facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




للحرية استبسل باسل ..


د. فارس بريزات
04-10-2007 03:00 AM

الثمن الذي يدفعه الاسوياء نتيجة عدم اهتمامهم بالشأن العام هو أن يُحْكَموا من قِبَل غير الأسوياء. بهذه العبارة حدد أفلاطون قاعدة للعمل العام ستبقى ما دام البشر باقون؛ لذلك، الحرية لا تُعاقب إلا من قبل من لا يدرك جوهرها. و إذا كان الأستاذ باسل العكور، الإعلاميّ النابه، قد دفع ثمن تعبيره عن رأيه فهذا يُسجّل له و ليس عليه؛ لأنه مؤمن بالحرية والديمقراطية منذ عرفته في أوائل التسعينات من القرن الماضي في رحاب الجامعة الأردنية، طالباً نجيباً ذكياً متقداً و منتصراً للعقل و العمل الجدّي و الإصرار على النجاح. كان و لا زال مؤمناً بأنّ العمل الجاد هو أساس النجاح و طبّق هذا على ذاته، و قدّم نموذجاً لشاب أردنيّ مُكافح. لم أُفاجأ عندما سمعت بخبر "طرده" من التلفزيون الأردني؛ المؤسسة التي أحب و عملَ فيها بتفانِ المقاتل الصادق؛ لأن باسل لا زال متقداً مؤمناً بالكفاءة، و مدافعاً عنها بمرح و شجاعة في آنٍ معاً. أنْ تقوم إدارة التلفزيون بفصله بحجة تغيّبه عن عمله عشرة أيام في شهر كانون الثاني 2007، يدل على أنّ طاقة باسل العملية والعقلية فاقت ما تيسّر من طاقات إدارية في التلفزيون، ربما لم تكنْ قادرة على احتواء ما يملكه باسل. ولذلك قررت التخلص من طاقة مُحرجة في ظل غياب مَنْ يُمكن أنْ يتفوق عليه معرفةً وأداءً، على الرغم من وجود طاقات أردنية فذة. فهل كان قراراً مهنياً؟ و لكن الأهم هو أنّ الأستاذ باسل كان مُكلفاً ببرنامجين في ذلك الوقت كما فهمت منه. فهل من المنطق ان تُدار مؤسسات الدولة بعقلية "التصفية بأثر رجعي" و لأسباب ربما تكون غير مهنية؟ و نود من إدارة التلفزيون أنْ تردّ على ما يتردد من أنّ هناك عدداً من الموظفين في التلفزيون يأتون لاستلام رواتبهم فقط. هل هذا صحيح؟ نحن دافعي ضرائب ونتمنى أنْ نعرف، ومن حقنا أن نعرف.

الأهم من هذا و ذاك هو أنّ القضية هي قضيّة حريّة، و إرادة الإنتصار للحرية، وليس قضية إدارية أساساً. الخطاب السياسيّ الرسميّ يقول بحرية "سقفها السماء"، و لكنّ الأفعال على أرض الواقع تشير لانتكاسات ترعاها الادراة الحكومية من خلال عدم الإنتصار للحق في التعبير، أو على الأقل عدم الإعتداء على الناس في قوتهم وعملهم نتيجة لتعبيرهم عن رأيهم، وعدم حماية من يُعبّر عن رأيه من تغول الادارة غير الديمقراطية. حبّذا لو أنّ مَنْ يتخذون مثل هذه القرارات و من يحمونهم يترشحون لانتخابات حرة ونزيهة و لنرى على ماذا سيحصلون نتيجة لتاريخهم العملي؟ هل لديهم إنجازات تُشكل تاريخهم؟ كمراقب لأداء بعض هذه المؤسسات، و كمواطن و دافع ضرائب تمول رواتبهم و إنفاقهم، أودّ فقط أنْ لا أُستفَزّ نتيجة لمشاهدة برنامج تلفزيوني منحدر القيمة والذوق، و يستهتر بعقل المواطن، و يجعله يهرب لمحطات أخرى. و أودّ أن أرى محاسبة شفافة لإنفاق هؤلاء.

الحريّة لا تتجزأ، و من يُجزّىء الحرية يُجزّىء الوطن و مكوناته ابتداءً. الديمقراطية السياسية التي تؤسس لحكومة منتخبة هي مطلب أساسيّ للأغلبية من الاردنيين. وهذا مفهوم لأنهم سئموا القرارات الارتجالية، مثل قرار فصل الاعلاميّ اللامع باسل العكور، وسئموا عدم الإتساق بين ما يُقال في البيانات الوزارية و بين ما تقدّمه الحكومات من أداء متواضع مقارنةً بما تحدده لنفسها من سقف و ليس مقارنة بما يحدده لها المواطنون.

إذا كان فصل الأستاذ باسل سيعيد المشاهدَ للتلفزيون الأردنيّ، فتباً له و ليذهب إلى ما وراء الغيوم و يبقى التلفزيون رائداً قائداً... و ربما سيتبرع باسل بدمه فداءً لشاشة عمل بها ومن اجله سنوات عشر ، و ربما سنجد من يتبرع بباسل شهيداً من أجل بقاء الشاشة وطنية جذّابة!!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :