يشيع بين الناس استخدام تعبير الرأي العام . وهو مجمل التصورات التي يحملها المجتمع عن قضايا وصور واشكال تتعلق بالسياسة والمجتمع والحياة بشكل عام ، والمجتمعات المتطورة والمتحضرة يهمها كثيرا معرفة آراء واتجاهات الناس تجاه بعض القضايا، والقيادات الواثقة من نفسها هي التي تسمح بتنفيذ الدراسات المتعلقة بالرأي الشعبي حول القيادة الحاكمة ومدى متابعة هذه القيادات لهمومهم وتطلعاتهم لما تتميز به هذه الدراسات من جرأة وشفافية في الطرح واستخلاص النتائج ونشرها على المستوى العالمي ، وخاصة ان المؤسسات الدولية التي تقوم بمثل هذه الدراسات تتبع منهجية علمية موضوعية لتحقيق مصداقيتها ونشر نتائجها بدون تحيز او تعاطف مع جهة دون اخرى .اسوق هذه المقدمة للحديث عن نتائج استطلاع عالمي مستقل للرأي نفذته مؤسسة بيو للمواقف العالمية ومقرها واشنطن خلال الفترة من 9 نيسان إلى 7 ايار 2007،والذي اشار الى أن القيادة الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية حققتا أعلى مستوى من الرضا الشعبي على المستوى الإقليمي. وأن الأردنيين أكثر شعوب العالم رضا عن قيادتهم بنسبة وصلت إلى 91 بالمئة وعن القوات المسلحة ورجال الأمن بنسبة 86 بالمئة. وانهم أكثر الشعوب شعوراً بالأمان بالمقارنة مع شعوب 47 دولة شملهما الاستطلاع حيث ذكر 89 بالمئة أنهم يشعرون بالأمان التام عند السير ليلاً وحدهم. ويعود الفضل في ذلك إلى الجهود المتواصلة التي تقوم بها الاجهزة الامنية تتقدمها دائرة المخابرات العامة، والتي تحظى باحترام شديد لدى الشعب الاردني وينظر لها على انها بمثابة صمام امان للأردن وتكرس جهودها المتواصلة لحماية الأمن الوطني الأردني بابعاده السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية .



ولعل نتائج هذه الدراسة تذكرنا بنتائج الدراسة التي نفذت من قبل جامعة جونز هوبكنز الامريكية العريقة والتي شملت (2142) من الشباب الاردنيين في عام 2001 والتي بينت ان غالبية الشباب الاردنيين ( 78%) يرون في الاردن مستقبلا مشرقا ، وان (93%) منهم لديهم القدرة لحل مشاكلهم بدون مشاركة احد وان (80%) منهم لديهم الطموح والرغبة في اكمال دراساتهم العليا. وبعد، القراءة المتأنية لهذه النتائج وما شملته من نتائج في مواضيع اخرى يصعب التطرق لها في مقالة واحدة ، تؤكد مدى اعتزاز ومحبة والتفاف وقناعة الأردنيين بقيادتهم الهاشمية والتي ركزت جل عنايتها واهتمامها ومحبتها والتفافها حول افراد المجتمع في مختلف اماكن وجودهم وتجمعاتهم ، وما تميزت به هذه القيادة من نهج الاعتدال والوسطية والتسامح والود والذي كرسته كواحد من ثوابت السياسة الأردنية ، مع ايمان عميق بالديموقراطية والتعددية السياسية واحترام حقوق الانسان وكرامته وحرياته السياسية والفكرية .


هذه النتائج الدولية التي تؤكد ان الأردن الصغير مساحة والفقير مواردا استطاع ان يضع نفسه على خارطة العالم الكبير بفضل حبه وتسامحه وتعلقه والتفاف الشعب حول قيادتهم الرائدة الطموحة كل ذلك بفضل قيادة هاشمية مخلصة جعلت رائدها رفعة هذا الوطن والامة.


Ohok_09@yahoo.com