facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وهلأ لوين .. والسؤال لكم أيضاً؟!


د. هاني البدري
12-01-2012 02:32 AM

لا يبدو السؤال الذي طرحه الفيلم السينمائي اللبناني الجديد للمخرجة نادين لبكي أكثر انسجاماً ومواءمة للطرح، كما هو في الوقت الصعب الذي تمر به بلادنا العربية، وهنا أفهم لم كل هذا الصدى الذي أثاره الفيلم على الصُّعد السياسية أولاً ثم السينمائية والثقافية في العالم العربي.

فتناوُل الفيلم والقراءة التحليلية والنقدية والإشادة في مجمل الكتابات الصحفية بالعمل، انطلقت من ظروف خاصة لكل من رأى في الفيلم صورة بلده إبان الربيع.. وكأن "وهلأ لوين" جاء فرصة مثالية لإسقاطه على الظروف والأحوال في البلاد العربية كل بظروفه وتفاصيل تركيبته.

فالفيلم اللبناني الذي كسر قوالب احتكار التوزيع والعرض في العالم العربي للسينما المصرية، واخترق بيُسر أسواقاً سينمائية صعبة في فرنسا والولايات المتحدة، وبات مرشحاً للدخول لمسابقة الأوسكار، يمتلك من المقومات ما يضعه على قمة صناعة سينما عربية خلاقة ومُبدعة، بل لعله يشكل تطوراً جوهرياً نادراً لفن السينما في العالم العربي في التعاطي مع القضايا الحياتية الصعبة والملفات التي تمثل حقول ألغام لا اقتراب منها ولا تصوير.

لغةٌ سينمائيةٌ بسيطة وُظفت بعمق لتخاطب أحاسيس الناس وتحكي في المسكوت عنه، بل لعلها تذهب بعيداً وبجرأة لم نتعود عليها في السينما لتحرضنا على إزالة غبار الاختلافات المذهبية والجهوية والإقليمية، لا بالاختباء وراء مواقفنا غير المعلنة إزاء ما يُنغص تعايشنا.

هي تسأل؛ أي المبدعة لبكي، ومِن ورائها فريقُ عمل محترف "هلأ لوين" وأكثر، ما الحل..؟! وإلى أين نحن ذاهبون..؟ وتؤكد بلغة سينمائية مُبهجة وشفافة تتدفق فيها جماليات الصورة أن أسئلة من هذا القبيل باتت ملحة إزاء انسداد أفق الوعي والعقل والتحصن وراء العصبية الضحلة.

معادلة سينمائية قابلة للتطبيق في كل مكان من عالمنا الغارق في جهله، ورؤية فنية أبلغ من واقعنا المعاش ومنها انطلق الفيلم في معالجة أزمة خلافات التعايش في لبنان ومآسيه من معادلة مُبدعة أغرقتنا في الواقع، كما حلقت بنا في الخيال الطليق عبر لغة سهلة وكوميديا موقف ساحرة وساخرة، تطلق الضحكات بقدر ما تدر الدموع حتى في أكثر المشاهد إيلاماً.

تبدأ معنا مخرجة الفيلم بصورة خلابة لطبيعة القرية اللبنانية الوادعة التي سرعان ما تتبخر وداعتها وصفاء قلوب أهلها، بالتحرشات الطائفية، فيكشف النسيج الاجتماعي الهش عن نفسه، وتضيع مشاريع القرية المشتركة وأحلامها وقصص الحب فيها وصداقات العمر في خضم ارتفاع وتيرة التمترس وراء العقول المتحجرة.
حكاية عربية بامتياز ولبنانية بخفة الروح وسلاسة الطرح، لكنها قبل ذلك عمل سينمائي متكامل العناصر، يعمد ببساطة، كتلك التي تميز أهالي الضيعة، إلى نقل مشاعر الجمهور من انفعال الى آخر بسلاسة وبدون عناء.

ولعل الفيلم يضع نقطة، ويبدأ سطراً جديداً في سينما العلاقة بين الأديان في العالم العربي، بعد سلسلة التجارب الفاشلة بامتياز، التي قدمت في السينما المصرية، والتي كانت آخرها الحكاية السينمائية المسطحة لعادل إمام؛ حيث الفظاظة في العرض والرمزية الضحلة التي لا ترقى لأن تقدم في مسارح الأطفال.

تغادر (وهلأ لوين) بشحنة انفعالية عالية التردد تبقى طويلاً معك قبل أن تأتي لتشاهد أن الضيعة اللبنانية المنكوبة ما هي إلا قطعة من أرض عربية ممتدة تتشابه في كل شيء.. حتى في اصطناع الخلافات والبحث عن أزمة.

وتزداد ميزة العمل الإبداعية تفوقا بأن أبقت لبكي وفريقها النهاية بلا نهاية، ودعتنا لمشاركتها الحكاية بأن تركت كل الخيارات لإبقاء السؤال مفتوحاً، والإجابة عنه بكيفما تتفق ظروف كل واحد منا، لتأكيد رسالة الفيلم بضرورة تعزيز قيمة الإنسان العربي أياً كان مذهبه أو أصله، لتعزيز قيمة الأوطان والشعوب الكبيرة بتجانسها.
hani.badri@alghad.jo
الغد





  • 1 ضرار ابو حمزة 12-01-2012 | 11:05 AM

    كلام جميللللل

  • 2 هلأ 12-01-2012 | 01:58 PM

    هلأ هلأ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :