facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أولاد وبنات


رمزي الغزوي
19-02-2012 02:18 AM

أتمنى على وزارة التربية والتعليم، ألا تعلن عن نتائج الثانوية، في الدورات القادمة إلا ليلاً، كي يكون استخدامنا للألعاب النارية منطقياً، ولا يثير الضحك والغرابة. فربما نحن الوحيدون في العالم الذين نستخدمها للصوت فقط. وإلا ما معنى أن (نطرطر) بها وضح النهار.

سأترك للمتخصصين الكشف عن أسباب عدم حصول أحد من الطلبة على معدل تسعة وتسعين، خلافا للدورات السابقة، وسأترك لوزارة التربية والمجتمع المحلي أن يفسروا لنا عدم نجاح أي طالب في مدرسة عريقة للذكور في مدينة كبيرة في الفرعين الأدبي والشرعي. وهل هذا الأمر سينعكس هذا اليوم على تعاطف الناس مع المعلمين في إضرابهم.

وسأحيي البنات اللواتي حصدنا غالبية الدرجات الأولى في النتائج كالعادة. وقد حاولت أن أبحث عن سبب هذه الظاهرة وجوهرها، والتي نشترك فيها مع غالبية البلاد العربية، وربما العالمية، وقد تكون التركيبة النفسية للشاب في هذه السن تحديداً، والحرص والانتظام الدراسي والاهتمام المركز لدى البنات هو ما يفضي لهذه النتيجة الكاسحة، وليس السبب أن ذكاء الإناث أكبر من ذكاء الذكور.

في الثانوية العامة كانت أمي تستحث هممي الراكدة والمتكاسلة والمتباطئة، بأن (أغار) من بنات الجيران، اللواتي لا يفارق الكتاب أياديهن، وكانت العبارة الحارقة التي تقصفني بها كلما عدت متسللاً من لمة أصدقائي:(ولك إللي ما بيغار حمار)، وكنت أغار أحياناً، فأشعل مصباحاً على سطح بيتنا، وأقرأ ذهابا وإياباً ، حتى منتصف الليل، وعندما علمت أن بعض البنات لا ينمن ولا يغمضن جفناً ما دامت ساهراً غيرة من مثابرتي الكبيرة واجتهادي المفاجئ، كنت أنام تاركا المصباح يسهر وحده انتقاماً منهن.

سأشكر كل الأمهات اللواتي هن السبب الحقيقي لكل نجاح لنا، بنيناً وبنات، فلا أنسى معاناة أمي في تلك السنة التوجيعية (التوجيهي)، وكيف كانت تسهر لسهري، وتضجر لضجري، وتتعب لتعبي إذا ما (عصلجت) في يدي مساءلة رياضيات بنت كلب، أو غصصت بسؤال فيزياء مجنون ابن مجنون. وأعرف أمهات كن يجلسن ولا ينزلن أنظارهن عن المدرسة التي يقدم فيها الأبناء امتحاناتهم، والدمعة عالقة في حرف في العين، والدعاء في الشفتين.

أعود لتدني تحصيل الذكور في الثانوية متمنياً على الجهات المختصة، أن تدرس هذه الظاهرة المقلقة، والتي ستسبب إرباكات مستقبلية لا تخفى على أحد، وأن تقدم لنا أسبابها مع توصيات علاجية. أما أنتم أيها الشباب فاسهروا مع مصابيحكم ولا تناموا، فالبنات قادمات قادمات. وهذه دعوة أن تلغى الكوتا النسائية في البرلمان ما دامت المرأة قادرة على تحقيق نتائج باهرة.



ramzi972@hotmail.com


الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :