facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الربيع العربي والهندرة السياسية


د. بلال السكارنه العبادي
03-03-2012 10:47 PM

إن من المصطلحات التي تولدت من خلال الربيع العربي هو الهندره السياسيه وتم اشتقاقه مما يسمى بالهندره في علم الاداره وهي اعادة التفكير المبدئي و الاساسي و اعادة تصميم العمليات الادارية بصفة جذرية بهدف تحقيق تحسينات جوهرية فائقة و ليست هامشية تدريجية في معايير الاداء الحاسمة مثل التكلفة و الجودة و الخدمة و السرعة في منظمات الاعمال ، وتعد الهندرة احدث صيحة في علم الادارة اليوم بعد ان تمكنت عدة شركات رائدة من تحقيق نتائج لم يسبق لها مثيل في عالم التطور و التحسين المستمرين جراء تطبيق عملية الهندرة وسارعت الشركات اخرى في مختلف انحاء العالم الى اعتناق هذا الاسلوب الاداري الجديدة و توظيفه لتطوير مختلف جوانب العمل فيها .

وان الهندره السياسية تنطوي على فكرة الاصلاح بكافة حيثياته ؛ ومتعلقه بالمنطلقات والمبادئ الحاكمة للإصلاح؛ فالإصلاح لغة ضد الإفساد، والصلاح ضد الفساد؛ حيث يقال أصلح الشيء: أزال عنه الفساد، وصلح الشيء زال عنه الفساد ، فالإصلاح ترقية وتحسين وتطوير إلى الأفضل والأرقى. ولكنني أقول بشكل مبسط أن الهندره السياسية هي تطوير، تغيير، تحسين في عناصر المنظومة الاقتصادية، والسياسية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية، لأنه لو لم يتحقق الإصلاح في كل هذه المجالات بطبيعة الحال؛ فسوف يكون حصاد الإصلاح و ثماره متواضعة للغاية؛فهل يُتَصوّر أن يتحقّق إصلاح اقتصادي دون إصلاح اجتماعي، ودون إصلاح في نظام التعليم؟ نحن نعلم أن إصلاح نظام التعليم هو مفتاح تكوين رأس المال البشري؛ فتنمية الموارد البشرية شرط لازم لإنجاح النشاط الاقتصادي؛ فلا يمكن أن يتحقق نشاط اقتصادي بغير بشر، أحسن تعليمهم وتأهيلهم، وبالتالي الإصلاح الاقتصادي نجاحه يتوقف ضمن ما يتوقف على إصلاح منظومة التعليم، أيضاً الإصلاح الاقتصادي يحتاج إلى قدر من الإصلاح السياسي، ونرى أن شمول المجالات المختلفة أمر متفق عليه ، وبالتالي الحديث عن إصلاح جزئي هنا وهناك لن يعطي ثماره المرجوة والمبدأ الحاكم الثاني هو التدرج والمرحلية ، لأننا لو لم نسلك سبيل التدرج والمرحلية في طريق الإصلاح سوف نكون بعد الحديث عن ثورة ، ثورة تغيير جذري في كافة الأنساق .

ولا بد أن تكون هناك رؤية حاكمة لإستراتيجية التغيير؛ فلا يمكن أن يحدث إصلاح بدون رؤية، وكافة التجارب التي نجح فيها الإصلاح، وحققت تقدماً اقتصادياً وسياسياً بُنِيَتْ تلك و تأسّسَتْ على رؤية متبلورة واضحة المعالم ومحددة الأبعاد ، رؤية تحدد أهداف الإصلاح وأهداف التقدم وتحدد أساليب تحقيق التقدم ، وتبين آليات تحقيق التقدم ، وكيفية توزيع عوائد التقدم.

وحتى في الهندره السياسية ان ناخذ بعين الاعتبار أن توضع استراتيجيات لمن يقاوم التغيير ويقاوم الإصلاح؛ فأي إصلاح أو تغيير لابد من أن يكون له أعداء ومقاومون، ولابد من أن يكون له مناهضون في أي مجتمع من المجتمعات، وذلك لتضرر مصالحهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية فالمهم أن تتضمن أيضا إستراتيجية وفلسفة الإصلاح، أياً كان المسمى الذي سوف نستخدمه، وتحديد ووضع بند مع من يقاوم ذلك التغيير؛ فهل يقاوم هؤلاء بالعنف؟ وهل يتم التعامل مع هؤلاء من خلال الحوار أو الاستيعاب؟ فالمهم أن يكون هناك سياسات وآليات للتعامل مع هذه الفئات التي تصور على أنها ستأخذ موقفاًَ مضاداً للإصلاح.

و لكي تنجح الهندرة السياسية في مهمتها على متخذي القرار ان يكون لديهم تصورا واضحا لاهداف التغيير و القدرة على تهيئة الشعوب لقبول مبدا التغيير الجذري من اجل التطوير حتى لا تؤول التجربة الى الفشل الذي يرجع في الكثير من الحالات القليلة اما لسوء فهم الهندرة نفسها و اما لتطبيقها بطريقة خاطئة .





  • 1 احمد العياصره 04-03-2012 | 07:42 AM

    تحياتي دكتورنا العزيز مقال رائع يظهر مقدار الوعي السياسي لحضرتك

  • 2 ابو سند الرواشده 04-03-2012 | 07:43 AM

    شكرا ابو عمر على هذا المقال الرائعا

  • 3 محمد البطاينه 04-03-2012 | 07:45 AM

    كل الاحترام دكتوري العزيز للموضوع الجديد والممتع والذي ينم عن فكر متطور

  • 4 محمد نزال 04-03-2012 | 10:13 AM

    شكرا على المقال الرائع

  • 5 احمد جميل القبيلات ـ بني حميدة 04-03-2012 | 10:37 AM

    شكرا يا دكتور على هذه المعلومات الجيدة وخاصة عن الهندرة السياسية التي تعني التطور والتحسين للأفضل ، وهل كلمة الهندرة عربية الأصل ؟ ،
    أما ما تطرقت اليه لتحقيق الهندرة السياسية لا بد من تحقيق الاصلاح التعليمي ثم الاقتصادي ثم السياسي ، فما رأيك بمطلب الاصلاح التربوي والذي يجب ان يسبق جميع هذه المتطلبات لأن التربية هي العنصر الاساسي لنشأة الفرد ثم المجتمع ثم الوطن إن كانت مبنية على القيم والاخلاق الحميدة والاسس البناءة فإنها توفر كثير من الأخطاء السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإرساء العدل والمساواة والانتماء والولاء وعندها لا نجد الفساد وما يتبعه من المحسوبية وغياب المساءلة وغيرها .

  • 6 نهاد الحنيطي 04-03-2012 | 10:47 AM

    تحياتي دكتورنا الفاضل على هذا المقال الرائع

  • 7 د.محمود عبيد الحيارى 04-03-2012 | 12:20 PM

    نشكر الكاتب المبدع على اضافتة القيمة وتحليلة الدقيق لموضوع الهندرة الادارية والهندرة السياسية أو مايسمى باعادة هندسة العمليات الادارية بغية التحسين والتطوير المستمر والوصول الى حالة التميز والابداع فى العمل الادارى ،ونحن احوج مانكون الية فى الوصول الى حالة الخلق والابتكار فى عالمنا المعاصر حيث لامكان لغير المبدعين والمبادرين دوما فى عملية الاصلاح الشامل التى يقودها سيد البلاد وبطل الاردن والعالم ابو الحسين المفدى.والشكر موصول لعمون الغراء للسماح لنا بالمشاركة والتواصل والتفاعل عبر فضائها الرقمى الحر.والله الموفق.

  • 8 د.محمود عبيد الحيارى 04-03-2012 | 12:22 PM

    نشكر الكاتب المبدع على اضافتة القيمة وتحليلة الدقيق لموضوع الهندرة الادارية والهندرة السياسية أو مايسمى باعادة هندسة العمليات الادارية بغية التحسين والتطوير المستمر والوصول الى حالة التميز والابداع فى العمل الادارى ،ونحن احوج مانكون الية فى الوصول الى حالة الخلق والابتكار فى عالمنا المعاصر حيث لامكان لغير المبدعين والمبادرين دوما فى عملية الاصلاح الشامل التى يقودها سيد البلاد وبطل الاردن والعالم ابو الحسين المفدى.والشكر موصول لعمون الغراء للسماح لنا بالمشاركة والتواصل والتفاعل عبر فضائها الرقمى الحر.واللة الموفق.

  • 9 د امين الكساسبة 04-03-2012 | 12:28 PM

    ابدعت د بلال

  • 10 طه السكارنه 04-03-2012 | 12:51 PM

    ابدعت ابو عمر وشكرا لك على هذا المقال الرائع

  • 11 طه السكارنه 04-03-2012 | 12:58 PM

    ابدعت يا دكتور كل مقال اقوى من الاخر

  • 12 ابو عدالله 04-03-2012 | 01:01 PM

    ليس بجديد عليك يا ابو عمر ادامك الله وان تكتب ما هو جميل لوطنك وانت بالغربه اعادك الله الا الاردن الغالي

  • 13 حذيفه الحوراني 04-03-2012 | 01:07 PM

    مقالك رائع دكتور ونتمنى ان تطيق الهندرة على حياتنا السياسية

  • 14 صديقك يا ابو عمر 04-03-2012 | 01:08 PM

    عجزت عن التعليق على المقال من شده العبارات ادام الله علينا ابو حسين .....

  • 15 ابو ايمن 04-03-2012 | 01:16 PM

    ادام عليك عقلك ودينك يا ابو عمر

  • 16 اماني العجارمه 04-03-2012 | 01:25 PM

    تحياتي دكتورنا الغالي وشكرا على مقالاتك المبدعه

  • 17 العبادي 04-03-2012 | 01:26 PM

    كلامك هذا يا ابو عمر من القلب الى القلب

  • 18 احمد الديري 04-03-2012 | 02:14 PM

    تحدثت فابدعت شكرا الك ويسلم قلمك

  • 19 احمد ابو الرز 04-03-2012 | 02:32 PM

    مقال رائع ومصطلح الهندره ممتاز نحتاج الى فكرك دائما

  • 20 ابوطه 04-03-2012 | 03:20 PM

    زمان عنك يا ابو عمر من جميل الى اجمل

  • 21 مجد السحيمات 04-03-2012 | 06:45 PM

    الهندره دكتورنا مصطلح درسته لأكثر من 4 سنوات وهي اعاده هيكله كل شيء حسب معايير ومعطيات تحترم الناس بمعنى اخر ... لكن صدقني لن يطبقوا معاييره في دولتنا الفاضله تهكما طبعا .

  • 22 زياد الحرايزه 04-03-2012 | 06:47 PM

    دائما مقالاتك مبدعه وقيمه تحياتي لك

  • 23 فؤاد الشمايلة 04-03-2012 | 09:16 PM

    السلام عليكم:كم انا سعيد لان اقرأ لاستاذي العسكري والمدني,مقالا من صميم عمله وفكره.والمتمعن في الموضوع يجد ان الدكتور بلال قد اوجز ,ايجازا لايخل بالمعنى,واوضح مفهوما هاما في علم الادارة وهو الهندرة,اي التغيير بابسط صوره-كما اوضح وبين الدكتور-.وقد قطعت جهيزة قول كل خطيب,فقد احسنت وابدعت يادكتور,ولايستغرب الشئ من موطنه كما يقولون.فانت صاحب هذا النوع من الابحاث والكتابات.جزاكم الله خيرا.وتحياتي لكم دكتور

  • 24 د سجارنه \ نابلس 04-03-2012 | 10:46 PM

    مكال رائع يا دكتر

  • 25 ياسين الكركي 04-03-2012 | 10:49 PM

    مساء الخير دكتور مقال رائع وايظا يجب ان يكون هنالك هندرة الضمير المفقود

  • 26 عبدالهادي يوسف الكردي .وادي السير 05-03-2012 | 10:00 AM

    رغم انني لم اقرأ المقالة .أقول صح لسانك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :