لا تقتصر عناصر الشجاعة على الإقدام والتصدي للمخاطر مهما كانت وحسب، بل تتعداها إلى الوقوف عاليا في مواجهة العواطف الجياشة؛ والحماسة الملتهبة؛ والانتماء المكين إلى الجميع؛ والثقة المطلقة بعناصر القوة في مواجهة الأحداث المحيطة بالقائد وعناصر القوة المتوفرة لديه.كان أبو حسين جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، يتمتع بكل ما سلف ذكره من أوصاف لعناصر الشجاعة التي تشع منه كقائد أعلى للقوات المسلحة الأردنية والمؤسسات الدفاعية الأخرى: الأمن العام، والمخابرات العامة، والدفاع المدني،خلال حفل تناوله طعام الإفطار مع ضباطه وجنوده .. إخوانه الذين تربى وكبر بينهم ضابطا في القوات الخاصة؛ وغيرها من وحدات القوات المسلحة.

في تلك العاصفة العاطفية التي رافقت خطاب جلالته الأخوي لضباطه وجنوده كان صعبا على أي مراقب لا يعرف تلك العلاقة الراضية المرضية بين الملك الهاشمي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين ضباطه وجنوده من كل جهة وعشيرة وعائلة أردنية. لقد أضاف كل ضابط وجندي، والملك المحب الوفي، إلى تلك الوحدة الإنسانية، والدينية، والخلقية، والعسكرية شرف الأحادية التي لا تعرف الفوارق والمراتب إلا بقدر ما تفرضه المسؤوليات والواجبات ومراسيم الإجراءات الدقيقة المتقنة. كان الملك في ختام اللقاء واحدا منهم ولهم جميعا؛ وكانوا كل واحد منهم وهم جميعا منه وله.

في تلك الدقائق التاريخية؛ كانت مروحيات الدفاع المدني تطفئ حرائق الغابات في لبنان؛ وكانت غيرها لا زالت ملحقة في قوات هيئة الأمم المتحدة في واجبات حفظ السلام العالمي الذي اشتهرت بخدمته والدفاع عنه. ما غابت تلك الحقيقة الفخورة بنشامى ونشميات الأردن عن عقل وقلب القائد الأعلى، فذكر الوطن كله بهم وما يقدمون من فخر واعتزاز له وللوطن وكل واحد من شعبنا الأبي.

عشت أبو حسين ... حياك الله ...!