاز أعلى على تجشم عناء البحث عن مسوغ قانوني لوضع رقبة الصحف الاليكترونية تحت أبطها ، فهل هذا خطة دفاع رأت الدائرة إنه ينقذ الحكومة من حبال الصحف الاليكترونية التي التفت على رقبة الحكومة لتسرع في إنهاء مشروعية وجودها ؟
هذا يعتبر تخبط إداري .. وفراغ عملي .. ومحاولة مماثلة لخلق أعداء للحكومات وللنظام من الداخل ، بناء على رؤية متخلفة ، لاتزال تركب الحمار في جولة عبر الفضاء ، لتسابق ديسكفري وزيوس 3 وأبولو 11 وفايكنج مارينر 1 ، العالم أصبح يتحكم بالعالم بواسطة إعلامه ، ونحن نقتل شعبنا كمدا بواسطة غيبياتنا ، لنحرم العصافير من حرية الطيران والتغريد .
السبب واضح وجلّي ، في النية المبيتة ، والتي ستأخذ طريقها الى كرسي القيادة العرفية بعد استكمال جمع المسوغات القانونية ، وهذا لن يتعدى نهاية العام إن لم يكن قبلها ، ليبقى السبب هو خنق تلك الأصوات ، وإعلان كفرها بدين القوم ، وستطول قائمة الأسباب ، وسيختفي السبب الرئيس وهو فضح التقصير ، وكشف المستور من قبل هذه الصحف الاليكترونية ، لأن أبطالها أردنيين فقط .
لماذا لا تراقب الحكومة المحطات الفضائية التي تبث لتكشف الكثير من الخلل في مجتمعنا ، والتقصير في المجتمع الحكومي ، ولماذا لا تراقب المواقع الإباحية التي أدمن عليها شبابنا وبناتنا حتى جعلهم يفكرون بالتسرب من البيوت قبل التسرب من المدارس ، ودور الفضيلة الاجتماعية ، لماذا لا تراقب المواقع التي تهاجم الأردن وشعبه وقيادته في كل مناسبة ، أم إنها في نومها مستمتعة ؟
اتركوا للناس نوافذ يدخل عليهم الضياء من خلالها ، اتركوا للهواء طريقة عبر الوصلات الاليكترونية ليتنفس به المتعطشون لأوكسجين الكلمة .
إن الرقابة على المواقع الإخبارية الاليكترونية ، سيفرض قيود صارمة على القارىء والكاتب والمعلق من قبل إدارة الموقع ، وهذا سيدفع الكثير من شعب القراءة الاليكترونية الى التراجع عن دخولها أو قراءتها ، وسيعيدهم الى كهوف الأمية الرسمية .
فإذا كان الوزراء وكبار المسئولين ومستشاريهم الإعلاميين لا يبدؤون صباحهم دون "عمون نيوز " حسب ما يقولوه هم ، فكيف سيعرف هؤلاء ماذا سيحدث في البلد ، وكيف ستتقدم عجلة الحرية ، وكيف سنترجم مقولة ، حرية سقفها السماء ، خاصة أذا ما كانت تلك الحرية مسئولة ورقيبها ذاتي .

وختاما .. فلماذا نحن أشبه بالأيائل في أعالي الجبال البعيدة لا تؤذي أحدا ، ولكنها تطارد من صيادي الموت ، المتعة عندهم أكبر من الحاجة .، تماما كلذة شيوخ الرمال والنفط ، الذين يهدرون ملايين الدولارات في رحلة صيد الحباري والغزال الصغير ، بينما تستطيع ساندويشة فلافل ان تسد جوعهم ، ويشركون مواطنيهم بأموالهم ومعلوماتهم أزكى وأطهر وأصدق للعلاقة بين الجميع .!
Royal430@hotmail.com

* العنوان أعلاه .. مقطع شعري لنزار قباني ـ
.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :