facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أنوثة ساحرة!


حلمي الأسمر
24-02-2012 02:31 AM

بعيدا عن أجواء الحراكات والإصلاحات، والإفسادات، والمظاهرات والاعتصامات، تكتب إحداهن عن الرجل بصفته المتهم الأول والوحيد في كل ما يحدث للمجتمع، ثم تبسط أمامنا قائمة طويلة من البينات تدلل فيها على صحة اتهاماتها، لأن الرجل تخلى عن دوره في البيت كزوج وأب وأخ، ومن أجواء الاتهامات: الفتاة التي تخرج عارية إلى الشارع على مختلف أشكال العري: ظهر عار – بطن عار – حلقة في الصرة – بنطال يكاد من ضيقه أن يكون لونا مرشوشا على جسدها، صدر- ذراع مكشوفة بشكل فج.. من الذي يشتري كل ذلك؟ والفتاة التي تغيب بالساعات لدرجة أن تذهب إلى شقة مع شاب وتعاشره معاشرة الأزواج.. أين أبوها؟ ثم تصرخ: تخليت عن دورك كزوج حين صممت أن تتزوج الشقراء الجميلة، فدفعت البنات دفعا إلى الصباغ وعمليات التجميل، أنت تريدها فاتنة مثل فتيات الفيديو كليب والعارضات، فتكالبت البنات على التثني والتعري والرقص، وتعلّم فنون العشق والغواني، وتسترسل: أنت بعد سنين العشرة والتضحية ترمي أم البنين، تلك المرأة التي بدأت معك من الصفر في حجيرة صغيرة بلا كماليات وكافحت وشقيت، حتى ذبل العود وجف الضرع، فلما بلغت أشدك، وبلغت الأربعين، وزاد المال، وبدأ موسم الحصاد، نظرت إلى نفسك فوجدت نفسك شابا قويا فتيا، وهي دخلت السنين العجاف، فتركتها، لتعيش «حياتك!» وتستعيد شبابك مع صبية صغيرة، تنطلق معك مستمتعة بثمار زرع لم ترم بذرته ولا روته يوما!

وهكذا تمضي أختنا العزيزة في سياق جميل مقنع، ضاربة الأمثلة تلو الأخرى مدللة على أن كل المصائب الاجتماعية وراءها الرجل(!) ولكنها غفلت عن دور الرجل في صناعة الحروب والكروب، حتى النساء اللواتي شذذن عن القاعدة والتحقن بركب الخطايا السياسية، لم يكن غير عدد قليل جدا على مدار التاريخ، هاتوا لي مثلا امرأة واحدة تعمل جلادا في غرفة تعذيب، أو «عشماوي» يلف الحبل على رقاب المحكومين بالإعدام، أو وزير داخلية يلهب ظهور المتظاهرين بالسياط، ويمنعهم من إحياء ذكرى زعيم راحل، أو حفارة قبور تأكل خبزها من دفن الأعزاء على قلوبنا من الرحلين، أو رئيس جمهورية يحجز كرسي الرئاسة حتى مماته ويورثه لولد ولده، أو جنرالا يتخذ قرارا بهدم بيوت على رؤوس ساكنيها، أو رئيسة عصابة متخصصة باغتصاب الرجال والتمثيل بجثثهم بعد انتهاك حرماتهم، كم امرأة في التاريخ اتخذت قرارا بشن حرب، أو احتلال بلد آمن، أو سنت قانونا ينتهك الحريات الأساسية للإنسان، أو أجرت انتخابات مزورة، أو زجت بأناس أبرياء في السجن بلا محاكمات عادلة، أو أقدمت على ارتكاب مذابح على أسس عرقية أو دينية أو سياسية، أو اخترعت قنابل ذكية أو عنقودية أو حتى كلاشنيكوف أو رمحا أو سكينا؟ كم امرأة على مدار حياة البشر على هذه الأرض مارست دور هتلر أو بينوشيه أو جلست على رأس واحدة من آلاف الدكتاتوريات التي «حظي» بها بنو آدم منذ أول جريمة قتل ارتكبها «رجل» ضد أخيه؟

ربما يكون لدى أختنا من الأسباب الخاصة ما دفعها لكيل كل تلك الاتهامات للرجل، لكنها محقة في كل ما ذهبت إليه إلى حد كبير، وثمة آلاف من الصور الكارثية للرجل مما لم يكمله يراعها من سرد لكوارث لا حصر لها تسبب بها هذا المخلوق المتباهي ب «رجولة» غدت منجما لانتاج القتل والدمار والعنف والكراهية والمآسي!

ومع كل هذا، تبقى كلمة، فلئن كانت المرأة التي تهز بيد سرير طفلها تهز العالم باليد الأخرى، ثمة من النساء ذوات الأنوثة الساحرة، من تستطيع أن تحرق العالم كله بما لديها من مخزون الشر والغواية والخبث والمكر والخداع، حيث تستطيع أن ترتكب كل الموبقات والشرور، ليس بيديها، بل بأيدي الآخرين، فيما هي تتأمل باستمتاع كيف تحترق القلوب وتتداعى الأبنية!


hilmias@gmail.cim


الدستور





  • 1 موسى العموش 24-02-2012 | 08:16 AM

    صدقت أخ أبو هلالة

  • 2 مجهول 24-02-2012 | 12:12 PM

    يا حلمي الاسمر
    مو كل النساء هيك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :