عندما يحتفل الاردنيون بعيد ميلاد جلالة الملك فان كل واحد منهم يحتفل بالمناسبة وكأنها تخصه هو لا تخص شخصا اخر باعتبار ان جلالته هو رب الاسرة الاردنية وهو الذي يعمل كل دقيقة من يومه لصالح المواطن سعيا للوصول الى اردن اكثر امنا واستقرارا وعدالة وخاليا من المنغصات والاحتقانات وبعيدا عن الاسباب التي من شأنها ان تعكر صفو الحياة.

جلالة الملك لا يتوانى في ان يعمل كل ما من شأنه تحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين وتوزيع عوائد التنمية على جميع مناطق المملكة بعدالة وحكمة وتبصر حتى يشعر كل فرد في هذا المجتمع انه معني تماما بما يجري وانه مستهدف بالتنمية والاستقرار وديمومة نعمة الامن في كل لحظة من ليل او نهار.

لا تستطيع اي دولة في هذا العالم ان تحقق رغد العيش لكل مواطنيها -حتى وان حاولت- والسبب في ذلك ان القدرات والامكانيات مختلفة والسعي يختلف من فرد الى اخر وحتى الهدف الذي يضعه الشخص العادي او المفكر او المثقف لنفسه ايضا يختلف من انسان الى اخر ما يعني اننا جميعا نعمل من اجل حياة افضل لنا ولاطفالنا ولاسرنا ولكن النتيجة ان الارزاق مقسمة وان من يعمل يحصل على ما يريد ومن لا يعمل فانه مدعو لان يعمل ويجد ويجتهد حتى يصل الى مراده سواء كان الهدف صغيرا او كبيرا.

جلالة الملك ليس بحاجة الى كل هذه الابتهالات والمدائح- على اهميتها وضرورتها حتى يشعر ان مواطنيه يقدرون ما يقوم به- لكنه بحاجة الى من «يشيل معه الحمل» وان يؤشر على مواطن العطاء والبذل وان يقول اننا احسنا في هذا الموضع ونحتاج الى مزيد من البذل في مواضع كذا وكذا وليس ان نجلس في بيوتنا او على قارعة الطريق او في الصالونات السياسية والمضافات الضيقة والواسعة وتاخذنا العزة بالاثم في قدح كل ما هو موجود فهذا مضر ومرعب بل انه يسيء الى وجه الاردن الذي نحرص جميعا على ان يبقى مشرقا مهاب الجانب عصيا على الكسر ولا نسمح بمتربص من اي جهة كانت ان ينفذ من هنا او هناك.

المطلوب ان نعمل اكثر وان نقدم اكثر وان نبذل كل الغالي والنفيس من اجل اردن اجمل برعاية وقيادة جلالة الملك الذي سنبقى نحبه على الدوام لانه زاهد في الحياة ويسهر من اجل الوطن والمواطن فبه نكبر ويتجدد الامل معه.

hamdan_alhaj@yahoo.com


(الدستور)