اني لا اشك ايها السادة بالهيكلة السماوية (الربانية) العادلة ... لذلك لن ينفعني كفني ماصنعتم ... لان هيكلة السماء لها اسس واضحه .... فانا اصلي الخمس واصل الرحم واصوم الشهر واجعل كتفي مستندا لامي واعطف على جاري لذلك فان الله سوف يكرمني باذنه تعالى ... اما الهيكلة الارضية فلم تنصف الفنيين بالرغم انني قدمت انا وغيري الكثير من الخدمات وكنا على ما اعتقد مخلصين الا اننا لم ننل جانب من الخير ... ايها السادة اننا نعامل خارج وطننا كفيين محترفين لنا احترامنا لاننا (ندرة) ...ولان المهن الخاصة بالفنيين هي من المهن الابداعية (كالتصوير التلفزيوني ،والاضاءة وضبط الصورة، وهندسة الصوت ،والمونتاج ...)

ايها السادة ان الفنيين في التلفزيون الاردني والذين يشكلون60 بالمائة من حجم العمل عند تنفيذ اي برنامج على الهواء يعملون ساعات طويلة للخروج بحلقة تلفزيونية مدتها ساعة تلفزيونية ...

ايها السادة لماذا هذا التهميش للفني الاردني الذي رفض كل العروض الخارجية انطلاقا من ان (الحجر محله قنطار)(ومابحرث الارض الا عجولها ) ... لماذا تدفعونا الى التحول الى ماكينات تعمل بدون ابداع وتميز....رعاكم الله ... اليس الانسان اغلى ما نملك ؟؟؟؟؟؟؟؟

ايها السادة ... هل رأيتم ان هناك مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء او الناطق الرسمي او اي فعالية وطنية بدون وجود كاميرات ومايكروفونات وكشافات هؤلاء الفنيين وهل هذه الاجهزة مبرمجة لتعمل عن عن بعد من خلال مكانب مغلقه ... ان هؤلاء الفنيين يتواجدون قبل اي فعالية بساعتين ويغادرون بعد مغادرتكم .. وقبل ان يغادرون لابد من عمليات الفك والنقل والمعاناه .....

لا ادري ما هي اسسكم التي عليها استندت هيكلت الفنين في التلفزيون الوطني .... انا لا اقول الا الحمدلله من قبل ومن بعد فهو اكرم من بني البشر على البشر ... ولكن تذكروا ان تعزيز الانتماء لا يتم الا بالاهتمام بعنصرين او عاملين ... العامل النفسي والعامل المادي للافراد ..... وأسألكم ايها السادة هل سارى منكم من يزأر ويعلو بصوته ويقول هؤلاء ابنائي وخطيتهم في رقبتي وسيسألني الله عنهم .. ويخرج من مكتبه ويقول يا حكومتي الرشيدة هؤلاء الفنيين الذين بالرغم من عددهم الذي لايتجاوز ال500 فانهم بالكاد يكفون للعمل الفني والتقني في المؤسسة الوطنية ...

من سيخرج ويقول يا حكومتي الرشيده انتم ستجدون ان بحثتم الف محاسب والف كاتب والف مدير والف مختص في التنظير ... ولكن عندما تبحث عن فني للتعين فانك تبحث قي المندل (انهم ندرة) ... من سيقول لكم ايها السادة ان اكثر من خمسون بالمائة من الفنيين الذين على اكتافهم يحملون العمل التقني في المؤسسة الوطنية هم من لا يحملون الشهادات الجامعية التي على اساسها قامت هيكلتكم ... نعم انا اشكركم على هذا المشروع الضخم فهو خطوة ايجابية ولايكاد يخلو مشروع من اي اخطاء وهذا طبيعي ... ولكن للاسف قد نسيتم اوتناسيتم(لا اجزم) خصوصية هذه المؤسسة ومسمياتها التي تختلف عن جميع دوائر الدولة ... فاين صعوبة العمل واين بدل التميز ..... واين واين واين

كيف من دون اين واين سيكون هناك ابداع لتستمع بالصورة العين وتتراقص اذانكم من الصوت النقي الذي يصلكم عبر اجهزتكم وانتم تجلسون في بيوتكم ( طبعا ان كنتم تُشاهدون التلفزيون الوطني وتشاهدون الجهد المبذول من جميع الاطراف حتى تصلكم عبر الاثير حلقة تلفزيونية مدتها ساعة )

ايها السادة انني لا اتكلم عن نفسي فانا احمل تلك الكراتين التي تسمى شهادات .. ولكن اؤلائك الذين يعملون ليل نهار لتسمع في بيتك الصوت وترى الصورة معظمهم لم تمكنه الظروف للحصول على شهادة جامعية الاانهم هم من يحملون على عاتقهم العمل الفني ويعملون في الليل والنهار في الجمع وايام العطل الرسمية وفي الاضحى والفطر وعيد الميلاد المجيد ... هم من يقومون بتغطية الفعاليات والنقل الخارجي صيفاً وشتاء وانتم تجلسون في بيوتكم ترون الصورة وتسمعون الصوت وانتم واثقون بان هناك اسود ونشامى في الميدان اليس هؤلاء جزءً من نجاحاتكم الا ينعكس نجاحهم على نجاحكم ومركزكم ........... الا تشعرون بالفخر عندما ينجزون اعمالاً تفتخرون بيها فتنعكس عليهم وعليكم .... وهل تعلمون ايها السادة ان نفسية الانسان عندما تتحطم لشعوره بالاجحاف فانه سوف يتحول الى رجل ألي فقط من دون حس وابداع وتفوق ... وتصورا معي بعيدا عن كاميرات الصحافة لو تحول البشري الى ألي .... وأنهي هذه الاسطر المزعجه بقولين اعشق كتابتهما ... القول الاول للخليفة العظيم عمر بن الخطاب عندما قال ( لو عثرت بغلة في العراق لسألت عنها ) والقول الثاني لشاعرنا حيدر محمود ( على من تنادي ايها المكابد ولم يبقى في الصحراء غيرك شاهد فَكلُّ الذي في الكونِ - ضدَّكَ فقد كَثُرَتْ منّا، وفينا الزَّوائِدُ)

دمتم ايها السادة ونشكر لكم مجهودكم (بصدق)ولكننا بحاجة الى اهتمام زيادة حتى تستمتعون بعطائنا وانتم تحتسون السادة وحتى لا تتحول الفوضى الى عادة .......

مواطن عادي -ابن البلد-(فني مبدع سابقا) (موظف حالياُ) يدعى رستم محمود سليم ابورستم السطري