facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خروب يكتب عما بعد تفكيك الملف النووي الكوري .. هل تنضج صفقة مماثلة مع ايران؟


محمد خروب
07-10-2007 03:00 AM

يبدو ان الامور قد وصلت الى نهاياتها الطبيعية، ولم يعد أمام كوريا الشمالية سوى التسليم بالامر الواقع، بعد ان صمدت طويلا، وبعد ان استنفدت كل ما بوسعها، مناورة وشراء وقت ومحاولة تلو الاخرى، لاستقطاب بكين او موسكو، لكنها ارتكبت الكثير من الاخطاء، ثم اغفلت عن جهل ربما وعن عدم معرفة ودراية، بموازين القوى الدولية، ولغة المصالح التي تحكم دبلوماسية الجارة الكبرى الصين، وتلك التي لم تصل علاقات بيونغ يانغ بها الى مرحلة التحالف، ونقصد روسيا رغم رحلات الرفيق كيم جونغ ايل العديدة، وبالقطار الجمهوري الخاص الى موسكو..لم يعد أمام بيونغ يانغ سوى الاعتراف بأنها قد فقدت قدرتها على الصمود في وجه كل هذه الضغوطات التي لا قبل لها، وان كل ما تطلبه الان، بعد ان تم تحديد اليوم الاخير من هذا العام لتفكيك منشآتها النووية وباشراف الولايات المتحدة الاميركية ، هو تزويدها بالغذاء والوقود، وهو الامر الذي وفرته القمة الكورية الشمالية الجنوبية، التي انتهت للتو بعد زيارة الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون الناجحة ، الى بيونغ يانغ في الاسبوع الماضي، وربما ايضا حصولها على ضمانات اميركية بعد مهاجمة كوريا الشمالية وتطبيع العلاقات معها..

للشامتين بكوريا الشمالية ان يقولوا ما يشاؤون وان يتحدثوا عن الاستسلام الكامل وعن بيع المبادئ مقابل حفنة من حبوب الحنطة وبضع الاف من براميل النفط ولهم ايضا ان يقارنوا بين النجاحات الهائلة والانجازات الضخمة التي حققها الشطر الجنوبي الرأسمالي وأحد النمور الخمسة في جنوب شرق آسيا في ثمانينات القرن صاحب النظام الديمقراطي ايضا، مقابل الجوع والفقر الذي يفتك بالكوريين الشماليين وتداعي البنى التحتية والخدمات وانعدام الديمقراطية في واحدة من قلاع الشيوعية القليلة في العالم.

لكن عليهم رغم صحة كل ذلك في المقارنة السطحية والمبسطة والانتقائية هذه، ان يقرأوا جيداً طبيعة الصراع الكوري الذي كانت الحرب الكورية قبل نصف قرن هي احدى ابرز تجلياته والذي (الصراع) ربما يكون آخر جبهات الحرب الباردة، التي اندلعت منذ ذلك الحين وانتهت في اواخر ثمانينات القرن الماضي حتى لا يحكموا على التاريخ ومساراته وفق مشهد اليوم وموازين القوى الراهنة، حيث لا يمكن من خلال هذه القراءة المرتجلة والانفعالية والرغائبية، الخروج باستنتاجات دقيقة وأحكام منصفة.

سيجد الشامتون فرصتهم الان، للحديث عن استسلام كوريا الشمالية الاخير، ورضوخها لمطالب الولايات المتحدة والى حد ما اللجنة السداسية التي تولت معالجة الملف النووي الكوري الشمالي (وهي: الصين، روسيا، اليابان، الولايات المتحدة، كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية) بتفكيك المنشآت النووية بما في ذلك المفاعل التجريبي بقوة خمسة ميغاواط في مفاعل يونغيبون ومنشأة اعداد المعالجة (المختبر الاشعاعي الكيماوي) ومنشأة انتاج الوقود النووي، وبما ينهي في شكل فاعل انتاج كوريا الشمالية للبلوتونيوم كطريق اجباري في اتجاه التحقق من نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، كما قال الرئيس الاميركي جورج بوش في تعقيب على البيان المشترك لجولة المحادثات السداسية الخاصة بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وهم لذلك (رهط الشامتين) سيقولون ان الايديولوجيا لا تطعم خبزاً وان المستقبل للرأسمالية والعولمة واقتصاد السوق كما ان سباق التسلح هو الذي ارهق الاتحاد السيوفياتي وعجل بسقوط الامبراطورية السوفياتية وتفكك حلف وارسو ومنظومة الدول الاشتراكية.

وهم سيواصلون القول ان مصير الملف النووي الايراني لن يختلف كثيراً عما آلت اليه الامور في كوريا الشمالية حيث رأى الرئيس بوش في الاتفاق بمثابة خريطة طريق لتخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي وهو ما قد ينسحب على ايران وملفها النووي الذي يتصدر جدول الاعمال الدولي، وتجد فيه الولايات المتحدة منفذاً لحل ازماتها الامنية والاستراتيجية المتفاقمة، جراء ورطتها في العراق وافغانستان وان كان بوش قال ان الملفين النويين الكوري الشمالي والايراني يستوجبان اسلوبين مختلفين، مؤكداً ان الولايات المتحدة وافقت على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع بيونغ يانغ وربما تفعل ذلك مع طهران اذا امتثلت لشروط محددة.

ثمة ما يمكن استخلاصه من النهاية المفجعة الذي آل اليها البرنامج النووي الكوري الشمالي وخصوصاً لجهة عدم وجود أي دولة كبرى او ذات وزن اقليمي مستعدة لمواجهة ضغوط الولايات المتحدة وعقوباتها وقرعها الدائم لطبول الحرب ونقصد موسكو وبكين، بل ان الاخيرة التي احتضنت بيونغ يانغ وشكلت مظلة حماية لها طوال سنوات سابقة وجدت الفرصة للتنصل من هذا العبء بعد ان قالت انها خُدعت عندما فجرت كوريا الشمالية قنبلتها النووية الاولى قبل عام من الآن (9 تشرين اول 2006) وعندها فهمت واشنطن ان الغطاء الصيني (وبالتالي الروسي) قد رفع عن بيونغ يانغ.

قد لا تكون كوريا الشمالية خرجت مهزومة تماماً بعد كل ما جرى وربما قدمت لها بكين وموسكو (وسيؤل ايضاً) ضمانات بعدم السماح بالاعتداء عليها او استخدام اراضي الاخيرة (كوريا الجنوبية) لغزو اميركي عليها.. وهو ما يمكن الميل اليه وتصديقه بعد ان وقع زعيما الكوريتين اعلاناً اكدا فيه سعيهما الى احلال السلام عبر الحدود بين الشطرين..

kharroub@jpf.com.jo

محمد خرّوب/الرأي/مستشار سياسي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :