على عكس نصيحة الفنانة الجميلة الراحلة سعاد حسني بأن "نُقَفّل" على كل المواضيع عندما تكون "الدنيا الربيع", فإن جماعة "الربيع العربي" اختاروا أن يقفّلوا على قسم معين من المواضيع وانتقوه بعناية, بينما أبقوا على باقي المواضيع مفتوحة.

هناك صنفان من المواضيع لا يحب جماعة الربيع العربي الاستمرار في الكلام حولهما: الأول يشمل القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وخاصة عندما يتعلق الأمر بالاحتجاجات الشعبية حول حقوق الناس. ففي مصر مثلاً بات من المحرم القيام بما سموه هناك "الاحتجاجات الفئوية" أي ما يتصل بالقضايا المطلبية وذلك حفاظاً على الثورة! وفي تونس قوبلت الاحتجاجات ذات البعد الاجتماعي بالتصدي والاستنفار والاتهام الذي شمل فيما شمل, الاتحاد العام للشغل الذي كانت له مساهمة كبرى في نضال الشعب التونسي طيلة فترة الدكتاتورية.

الصنف الثاني من المواضيع التي قفّلها أنصار الربيع العربي هي ما يتصل بالصراع مع العدو القومي: أي الصهيونية وحلفائها الأمريكان. فاليوم وبما أن الدنيا ربيع, يمكن تأجيل النظر في قضيايا جانبية مثل هذه, فإسرائيل تحكمنا معها معاهدات, اما الأمريكان فقد خرجوا من العراق.

غير أن الانصاف يدعونا الى الاعتراف بأن جماعة الربيع العربي, ورغم أنهم "يقفّلوا" على "بعض" وليس كل المواضيع كما طلبت سعاد حسني, إلا أنهم حافظوا على الهدف ذاته: فالظروف الآن "ما فيهاش كاني وما فيهاش ماني", ثم أضافوا متسائلين: "كاني ماني ايه? الدنيا ربيع".

ahmadabukhalil@hotmail.com

العرب اليوم