لا ندري لماذا بدأنا نشكك بصحة وجدوى «الربيع العربي» الذي تهب رياحه الى جميع أرجاء المنطقة ؟!.. ما تشهده تونس ومصر واليمن وما شهدته ليبيا واليوم ما تشهده سورية من سفك دماء للمدنيين.. للذين يجوبون الميادين والشوارع وللذين لم يغادروا منازلهم ومواقع أعمالهم.. فجميع الذين سقطوا شهداء أوجرحى لم يقارفوا أعمالا تخل بالشرف أوتنسف الامن والاستقرار.. بل نادوا بمطالب مشروعة وعادلة.. ورغم الاقرار بعدالة هذه المطالب ومشروعيتها الا ان ادوات القتل ظلت تفعل فعلها بدون تمييز بين رجل وامرأة أو شيخ وطفل.. فالجميع متهمون والجميع معرضون للهلاك.. أما الفوضى والغوغائية والاضطرابات فقد سادت العديد من المدن العربية باسباب وبدون اسباب.. والمثير للاستغراب والريبة ان واشنطن والعواصم الاوروبية قد سبقت الدول العربية في التدخل في الدول التي اجتاحها الربيع العربي وعانت من ازمة ومن سفك دماء وصراعات لم تنته بعد..
واللافت ان واشنطن وحليفاتها قد ذرفت وتذرف دموع التماسيح، وتتباكى على ما تشهده الدول العربية من صراعات ومن اراقة دماء ومن اشكال العنف والاقتتال..
وذلك في الوقت الذي تقدم فيه المال والسلاح لهذا الطرف أوذاك.. فهي تتظاهر بالحزن والحسرة على الدمار الذي يلحق بالمدن العربية ولكنها في حقيقة الامر تشرب نخب انجازاتها على هذا الصعيد..
والذي يطالع ما تنشره الصحف الغربية والاسرائيلية او يستمع الى ما تبثه وسائل اعلامهم يلاحظ مدى الاهتمام الشديد والحثيث بما يجري في الدول العربية التي اجتاحتها رياح «الربيع العربي» مستبشرين بمستقبل زاهر لمصالحهم ونفوذهم وتطلعاتهم في المنطقة.. لا سيما وان ثمة اشارات او ايماءات نلاحظها حول تفاؤلهم حول تحقيق الشرق الاوسط الجديد او الكبير بدون حروب وصراعات مكلفة كانوا ينوون خوضها.. ثم لاحظوا ان «الربيع العربي» قد يتمخض عن الانجازات والنتائج التي ينشدون..
ليت الدول العربية تتعاون وتتكافل وتعمل على وضع حد لهذا التدخل الغربي في الشؤون العربية.. فالدول الغربية الكبرى لا تهمها مصالح شعوبنا ولا امنها او استقرارها..
ولا يهمها اشاعة الحريات العامة والديمقراطية وتحقيق الاصلاح في دولنا بقدر ما يهمها مصالحها وأطماعها الاستعمارية ولو على حساب الدم العربي والكرامة العربية والسيادة القومية.. فلتصحوالدول العربية وتقلع شوكها بايدي ابنائها.. فالربيع العربي اذا ما استمر هذا الحال، وهذا المشهد العربي المؤسف قد يتحول الى ربيع اميركي - اوروبي.. استعماري..


الرأي