facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بعض الوفاء


سميح المعايطة
06-10-2007 03:00 AM

لعلنا جميعا سمعنا وقرأنا الكثير عن دور ومكانة الجيش او المؤسسة العسكرية لكن بعض العبارات نسمعها احيانا فنشعر انها تلخص كل الحكاية. وهنا لا اتحدث عن المديح والشعر بل عن الوصف الحقيقي، ومنها عبارة سمعتها من احد الزملاء الاعلاميين "الجيش والمؤسسة العسكرية هي المؤسسة التي عندما تكون داخلها او في مناسباتها تشعرك بهوية الدولة الاردنية". هذه العبارة العفوية التي قالها الزميل اثناء وجودنا في اجواء إفطار القوات المسلحة الذي حضره الملك مساء الاربعاء تعني امرا مهما، وهي أنّ هذه المؤسسة تمثل حقيقة هوية الدولة، وان فيها ذلك الانتماء الفطري العفوي، وهي المؤسسة التي تمثل كل المواطنين، فالجيش في كل العالم هو العمود الفقري للطبقة المتوسطة والفقيرة، لكنه ايضا مؤسسة خالية من عبث السياسة والسياسيين، ونقي من الانتماء الشكلي او اشكال الولاء المرتبط بالمواقع والامتيازات.القضية ليست أن تمدح هذه المؤسسة التي ربما لا تنتظر من الناس المديح على دورها ومكانتها، لكن الواجب الذي يقتضي منا جميعا ان نرفع اصواتنا بين الحين والآخر لنقول للجنود والعسكر ان مكانتهم كمؤسسة محفوظة ومقدرة. وضروري ايضا ان تبقى تحتفظ بكل مواصفاتها الكريمة كمؤسسة تحمي الدولة وديمقراطيتها واقتصادها، فهي اداة لحماية النظام السياسي والناس والقانون، وان تبقى كما هي في عقول الاردنيين وقلوبهم مصدر الامان والحياد والقوة.

الانحياز للمؤسسة العسكرية انحياز تلقائي لدى كل اردني، فنحن ابناء عسكر وجنود او اخوانهم او ابناء عمومتهم او جيرانهم او اباؤهم، ورغم كل الادوار التنموية الكبيرة الا ان ادوار الجيوش لا تقاس بما تنتج فهي ليست مصانع او شركات وانما قيمتها في وجودها وقوتها، والجيش قد لا يخوض حربا لكن وجوده يمنع حروبا وفتنا وفوضى.

وفي كل المؤسسات تملك القيادات فرصة او رغبة للظهور في الإعلام لتتحدث عن انجازات حقيقية او وهمية، أمّا الجيش فليس كذلك، ليس فقط لأسباب امنية او لطبيعة المؤسسة، بل لانه لا يحتاج الى ذلك ومكانته لا تحتاج الى تسويق او ترويج، لكن ما يجب ان نفعله بين الحين والآخر ان نقدم بعض الواجب، وان يشعروا ان هناك من لا ينساهم، فالمدائح وحتى النفاق يتم صرفه لأشخاص بلا انجاز احيانا. او بإنجاز محدود، لكن ما هو اهم اعلان التقدير للمؤسسات الوطنية ذات الدور الكبير والتي تمثل الدولة وهويتها.

ولعل الملاحظ ان من يدخل اجواء الجيش، ولو لساعات، يعيش لحظات واوقاتا ومشاعر مختلفة، حتى الملك فإنه في مناسبات الجيش يكون بروح وتفاعل مختلف، فالناس كالقائد تعلم ان اجواء الجيش تجعلك تشعر بالصدق في التعبير وتجلي الانتماء الحقيقي، ولعل من باب التكريم للجيش ان الملك سن سنة كريمة بأن جعل لقاءه الرمضاني مع القوات المسلحة ليلة فرح لكل الاردنيين عبر المبادرة الملكية بصرف مبلغ (100) دينار للعاملين والمتقاعدين في اجهزة الدولة المدنية والعسكرية، وهذا الربط بين هذه المكرمة ولقاء الجيش امر مقصود، وهو جزء من التكريم لهذه المؤسسة التي لا يأتي للمواطن منها الا الخير.

من واجب الجيش على كل من يتشرف بالخدمة في صفوفه ليس فقط ان يفتخر بهذه المسيرة، بل ان يدرك ان انتماءه لهذه المؤسسة لا ينتهي بالتقاعد، وان الاداء المهني والوطني الرفيع استحقاق ضروري داخل الخدمة وخارجها، وفي اي موقع يذهب اليه بعد التقاعد، ودائما لا يتوقع منه الناس الا الاداء المنضبط والحزم الايجابي، واي اداء سلبي - لا سمح الله- لا يحمله هذا الشخص، وانما يحمله ايضا للمؤسسة التي لا تستحق من اي شخص الا حسن التمثيل وصدق الولاء.

ولعل جزءا من واجبنا نحو المؤسسة العسكرية ان نبقى جميعا نطالب لمنتسبيها ومتقاعديها وعائلات شهدائها بمزيد من الرعاية والتكريم، والا نجد ايا من هؤلاء في وضع لا يليق او لا تتوفر له سبل العيش الكريم، وهو صوت يفترض الا يتوقف رغم ادراكنا الاهتمام والرعاية الكبيرة من الملك وحرصه على توفير كل اشكال الرعاية، لكن بقاء هذا الصوت هو جزء من الاعتراف بحق المؤسسة العسكرية بكل مفرداتها، بكل رعاية وكل تكريم وتقدير.

sameeh.almaitah@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :