facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القلق يحكم مستقبل المنطقة


د. حسن ابونعمة
10-10-2007 03:00 AM

الى متى ستتمكن منطقتنا ان تتحمل مسلسل الأزمات اذا لم تظهر اية بارقة امل في الافق نحو وقف التدهور عل الاقل، في حال ظلت الابواب امام الحلول الكاملة موصدة؟ما يبعث على القلق، بالاضافة لتردي الاوضاع السياسية، وانعدام الشعور بالامن والامان لدى الكثير من شعوب المنطقة، أنّ هنالك الارتفاع الباهظ في تكاليف المعيشة، وتراجع مستوى الخدمات الاجتماعية، واستشراء الفساد، والعزوف عن تكريس المال المكدس في بعض اجزاء المنطقة للمشاركة في التخفيف من معاناة من لا يتوفر لديهم ما يسد الرمق، وكذلك هذا الانفاق الباهظ على الحروب والتسلح والاجراءات والمتطلبات الامنية الاخرى.

لعل ما انفق على حرب العراق حتى الان، من دون ان يحقق الا الدمار والخراب والتأخر وتمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي العراقي بمجمله، لعل ما انفق على تلك الحرب كان كافيا لحل معظم مشاكل المنطقة والعالم، ولعله كان كفيلا بتحقيق مستويات عالية من الازدهار والعمران والارتقاء بمستويات المعيشة والخدمات ما من شأنه ان يحقق خلق المناخات المرتاحة والكفيلة بتوفير الظروف الانسب لمعالجة القضايا السياسية الاكثر تعقيدا واستعصاء، ولكن هذا لم يحدث مع الاسف.

لا توجد اية بوادر للخروج من الازمتين الرئيسيتين في المنطقة: العراق وفلسطين/ اسرائيل. فالوضع في العراق يزداد سوءا كل يوم، وتردد ارقام بالملايين عمن شردتهم الحرب الى خارج بلادهم دون امل منظور في العودة، ومن تشردوا وهُجِّروا داخليا بسبب التصفيات الطائفية والعرقية، وهنالك من اودت الحرب المستمرة في عامها الخامس بوجودهم وحياتهم.

اما انعدام الامن وانتشار الفقر والبؤس والحرمان واليأس وانعدام ابسط الخدمات الحياتية اليومية فتلك مآس يومية يواجهها كل من بقي في موقعه بعد ان سدت في وجهه سبل الهجرة الى ما هو اكثر امنا، ان لم يكن اقل معاناة.

ليس الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وفي غزة المحاصرة المعاقبة بالذات، هو افضل بكثير لا من النواحي الاجتماعية والمعاشية ولا من زاوية حرمان الانسان من انسانيته وحريته وكرامته وكل حقوقه، امام صمت رهيب من كل المعنيين محليا واقليميا ودوليا.

وفي البلدان الاكثر حظا، والابعد مسافة عن مواقع الازمات الملتهبة، فإنّ الارتفاع المسعور في تكاليف الحياة اليومية، وبخاصة في اسعار المحروقات ومشتقاتها، والمعروف ان اسعار المحروقات ترفع معها قائمة من اسعار السلع والخدمات؛ من شأن كل ذلك ان يولد التذمر ويكرس الاحتقان، ولا هذا ولا ذاك من العناصر التي تؤدي بالنتيجة لبناء المجتمعات السليمة القادرة على البناء والاستمرار والتقدم.

السؤال: ما مدى قدرة الناس على التحمل وقد اقترب الكثيرون منهم من حاجز القدرة القصوى على التحمل؟ وكيف تنجح اية مخططات لمحاربة عوامل التطرف واليأس في ظل ظروف كهذه وفي ظل تربص الكثيرين من دعاة استغلال مشاعر الناس بالمعاناة، لتجنيد المحبطين لغاياتهم الشريرة، وللعنف المباشر في المسألة السياسية، المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي وهو المصدر الوحيد والرئيسي لكل المشاكل الرئيسية الاخرى التي انتشرت في المنطقة، ثم بدأت تمتد في انحاء كثيرة من العالم.

المعضلة الحقيقية أنّ اسرائيل لا تتوفر لديها، لا النية ولا الرغبة في السماح للامور ان تتحرك على الاطلاق، وإسرائيل ليست مطمئنة فقط لعدم التعرض، لأي ضغط من جانب واشنطن لتخرج عن خط التجميد هذا، بل هي ايضا تحظى بدعم وتأييد واشنطن في هذا النهج.

اذن، وفي غياب الضغوط الاميركية، وهي العامل المؤثر الوحيد، وفي غياب اي دور او اي موقف عربي متماسك، باستثناء المبادرة التي تصحو تارة وتغط في نوم عميق تارات اخرى، وفي غياب اي دور اوروبي او اسلامي، او دولي (فالقانون الدولي معطل عندما يتعلق الامر باسرائيل، والامم المتحدة محظور عليها التعامل مع هذه القضية، باستثناء عضويتها المهنية في الرباعية).. في غياب كل هذه الاطراف: ما الذي سيدفع اسرائيل الى تغيير موقفها، او التخلي طوعا عن مكاسبها ومخططاتها الماضية من اجل زيادة وتثبيت كل هذه المكاسب على حساب اي شيء اخر!

لا تغيير في اسرائيل الى ان يجري تغيير جذري في واشنطن، وتلك مسألة غير مرهونة لا بتورط اميركا في حربها في العراق، ولا بالانتخابات الرئاسية المقبلة، فموقف اميركا من اسرائيل ثابت. اذن لا تغيير منتظرا في واشنطن ايضا، فهل ستظل الامور مجمدة ويظل تفاقم السوء هو ما ينتظر المنطقة؟ لا جواب غير ذلك!

باستثناء ذلك هنالك بصيص من الامل يتعلق بالجدل الذي بدأ يشق طريقه في الولايات المتحدة، بعد ان كان محظورا لعقود متلاحقة فيما مضى، هذا الجدل هو حول دور اللوبي الاسرائيلي وسيطرته على سياسة اميركا الخارجية وهو موضوع مقالي التالي.


....................................................................
أبو نعمة سفير الأردن السابق في الأمم المتحدة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :