facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى الغاضبين من الأمير


فهد الخيطان
20-02-2012 02:56 AM

لم يكن متاحا للأردنيين من قبل أن يناقشوا ويعلقوا على أقوال أحد الأمراء كما يحصل الآن مع الأمير الحسن، لكن مناخات الربيع العربي، وأجواء الحراك الشعبي، غيّرت قواعد اللعبة بشكل جذري، وشطبت خطوطا حمراء كثيرة. وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في خلق فضاءات واسعة للتعبير الحر، لا يمكن أن تطالها يد الرقيب.
وأود هنا أن أتوقف عند جملة من الملاحظات حول السجال الدائر في وسائل الإعلام بشأن مقابلة الأمير الحسن مع برنامج "ستون دقيقة":
الملاحظة الأولى: الأمير الحسن شخصية اعتبارية، لها مكانة مرموقة في الحياة السياسية، ومن الطبيعي أن تحظى إطلالاته الإعلامية بالاهتمام والمتابعة والثناء في معظم الحالات. بيد أن الأمر كان مختلفا هذه المرة، لأن الرأي العام الأردني لم يتعود أن يسمع من الحسن عبارات استفزازية واستعلائية كتلك التي جاءت على لسانه في المقابلة التلفزيونية. ولهذا، يمكن اعتبار ردة الفعل الحادة عليه تعبيرا عن حالة الصدمة التي أصابت الكثير من مريديه.
الملاحظة الثانية: التعليقات الهائلة على "الفيسبوك" و"تويتر"، وفي الصحافة اليومية والإلكترونية على أقوال الأمير، تعكس في مجملها مزاجا سائدا في الأوساط العامة، لكن قسطا غير قليل منها جاء خارج السياق الموضوعي للمقابلة. لقد تحدث الأمير الحسن باسمه الشخصي وليس باسم العائلة الهاشمية أو الملك، ومن الظلم تحميل المسؤولية لمؤسسة الحكم. والمفارقة التي يمكن رصدها في الجدل المحتدم حاليا، هي أن أوساطا سياسية وشعبية واسعة كانت تعتبر الأمير الحسن شخصية معارضة، وخارج "السيستم"، لكثرة الانتقادات التي كان يوجهها للنظام، سواء في تصريحاته العلنية أو في لقاءاته المغلقة؛ فما الذي استجد الآن كي تتعامل معه باعتباره ممثلا رسميا للحكم والعائلة الهاشمية؟!
الملاحظة الثالثة: بعض التعليقات المتواترة على المقابلة تسعى بشكل حثيث إلى توظيفها في سياق غاية في الخطورة، عن طريق الدفع باتجاه نسف العلاقة التاريخية بين النظام والشعب، وتصوير الهاشميين كمغتصبين للسلطة. هذا منحى كارثي بدون شك، ويتناقض كليا مع الدعوات المشروعة لتجديد العقد الاجتماعي في الأردن عبر عملية إصلاح سياسي معرّفة ومحددة، بدأت خطواتها الأولى في الوجبة الأولى من تعديلات الدستور.
الملاحظة الرابعة: لعل المتأمل لردة الفعل الغاضبة على تصريحات الأمير الحسن، يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى حكمة الملك الراحل الحسين، وبعد نظره ونظرته الثاقبة، عندما أقدم على تغيير ولاية العهد قبيل رحيله عن الدنيا بأيام قليلة.
يكفي للغاضبين من تصريحات الأمير أن يتأملوا تلك اللحظة التاريخية ودلالاتها كي تهدأ النفوس قليلا، وتطوى صفحة المقابلة.
fahed.khitan@alghad.jo


الغد





  • 1 حيران 20-02-2012 | 03:10 AM

    هيبز/خنافس/ الشوارع /الاخونجيه// وراء كل هذا// الهاشميون خط احمر //

  • 2 F 20-02-2012 | 03:18 AM

    very big,

  • 3 78 20-02-2012 | 03:51 AM

    شكراً يا أستاذ

    بدي سفير، ببطل أطخ على حدا :)

  • 4 حكم 20-02-2012 | 04:13 AM

    حكمة الملك الراحل الحسين، وبعد نظره ونظرته الثاقبة، عندما أقدم على تغيير ولاية العهد قبيل رحيله عن الدنيا بأيام قليلة.

  • 5 مشاهد 20-02-2012 | 04:15 AM

    المقال اخطر تعليق على مقابلة الامير

  • 6 psychiartrist 20-02-2012 | 06:31 AM

    he is...

  • 7 لبنى عبد الحق 20-02-2012 | 09:01 AM

    أستغرب جدا من هذا المقال، وأظن أن كثيرين غيري مستغربون...

  • 8 حرة 20-02-2012 | 09:57 AM

    شو ها التغير يا استاد

  • 9 Sami 20-02-2012 | 10:34 AM

    سمو الأمير الحسن شخصية وطنية راقية و مفكر عالمي و اسلامي و عربي فذ, و انه دوما لمن دواعي الغبطة الاستماع لآراءه, التي تحتاج احيانا ان تسمعها اكثر من مرة, و إعمال العقل فيها و الاستفاده مما يقول...

  • 10 عاموني 20-02-2012 | 10:35 AM

    توقعت من العنوان انك ستدافع عنه.. ولكن في حقيقة المقال انك تتبرا منه

  • 11 alamer 20-02-2012 | 10:45 AM

    alamer hasen out now

  • 12 ابو رعد الرشدان 20-02-2012 | 11:29 AM

    كلام سليم وملاحظات قيمة

  • 13 إبن الاردن 20-02-2012 | 11:30 AM

    غطي الشمس بغربال ..
    ســؤالي لك يا إبن الناس ... ماذا تسمي مجلس نواب بالتزوير؟ ماذا تسمي نهب مؤسسـات البلد؟ إن إعتقال العبادي يؤكد لنا صدق قوله أن هذه العائله أذلتنا نحن الأردنيين وتتعامل معنا تعامل ...!!! ثم تقول لي الهاشميين..؟؟!! يجب ان تكون بجانب الحق..

  • 14 محمد 20-02-2012 | 12:03 PM

    خاض الامير معركة غير معركته...وفقد للاسف ما تبقى في نفوس معظم الاردنيين تجاهه من تقدير
    لعلها كبوة فارس...الحل في اعتذار الامير عما فهم من تصريحاته والتفهم من الطرف الاخر
    شكرا للربيع العربي...بوركت

  • 15 الى المعلق رقم 1 20-02-2012 | 01:03 PM

    شكلك متأثر بموجه الصقيع كثير واذا كان بالامكان بدك تكون سفير ان تذكر اسمك واسم شارعك وشارع اهلك و....
    ويا رجل نسيتني الموضوع الاصلي الي فتح الصفحة كي اقراءه واستمتع بمقالة السيد فهد الذي شخص الحالة بابداع، وراي ان الامير حسن تكلم عن شخصه ولم يتكلم عن الهاشميين الذين نحبهم

  • 16 Zahi Samardali 20-02-2012 | 01:28 PM

    ليس دفاعا عن الامير بل دفاعا عن حقيقة ناصعة البياض قد يجهلها القارئ كنت اعمل مترجما للمنظمة الالمانية GTZ الممولة والمشرفة على سد الملك طلال بالتعاون مع وزارة الزراعة دائرة الحراج لمنع انجراف التربة المحيطة بالسد و في احد الايام خرج المهندس موسى العبادي و فريقه لتفقد مجرى العمل في منطقة المصطبة وبقيت وحدي في المكتب على طريق السلط كون المهندس هندركسون كان غائبا يومها و لا داعي لوجودي مع الفريق وبينما كنت متواجدا في المكتب واذا بالباب يقرع ففنحت الباب واذ بي وجها لوجه مع سمو الامير الحسن و بما انني لم اعمل يوما في الجيش و لا بأي وظيفة حكومية فرحبت بسمو الامير بكل احترام وتقدير دون مبالغة و دون انحنائات مصطنعة ودعوته للدخول وذهبت مسرعا لاحضر للضيف الكريم كرسيا واذا به يسرع نحو اقرب كرسي و يجذبه بيدهة ويجلس عليه . سألني قائلا وين الشباب فقلت له في المشروع قال لي وانت ماذا تفعل وحدك في المكتب قلت المهندس الماني غائب اليوم وقد اعفاني المهندس العبادي من العمل الميداني قمت لاقوم بواجب الضيافة واذا به يقوم ايضا مصافحا مودعا قائلا لي شو وين الباقيين ولم افهم قصدة ونزلنا الدرج سوية وتوجهة نحو الحراس ومراسلين دائرة الحراج مصافحا اياهم واحدا واحدا ووقف معهم يسألهم عن احوالهم وأحوال العمل وودعنا جميعا وتوجه لسيارته وفتح بابها بنفسه حيث لم يكن يرافقه في هذه الرحلة سوى سائقه وتحركت السيارة بعيدا ويد سموه لا زالت خارج الشباك تلوح لنا هذه ال Charisma المتواضعة القريبة من العامة البعيدة عن الكاميرات والاضواء للامير تدل على عظمته وعلى طيبته لا بل على انسانيته

  • 17 ابو احمد النسور 20-02-2012 | 02:58 PM

    ابو حسين ملكنا وابو راشد اميرنا وهذا الاردن اردنا

  • 18 محلل فاهم الطبخة 20-02-2012 | 03:25 PM

    من الاخر ، الامير حسن غير مقبول امريكيا ولا اسرائيليا لذلك يجري دوما العمل على ابعاده عن الساحة والتخلص منه حتى ..

  • 19 متابع 20-02-2012 | 05:11 PM

    يبدو أن ...

  • 20 Zahi Samardali 20-02-2012 | 05:13 PM

    ليس دفاعا عن الامير بل دفاعا عن حقيقة ناصعة البياض قد يجهلها القارئ كنت اعمل مترجما للمنظمة الالمانية GTZ الممولة والمشرفة على سد الملك طلال بالتعاون مع وزارة الزراعة دائرة الحراج لمنع انجراف التربة المحيطة بالسد و في احد الايام خرج المهندس موسى العبادي و فريقه لتفقد مجرى العمل في منطقة المصطبة وبقيت وحدي في المكتب على طريق السلط كون المهندس هندركسون كان غائبا يومها و لا داعي لوجودي مع الفريق وبينما كنت متواجدا في المكتب واذا بالباب يقرع ففنحت الباب واذ بي وجها لوجه مع سمو الامير الحسن و بما انني لم اعمل يوما في الجيش و لا بأي وظيفة حكومية فرحبت بسمو الامير بكل احترام وتقدير دون مبالغة و دون انحنائات مصطنعة ودعوته للدخول وذهبت مسرعا لاحضر للضيف الكريم كرسيا واذا به يسرع نحو اقرب كرسي و يجذبه بيدهة ويجلس عليه . سألني قائلا وين الشباب فقلت له في المشروع قال لي وانت ماذا تفعل وحدك في المكتب قلت المهندس الماني غائب اليوم وقد اعفاني المهندس العبادي من العمل الميداني قمت لاقوم بواجب الضيافة واذا به يقوم ايضا مصافحا مودعا قائلا لي شو وين الباقيين ولم افهم قصدة ونزلنا الدرج سوية وتوجهة نحو الحراس ومراسلين دائرة الحراج مصافحا اياهم واحدا واحدا ووقف معهم يسألهم عن احوالهم وأحوال العمل وودعنا جميعا وتوجهة لسيارته وفتح بابها بنفسه حيث لم يكن يرافقه في هذه الرحلة سوى سائقه وتحركت السيارة بعيدا ويد سموه لا زالت خارج الشباك تلوح لنا هذه ال Charisma المتواضعة القريبة من العامة البعيدة عن الكاميرات والاضواء للامير تدل على عظمته وعلى طيبته لا بل على انسانيته

  • 21 منذر العلاونة وعالمكشوف 20-02-2012 | 05:44 PM

    الامير الحسن قال الصح بعد خبرة طويله .وهناك من سرق حقوق ضباط كبار ..على حساب بعض ضباط قليلي خبره وقليلي .. .؟

  • 22 قرفان 20-02-2012 | 07:29 PM

    الفرن

  • 23 ابن الجنوب 20-02-2012 | 07:43 PM

    بلشنا ؟؟...استاز !!!!!

  • 24 اردني بيفهم بالديموقراطيه 20-02-2012 | 08:36 PM

    الجماهير غضبت يا استاذنا المحترم لانه تفاجأ بهيك تصريحات ..
    فهل تصريحات الامير جائت عشان يثبت حاله بانه موجود وانه الافضل ام تصريحاته كانت بتدعم النظام ... ام تصريحات مزدوجه وعصفورين بحجر واحد....... شو رايك انت ؟؟

  • 25 jehad 20-02-2012 | 08:55 PM

    احسنت. و ما عليك زود والله!!!!!!!!

  • 26 غاضب من تصريحات الامير 20-02-2012 | 08:59 PM

    إن الواضح من المقابله بشكل لا يدع مجالاً للشك ان الامير حسن استهزأ بالاردنيين كافة وبدت عليه النظره الفوقيه التي يرى بمنظوره ان الشعب الاردني عباره عن..

  • 27 ندوش 20-02-2012 | 10:34 PM

    اعلمه الرماية كل يوم فلم اشتد ساعده رماني .

  • 28 طفيلي 21-02-2012 | 12:04 AM

    الامير الحسن , كأي مواطن اردني شريف , عندما يرى بعض رموز المعارضه يستفزون المواطن الاردني الشريف بالقفز فوق الحقائق بأسم الحريه والديمقراطيه , لا يمكنه ان يتخيل هذا النكران للجميل والجحود لمنجزات الوطن . ومن هؤلاء اصحاب الاقلام والاصوات التي تعتبر تصريحاتهم بالناريه ورغم كل هذا يصرخون وينادوا بالحريه . نعم لقد صدق عندما قال : ال... فات ع البيوت .

  • 29 فلاح 21-02-2012 | 12:33 AM

    غريبا كيف بقدرة قادر يصبح كل من يقول كلمة حق أو يدافع عن حقه أو يعبر عن رأيه "متآمراً" في نظركم؟
    غريبة هذه الديمقراطية التي هلكتمونا حديثا ودروسا عنها، كيف تصبح مقبولة ومستحبة ومرضي عنها وعن أصحابها طالما تدور ويدورون في فلك مؤسسة النظام، وكيف تصبح "متآمرة" "ومخالفة للقانون" أو "متطاولة على النظام" اذا كانت تعبر عن الرأي الآخر!

  • 30 ايمن البلوي 21-02-2012 | 01:53 AM

    هناك فارق كبير دائما بين النظرية والواقع ليس في العلم التجريبي بل في السلوك والممارسات الإنسانية خاصة في محوري الإجتماع والسياسة ،وهذا ماعبر عنه ارسطو طالس بمقولته المشهورة أصعب الأشياء على الإنسان أن يعرف نفسه وأسهلها ان يعظ الآخرين. ولا يستطيع كائن من كان ان ينجو من شبه التعميم هذا إلا من رحم ربي ، فكم مارس واحدنا الوعظ للآخرين والنصح والإرشاد إلا أنه بطريقة أو بأخرى وقع في الأخطاء عينها تلك التي كان ينصح الآخرين بتركها والإبتعاد عنها ، الأمير منظر خاصة في الجوانب الإجتماعية والإقتصادية وأنت تعللم حضرة الكاتب أنه من اطلق في الأردن مصطلح البنية التحتيه عندما كان يتبوأ ولاية العهد والرجل الثاني في الأردن ، هل تستطيع ان تجري تقييما للأردن في هذا المجال ، لتكتشف مدى البون الشاسع بين النظرية والتطبيق ، بين الواقع والخيال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 31 الشمري 21-02-2012 | 03:06 AM

    هل تحاول ان تبسط الامور بهذا الشكل الغير لائق لعقولنا ام انك لا تربط مجريات الاحداث بعضها ببعض .
    ان رسالة الامير الى الملك أظهرت بوضوح الدعم والولاء بمناسبة عيد ميلاده الخمسين،وتواجد الامير الحسن في اللقاء الذي تم بين الملك وأعضاء مجلس النواب لم يكن عبثياً وهذا يحدد شكل من العلاقة الجديدة القديمه ، القديمه التي تمثل علاقة الدم ألقائمه والتي تفرض اللحمه في ظل مناخ سياسي متداع وفي ظل ظروف لا تخدم النظام اذا ما استمر على نهج الاجترار للتصريحات التي لا تخدم ولا تضع حلولاً عمليه للمعضلات الجمه التي يمر بها الوطن الام ،إذ ان كافة الشخوص القائمين على الفساد المالي والإداري والتغول على الشعب كانت خيارات دون دراسه وتمحيص وانظر الى النفوذ الذي كان يتمتع به باسم البهلوان وهذا مجرد مثال .
    اما الجديد باعتقادي ان الظرف الموضوعي للواقع السياسي الاردني يتوخى توظيف الخبره القديمه كي تكون هي الوسيله الحديثة القديمه المترابطة والمتناقضة في ان واحد وهذا تكتيك قديم يستخدم دوماً لخلط الأدوار والألوان كي تختلط المفاهيم على الارض
    ويعاث بالناس كما يريدون . اقول انتظر القادم من الزمان وتفاعلاته على الارض ،مع الاحترام

  • 32 من منكم ليس بقامة الحسن .. فلا يرجمنّه بحجر !! 21-02-2012 | 03:50 AM

    عندما يطل علينا مفكر عربي كبير قبل أن يكون أميرا هاشميا عاصر نشأة الدولة الأردنية الحديثة كمسؤول في الهرم السياسي الاردني ، فتلك تعد في معيار الرصد السياسي الداخلي، مفصلاً يحمل مؤشر يقول بيقظة الأمير تجاه ما يعايشه الاردن في حالته الراهنة، تلك المرحلة التي قد يتفق بشأنها علماء الاجتماع من أنها مرحلة 'بافلوف' في عاملي المثير والاستجابة على وجهٍ ما !!

    إطلالة الأمير الحسن بن طلال على تلفزيوننا الأردني 'الوطني' ، ليل الجمعة في برنامج ستون دقيقة، تم 'تلقفّها' من قبل المتلقي بطريقة محزنة لم تكن في سياق أو حجم مضمونها، بل وسارع 'محللو التدخل السريع' إلى ترصدّها لا تلقيها، وبدأوا بتشريح مداخلات سموه بطريقة تشريحية للقشرة ودون الدخول لعمق الفكرة، فخرجت تحليلاتهم مجزوءة لا تسمن ولا تغني من جوع لما أراده حقيقة سمو الأمير في معرض ما قال به ، بل تم تحريف المحتوى لغايات في نفس يعقوب لكل منهم، وبمنأى عن أي يعقوبٍ يتبعون !!

    في آخر مقالاته التي تعد مرجعية لقراءة الحالة العربية الجاثمة على فوة بركان، 'في الربيع العربي : زرقاء اليمامة لو نطقت هل ستنادي على المفكرين أم على صناع القرار أم عليهما معا؟' تناول سموه في مقاله ما يؤكد إيمانه بجدية حراك الشارع العربي ومنه الأردني تجاه مطالبته بالإصلاح، ومعلناً كذلك جدية اللحظة العربية الراهنة في مسيرة منطقتنا وشعوبها، وواصفا ما يطلق عليه الربيع العربي بأنه ' حدث مكثف تتم فيه إعادة قراءة التاريخ وتفسيره، وإعادة تشكيل الحاضر وأبعاده، وإعادة بناء المستقبل العربي وفق معطيات جديدة، وهذا هو الأدق والأخطر، وهذا ما يشكل مصدر قلقي الأكبر'.

    فكيف لمن سوّل له قلمه أن يتربص بحديث سموه من تجيير قوله لتجربة معتصمي ساحة النخيل بمثل ما تم تناولها من تنخيل المعتصمين، ولم تصلهم فكرة سمو الأمير من أن فكرة 'تنخيله' لهم يراد بها كشف محور العشوائية في الحراك الاحتجاجي الذي لا يقوم على أسسه البناءة، الخادمة والفاعلة، وليس كما اراد تفسيرها وترويجها من قِبل 'ربع يعقوب' !!

    الأمير الحسن بن طلال، خرج بخلاصة مقاله المذكور إلى ما هو أخطر مما تضمنته حلقة ستون دقيقة مع سموه، وهو الذي انتقد غياب الدراسات الاستشرافية والتخطيط الاستراتيجي الناتج عن استنكاف الحكومات ومراكز الدراسات العربية عن هذه المهمة الأساسية، والتي أدى غيابها إلى تفاجأ فريق دون آخر لمعطيات الحالة العربية الراهنة والتي أفرزت تغييرا جذريا قال سموه بشأنه 'أن حالة الشارع العربي بربيعها الحالي لن تعود إلى ما كانت عليه سابقا، ولكنه أيضا تغيير يضعنا على المحك كمفكرين ومخططين وراغبين في صنع مستقبلنا'، ذلك المستقبل الذي أكد إزاءه سمو الأمير في معرض المقال المشار إليه من 'أننا إن لم نصنع التغيير الذي ينسجم مع ثقافتنا وقيمنا ومرتكزاتنا، فسوف يصنعه الآخرون لنا ولكن سيكون منسجما مع ثقافة غير ثقافتنا وقيم غير قيمنا ومرتكزات غير مرتكزاتنا وسيجيء خدمة لمصالح غير مصالحنا'.

    وأوغل متصيدو حديث الأمير حول مداخلته التي قال بشأنها (من يتحدث عن آبائي وأجدادي فلينظر أين كان آباؤه) ليضعوها نُصب فخاخهم ، وتعمدوا إقصائها عن مرماها الحقيقي الذي لو أمعنو باخلاقهم قبل أقلامهم بها لأدركوا انه من حق سمو الأمير أن يدافع عن أجداده وهم من صنعوا حاضر المنطقة العربية برصاصة جده الشريف الحسين بن علي مطلق رصاصة الثورة العربية الكبرى ، فماذا كانوا يتوقعون من سموه من رد على تطاول أشخاص بعينهم على ذكرى آبائه وأجداده, وكلنا نستذكر في هذا المقام ما دعا اليه وقال به نائب اسبق ومعارض يقبع الان خلف القضبان لتطاوله غير المبرر ولتحريضه ضد مؤسسة الدولة ككل، وهو من قال بحرفية كاملة 'ليذهب الهاشميون الى الحجاز لا مكان لهم هنا'، وكأن الأردن محض جغرافيا على هامش أمكنة ذلك المعارض الذي غفل عن استذكار ما قاله الامير الحسن قبل أشهر على فضائية محلية من أن أجداده دلفوا إلى الأردن حكاما وصانعي قرار، بل من هو الاردني الأصيل اذا ما قيست تشدقات هؤلاء بمعادلة من هو الاردني !!

    فقد كان جديراً بل وملحّاً على من استل قلمه لقراءة ما قال به سمو الأمير الحسن بن طلال في حلقة ستون دقيقة، أن يكون مطلعا على ما قال به سموه في الآونة الأخيرة، كي لا تتضارب التحليلات وتندثر معها القيم السامية الرفيعة التي دعا إليه سموه منطلقا من قدسية الانسان العربي الأردني في رسم مستقبله ومستقبل أجياله .

    ولعل من أهم المفارقات التي تمخضت عنها مقابلة سمو الأمير الحسن لبرنامج ستون دقيقة، أن من سبق و نادى ودعا لحضور سموه في الواجهة الاردنية بكل هيكلتها، نأى عن حضور سموه وصمّ أذنيه عن جوهر ما قاله !

    فعلى الرغم من حاجة المناخ السياسي الأردني لـ 'باروميتر' أصحاب الخبرة والرؤيا الثاقبة لحماية البوصلة الوطنية من الانحراف عن قاعدتها المشروعة والمبتغاة، إلا أن الأبواق التي جابهت رؤية وتشخيص سمو الأمير للحالة الأردنية ككل، كانت ذاتها الأصوات النشاز والدخيلة كليةً عن مفهوم البناء السياسي الإصلاحي، بل وجانبت هذه الأصوات حقيقة حرص الأمير المفكر على الأردن قيادة وشعباً، وثمة تصريحات سابقة ثابتة له من أن 'المظلة الهاشمية في مفهومها العصري بشخص الملك والعرش هي عصب المعادلة التصالحية بين فئات المجتمع الأردني'، الأمر الذي من المتوجب أن يغلق باب التكهنات المغرضة تجاه موقف الأمير الحسن بن طلال تجاه مؤسسة العرش والدولة الأردنية كياناً وشعباً !

    الحسن بن طلال- الذي يرأس منتدى الفكر العربي منذ أسسه عام 1981 ويقود عشرات المبادرات الدولية في مصلحة الإنسانية, الازدهار والتقدم- يحمل أيضا مواقف ردمت هوة التغريب مع الآخر، وفتح آفاق كان من شأنها قد حطت بالأردن إلى التحديث السياسي, الاقتصادي والاجتماعي الذي يستحق.

    أما في مسألة 'ذهنية المؤامرة' التي قد نستند إليها في ما أخذ على سمو الأمير من تصريحات قال بها خلال الحلقة المشار إليها، فإننا لن نتوسع في هذا الجانب، ولن نتساءل لمصلحة من أثيرت هذه التقولات بحق سمو الأمير وهو الرجل الذي يتفق بشأنه جموع الاردنيين عاى انه بوصلة للنزاهة السياسية، والحكمة والتواصل والحوار، بوصفه مفكر وصاحب مشروع فكري انساني لا فئوي أو مناطقي، فليس بمأخذ أن يصوغ سمو الأمير موقفه في مناصرته السياسية للنظام، وللخطوات الإصلاحية المتخذة حتى الآن، وليس بمأخذ كذلك أن يؤخذ عليه انقادة لتقزيم هيبة وسيادة الحكم، بل ورافضا لفكرة أن تتحكم حراكات شعبية منقسمة ومتشظية، قليلة التمثيل بمصير ملايين الأردنيين، وهي قناعات الغالبية الصامتة من الأردنيين.

    وفي ذات السياق عزت بعض التحليلات حول تلك الضجة المفتعلة تجاه سمو الأمير بأنها محاولة لزج سموه في حالة مرفوضة من الفوضى الشاملة، تماهيا مع أجندات مكشوفة هدفها لإساءة بفجاجة الى النظام الملكي، واستقرار البلاد !

    ولعل الامانة الادبية والصحفية تقتضي الى الاشارة الى ان مدير عام التلفزيون الاردني الزميل رمضان الرواشدة ، وسواء قام بالايعاز لاستضافة سمو الامير من تلقاء نفسه او مدفوعا من شخص أو جهة، قد حاول انصاف الرجل بالظهور على شاشة التلفزيون الوطني وفتح الأثير أمام ليقول موقفه ورؤيته ليس بوصفه أميرا فحسب، وإنما بوصفه أحد أهم مفكري العالم، وأنه من غير المقبول أن تتداعى فضائيات العالم ومؤتمراته الرفيعة للتهافت خلف تصريح من الأمير الأردني، ثم تغلق أمامه الشاشة الوطنية، وهكذا صار لحين دخل التلفزيون سريعا في مطب سوء التقديم والحوار، حيث خانت المهنية الاعلامية المذيعة عبير الزبن في ادارة الحوار مع سمو الامير، والذي كانت اجاباته تفوق ادراك المذيعة ومستوى اسئلتها ، وإذا به يتعرض لأبشع هجوم لمجرد أنه إقترب من عش الدبابير، لمكافحة حقيقية وجدية للفساد!

    مقابلة سمو الأمير الحسن بن طلال موضوع الطرح، سواء شئنا أم أبينا، وسواء تم تلقفها على غير وجهها الشرعي أو بحسن النية، الا انها تعد وثيقة سياسية للحالة الاردنية الراهنة، التي يتوجب إزاءها أن تعاد قراءتها مجددا وبصورة منصفة ليس لأجل سموه وإنما لأجل الاردن والاردنيين، وهي إذ دعوة نوجهها لـ محللي وكتّاب التدخل السريع بأن ينأوا بأقلامهم وسمومهم عن البوصلة الحقيقية للنزاهة الاردنية سمو الامير حسن بن طلال !

    رائده شلالفه

  • 33 د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة 22-02-2012 | 03:10 AM

    ردا على مقالة الكاتبة رائدة شلالفة بعنوان"من منكم ليس بقامة الحسن..فلا يرجمنّه بحجر".
    قرأت تعليق /مقالة / الأخت رائدة شلالفة بعنوان"من منكم ليس بقامة الحسن..فلا يرجمنّه بحجر", وفيها تدافع عما بدرمن أقوال للأمير الحسن بن طلال في برنامج"ستون دقيقة" قبل أيام قليلة والذي شاهدناه على شاشة التلفاز الأردني, وكذلك تهاجم بعنف كل من انتقد تصريحات الأمير.
    أقول للأخت الكاتبة بأننا نعلم من هو الأمير الحسن بن طلال ونعرفه تمام المعرفة, ونعرف افكاره بصورة جلية وكذلك فكره الذي يحظى بمستوى رفيع جدا محليا واقليميا وعالميا.
    لقد قامت الكاتبة المحترمة بادخال هدف ذاتي في مرماها لأنها بدون قصد وبدون معرفة أيضا أيدت معظم من انتقد الأمير الحسن بن طلال, وهنا أقتبس من مقالها:"ولعل الامانة الادبية والصحفية تقتضي الى الاشارة الى ان مدير عام التلفزيون الاردني الزميل رمضان الرواشدة ، وسواء قام بالايعاز لاستضافة سمو الامير من تلقاء نفسه او مدفوعا من شخص أو جهة، قد حاول انصاف الرجل بالظهور على شاشة التلفزيون الوطني وفتح الأثير أمام ليقول موقفه ورؤيته ليس بوصفه أميرا فحسب، وإنما بوصفه أحد أهم مفكري العالم، وأنه من غير المقبول أن تتداعى فضائيات العالم ومؤتمراته الرفيعة للتهافت خلف تصريح من الأمير الأردني، ثم تغلق أمامه الشاشة الوطنية، وهكذا صار لحين دخل التلفزيون سريعا في مطب سوء التقديم والحوار، حيث خانت المهنية الاعلامية المذيعة عبير الزبن في ادارة الحوار مع سمو الامير، والذي كانت اجاباته تفوق ادراك المذيعة ومستوى اسئلتها ، وإذا به يتعرض لأبشع هجوم لمجرد أنه إقترب من عش الدبابير، لمكافحة حقيقية وجدية للفساد".
    هل تريد الكاتبة استغباء عقولنا وكأننا نعيش في كوكب اخر وكأننا لا علاقة لنا بما يجري من حولنا, حتى أنها قامت بوصف من انتقدوا تصريحات الأمير ب"محللي التدخل السريع" ووصفت أهدافهم وكأنهم يثأرون منه, وقسمت غايات"يعقوب" لأنصاف وأرباع.
    لقد تطرقت الكاتبة المحترمة ل"بافلوف", ولكي أضع النقاط غلى الحروف لا بد لي من تذكير القراء وباختصار شديد من هو بافلوف واحدى نظرياته التي تطرقت اليها الكاتبة:
    إيفان بتروفتش بافلوف عالم فيزيولوجي ولد في ريازان، وانتسب إلى جامعة سان بطرسبورغ، وحصل عام 1884م على الدكتوراه في مجال فيزيولوجية الأعصاب، شغل بعدها كرسي الأستاذية ورئاسة مخبر الفيزيولوجية في المعهد العالي الطبي في الجامعة نفسها.
    يعتقد بافلوف أن الأنشطة النفسية المركبة نتاج للعلاقة بين الكائن الحي والوسط على شكل ردود الأفعال المنعكسة الشرطية التي تمثل استجابة الكائن الحي للوسط الذي يوجد فيه والذي يمثل عملاً خارجياً، وتستند الأفعال المنعكسة الفطرية إلى أسس تشريحية بيولوجية في حين تستند الأفعال المنعكسة الشرطية إلى أنشطة أكثر تطوراً واتصالاً بالبيئة.
    وتمثلت فكرة بافلوف هذه في اكتشافاته الخاصة بالأفعال المنعكسة الشرطية التي كان لها أثر كبير في بناء نظريته الجديدة حول الحياة النفسية. لقد حاول في أعماله أن يجيب عن مسألته الأساسية التي تتمثل في طبيعة العلاقة بين الدماغ والأنشطة النفسية، وهو يقول في هذا الصدد "ألا يمكننا أن نجد مظاهر نفسية أولية يمكنها في الوقت نفسه أن تكون، وعلى نحو كلي، ظاهرة فيزيولوجية".
    ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فمن حق أي انسان أن يعبر عن رأيه ومن حق الاخرين الرد واحترام الرأي الاخر, وهكذا نطور أفكارنا ووجهات نظرنا والا ما هو الداعي للتعبير عن الرأي؟..لا يوجد أي انسان منزل ومعصوم عن الخطأ والمهم هو التعلم من أخطائنا والاعتراف بها لكي نطور المجتمع الذي نعيش فيه.
    من المعروف بأن الأمير الحسن بن طلال كان وليا للعهد ابان حكم أخيه الراحل الملك الحسين بن طلال, وأثناء مرض الأخير تم تغيير الدستور ليصبح الأمير عبد الله نجل الحسين وليا للعهد وبعد رحيل الملك حسين أصبح ملك المملكة الأردنية وبدوره عين الملك عبد الله الثاني ابنه الحسين ليكون وليا للعهد..ومنذ ذلك الوقت تم تجريد الحسن بن طلال من كافة مهامه السياسية الرسمية.
    لا أريد أن أجزم بأنني لم أشاهد الأمير حسن على شاشة التلفاز الأردنية منذ رحيل أخيه, أي منذ ثلاثة عشر عاما, ليطل علينا قبل أيام قليلة خلت في برنامج وحوار من خلال شاشة التلفاز الأردني وكأنني لا أعرفه من قبل وذلك من خلال تصريحاته الغريبة التي لا تعكس وجهة نظره التي كنا نعرفها تمام المعرفة وذلك منذ ابعاده عن منصبه كولي للعهد.
    من منا لا يدرك طبيعة الحراك الأردني وهو جزء لا يتجزأ من الربيع العربي وان أخذ أشكالا وصورا مختلفة..لقد طالب بعض اقطاب المعارضة الأردنية بملكية دستورية تماما كما هو الحال في بريطانيا, وذهب البعض الى ما هو أبعد من ذلك بكثير, وهو قيام نظام جمهوري في الأردن.
    ومن باب التذكير فقط, أريد أن أوضح للاخوة القراء بعضا من اراء الأمير الحسن في شهر تشرين الثاني من العام السابق وفي عدة مواقع وعبر العديد من الفضائيات:
    "لماذا تستغربون الأصوات التي تأتي من تلك المناطق, والعبرة ليست في كم متظاهر من عمان وإنما في الأصوات المرفوعة في المناطق الهشة والمهمشة" وفي مناسبة أخرى قال:" لم أتي للحديث عن عجز الموازنة والأزمة المالية, وإنما للحديث عن كيفية معالجة العجز في الكرامة الإنسانية"..انه ينتقد وبشكل لا يقبل الشك السياسات الرسمية الأردنية, وداعيا لعدم إهمال الأصوات القادمة من المناطق الهشة والمهمشة.
    وعلى شاشة التلفاز الأردني في اللقاء الأخير تكلم وكأنه انسان اخر انقلبت أفكاره رأسا على عقب, فما جرى يا ترى؟..هل هي مبادرة شخصية يسعى من خلالها الحصول والوصول الى هدف ما, أي لغاية في نفس يعقوب؟, أم أنه سمح له بالظهور وتم تحديد ما يجب أن يقوله بناءا على أوامر من القصر الملكي بعد شعور الأخير باقتراب الربيع الأردني الفعلي والفعال والفاعل؟.
    فتراه وتسمعه يقول ولا تصدق ذلك"عندما يجتمع 20 او 30 شابا ويطالبون بأسم الشعب أقول من خولهم ومن كلفهم؟, فأين هي الطبقة المهمشة والهشة التي تكلمت ودافعت عنها يا حضرة الأمير؟.
    معلموا الأردن أضربوا ولا زالوا مضربين وهم يطالبون بأبسط حقوقهم, وهم الجندي المجهول وبناة المستقبل وأصحاب الصوت الساكت, وهكذا يصفهم الأمير الحسن:"فاليوم نتحدث عن أزمة التربية والتعليم وأقول في هذا المجال ان العاطلين عن العمل من المتعلمين 25 بالمائه وهذا يفوق العاطلين عن العمل بين الأميين وهم 9 بالمائه، فالأمية ليست عيبا، الأمية المتعلمة هي العيب"..هل المعلمون هم سبب الأمية في الأردن وهل هم أميين, انها ضربة قاضية لمستوى المعلمين والمؤسسات التعليمية في الأردن.
    ويقول سموه:" نحن نحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي ولا نحتاج لأي أحد أن يعلمنا ذلك", وفي تطرقه لاغتيال الشخصية تراه وتسمعه يقول:"ان موضوع اغتيال الشخصية، لهو المرحله أولى لزعزعة استقرار البلد".
    وبدورنا نقول لك يا صاحب السمو أنه غاب عنك أن ما يطالب به الأردنيون أساسا هو تطبيق حقوق الإنسان وليس مجرد احترامها.
    ولتوضيح ما أقول أورد مثلين, الأول:سأل أحد الصحفيين الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية جون كينيدى:هل رحلة زوجتك إلى أوروبا على نفقتك الخاصة أم من مال الدولة؟.لو أن هذا السؤال وُجِّه إلى أحد رؤساء الدول العربية لقامت الدنيا ولم تقعد، ولوصف هذا الصحفي بالحماقة والغباوة، ولربما اعتبروا سؤاله نوعًا من التطاول أو التجاوز أو أنه يمس هيبة الدولة.ولكن كل هذه "الترهات" لم تخطر ببال كينيدي، الذي أجاب الصحفي بكل بساطة وأريحية عن سؤاله، ولم تخطر كذلك ببال المستمعين عبر شاشات التلفاز, لأنهم يعلمون أن من حق أي مواطن أن يسأل رئيس دولته مثل هذا السؤال. وأما الثاني:من من لا يعرف قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقصة الحلوى التي طلبتها زوجته ولم يكن بامكانه توفيرها لها, فقامت وجمعت من مصروفها الذي وفرته واشترتها, فسألها الفاروق عن كيفية حصولها عليها, فقالت:إنني اشتريتها بما وفرته من مصروفي الذي تصرفه لي يومياً، قال عمر:ولكني لم أكن أعرف أنه يزيد وكنت أعطيك أكثر من حاجتك، رديها إلى بيت المال، فإن المسلمين أولى بهذه الزيادة. وقد عبر شاعر النيل حافظ إبراهيم عن هذه القصة شعراً في قصيدته العمرية فقال:فمن يبـاري أبا حفص وسـيرتـه **أو من يحاول للفاروق تشـبيها..يوم اشتهت زوجه الحلـوى فقال لها**من أين لي ثمن الحلوى فأشريها..ما زاد عن قـوتنا فالمسلمون به أولى** فقـومي لبيت المــال رديهـا..كذاك أخلاقـه كانت وما عهدت**بعد النّبـوة أخلاق تحاكيهــا. وفي حادثة أخرى مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو يخطب الجمعة بالناس, وكان قد أتته ثياب من اليمن فوزعها على المسلمين كل مسلمٍ ثوبًا, فبدأ الخطبة وعليه ثوبان، وقال: أيها الناس:اسمعوا وعوا..فقام سلمان من وسط المسجد، وقال:والله لا نسمع ولا نطيع. فتوقف واضطرب المسجد، وقال:ما لك يا سلمان؟, قال: تلبس ثوبين وتلبسنا ثوبًا ثوبًا ونسمع ونطيع؟, قال عمر: يا عبد الله, قم أجب سلمان, فقام عبد الله يبرر لسلمان، وقال:هذا ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين أعطيته أبي. فبكى سلمان،وقال:الآن قُلْ نسمع، وأمر نطع, فاندفع عمر يتكلم.
    فلم يقم عمر بن الخطاب بتصفية الشخصية التي انتقدته, بل احترم مبدأ"من أين لك هذا", وكذلك فعل كينيدي.
    ان من لبى نداء الشريف الحسين بن علي في ثورته العربية الكبرى انهم أشراف ورجال وهبوا حياتهم من أجل العرب والعروبة, ولم يقم أحد الان بالتطاول على أجدادك يا صاحب السمو الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير, فلماذا نسمعك تقول:"من يتطاول على أجدادي فلينظر إلى أجداده أين كانوا وأين أصبحوا"؟..انه لكلام جارح لم نكن نتوقعه من أبسط الناس, فكيف اذا سمعناه من مفكر له احترامه المحلي والاقليمي والدولي؟.
    وأما أصعب ما جاء على لسانه في اللقاء الأخير قوله:"اذا جئتكم لنخلتكم كلكم"..وبدوري اسأل:تنخل من يا صاحب السمو؟, عامة الناس الذين لا يملكون القوت والعمل ويعصف بهم الفقر والمرض والمجاعة؟..كنا نتوقع من سموكم أن تهددوا بتنخيل ذوي الشأن الذين نهبوا خيرات البلاد ووضعوا مصالحهم الشخصية فوق المصالح الوطنية العليا, وهم الفاسدون والمفسدون الذين أوصلوا البلد الى وضعه الحالي..وضع يبكي عليه الصخر والحجر قبل الانسان..انهم أناس فقدوا الاحساس والذمة والضمير ولعنهم وسيلعنهم التاريخ الى يوم يبعثون, فهم لا تاريخ لهم.
    وأنهي ردي مقتبسا ما جاء في نهاية مقالة الأخت الناشطة إيناس مسلّم والذي نشر في مدونتها ردا على تصريحات الأمير الحسن الأخيرة, وللتذكير فقد تعرضت هذه الناشطة للطعن بمنطقة البطن اثناء تواجدها في منطقة اللويبدة اليوم الاثنين من قبل انسان حاقد عديم الاحساس والضمير, والسبب هو ما كتبته في مدونتها:"عزيزي سمو الأمير، هل حقاً ترانا بتلك السخافة، يمكنك النزول إلى ساحاتنا وقت ما شئت وتنخيلنا, نحن شعب لسنا أبناء قصور، وذوينا ليسوا أصحاب سمو، ولا يسبق اسمنا ألقاب ملكية، ولكن رضعنا الكرامة من تراب الوطن الذي سففناه جوعاً، وتعلمنا كيف نفكر وكيف نميّز عقولنا عن غيرنا وكيف نصبح نخبة بما لا فضل لكم به، فبأي حق تنخلونا سموّكم؟.
    نخّلنا بالحق سموّك، نخّلنا بالقلم والورق سموّك، إذا أردت نخّلنا على المنابر، حاورنا، أظهر لنا الحق من الباطل، واشرح لنا أين أخطأنا وأنت أصبت؟ إذا كنت تعتقد أن الشعب الأردني ضعيف العقل واهن الفكر لا يعي ما يفعل، فأعّد التفكير باعتقاداتك سموّك، وأعد ثقتك بالشعب الأردني وثقته بك لمكانها، الشعب الذي يكفي قراءة تاريخه لمعرفة عقليته ووعيه وأخلاقياته، الشعب الذي ملأ ساحات المملكة بلوحات الحق وشعاراته وحمل كل جبل من جبال المملكة وسهولها ووديانها صدى صوته مطالبا بحقوقه التي أدركها وآمن بها بكامل وعيه وطالب بها بكامل قوته، هذا شعبٌ لا ينخَّل، منابره مفتوحة فأشر على من شئت وناظره ستعلم أنه لا ينطق عن الهوى، وستجد أنه لا أجندات لديه سوى حب الوطن والانتماء إليه والولاء له، هذي هي معتقداته فهل تراها دون مستوى إيمانك سموّك؟..من أراد تنخيل الشعب بالساحات، نخلّه الشعب بالمقالات, و من أراد تنخيل الشعب بالإهانات، نخلّه الشعب بمنابر الأدب.
    والى سمو الأمير الحسن بن طلال أقول:هل هذه هي حرية التعبير عن الرأي التي تطرقت اليها في تصريحاتك الأخيرة؟, والى الناشطة أيناس أتمنى الشفاء العاجل والخزي والعار لهذا الجبان الذي طعنها.
    د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :