facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حب لا يفجره سوى الموت!


فريهان سطعان الحسن
19-03-2012 02:41 AM

في لحظة الفقدان النهائي لأشخاص نحبهم ونقدر وجودهم في حياتنا؛ نختبر الألم الموجع الذي يعتري قلوبنا، ونبدأ نتحدث مع ذواتنا والآخرين عن قيمة ومعنى هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يعيشون بيننا..
نحاسب أنفسنا بقسوة، ونتساءل: لماذا لا ندرك قيمة من نحب إلا حين نفقدهم وفي لحظة غيابهم الأبدي؟ لماذا لا نفتقدهم إلا بعد رحيلهم نهائيا عن الدنيا؟ هل كانوا يعلمون مدى حبنا وتقديرنا لهم؟ أكانوا يتخيلون مدى الحزن الذي تركوه في قلوبنا وطبعوه على أرواحنا بعد مغادرتهم لنا؟
أحباء وأقارب وأصدقاء يحيطون بنا ويملأون حياتنا، نحبهم ونقدرهم، ولا نتخيل حياتنا بدونهم. بيد أننا ننشغل عنهم بتفاصيل الحياة وبحجة أنهم موجودون بيننا، وإن لم نشاهدهم اليوم سنراهم غدا، هكذا حتى تمر الأيام ويزداد تقصيرنا معهم .. لنجد الندم رفيقنا حينما نفقدهم.
الأمر ذاته ينسحب على كثير من المبدعين على جميع الأصعدة، تركوا إنجازاتهم وبصماتهم الحقيقية في هذه الدنيا، إلا أننا نقدرهم ونحتفي بهم وبتميزهم بعد وفاتهم، في حين لو وجدوا ذلك التقدير في حياتهم لكان حافزا حقيقيا لهم في مواصلة الإنجاز، وأملا أكبر في تمسكهم بالحياة.
لكل واحد منّا قلب يمتلئ بالحب والتقدير والعرفان والامتنان لوالديه وإخوته وأقاربه وأصدقائه، ولكن كم واحد منّا اعترف لهم بهذا الحب؟ كم واحد منّا أشعرهم أن حياته لا تكتمل إلا معهم؟ وأن وجودهم حافز له في استمرارية الحياة وتجددها؟.
لو أننا فعلنا ذلك لكانت مصيبة غيابهم الأبدي عنّا أخف وطأة وأقل حرقة..
ندرك أن الفقدان والغياب النهائي دائما له الوقع الأكبر ويترك حزنا يصعب مع الأيام نسيانه أو تجاوزه، لأننا ندرك أننا لن نراهم أبدا بعد ذلك..
لكن دعونا نقدر من نحب في حياته وليس بعد مماته.. وأن نبادر بالتواصل معه قبل رحيله.. لاننا بعد ذلك لن نملك سوى الحسرة والألم.
داهمت قلبي هذه الأفكار حينما وقع عليّ كالصاعقة نبأ رحيل الصديق والزميل زهران زهران.. صاحب الصورة الجميلة التي طبعها في قلوبنا قبل أن يطبعها بعدسة الكاميرا المرافقة لكتفه العالي..
كنت دائما، أيها العزيز الذي طواه الغياب، قويا وشجاعا وطيبا وراقيا بروحك المتفائلة..
سامحنا لأننا قصرنا معك رغم وجودك الكثيف بيننا، اغفر لنا لأننا لم نعبر لك كثيرا عن حبنا وتقديرنا واعتزازنا بك وأنت معنا، واعترفنا بذلك بعد أن غادرت الدنيا..
ربما لأن شجاعتك وتحملك ومحاربتك للمرض اللعين كانت أقوى من أي كلمة يمكن أن تقال حينها..
لكننا نعترف أن حجم الخسارة كانت كبيرة وفقدانك أكبر من أي كلمة يمكن أن تقال في حقك..
نم أيها العزيز إلى جوار من تحب ومن نحب من أصدقاء وأقارب رحلوا وغابوا في الضباب، وخلفوا دمعاتنا تحرق المآقي والجفون.. الله معك يا زهران.. الله معكم يا أحبتنا الراحلين..
f.alhassan@alghad.jo

الغد





  • 1 مجيد حدادين الجامعه الاردنيه 19-03-2012 | 12:57 PM

    مقال جميل جدا بمعانيه ولكن نحن كشرقيين نخجل من التعبير عن عواطفنا وعندما يحب انسان شخص ما يجب ان يشعره انه يحبه ولمحبه الحفيفيه هي ان يقول له احبك في الله وعندما نسمع ان عزبزا ما علينا غادر الدنيا فلتكن عبره لنا ونتعظ منها كل الاحترام والتقدير للكاتبه فريهان الحسن وهذه المره جاء المقال بعيدا عن السياسه حيث كان مقالا مميزا حيث اتعبتنا الاخبار السياسيه الممله نريد ثغييرا في مضامين الكتابات والله من وراء القصد

  • 2 محمد 19-03-2012 | 04:04 PM

    انا لله وانا الية راجعون / كلمات جميلة تخرج من قلب طيب.

  • 3 ابو علاء 19-03-2012 | 05:34 PM

    صدقت واحسنت اختي الكريمة...كم بيننا عظماء او احباء لانعرف قيمتهم الا بعد فقدهم.فالمطلوب منا جميعا ان نحسن معاملتنا مع الجميع وان ننزل الناس منازلهم بعيدا عن الغيرة او الحسد قال رسولنا عليه الصلاة والسلام: "الدين المعاملة".وايضا علينا ان نعلم" بضم النون" من نحبه بحبنا له حيث قال الرسول عليه السلام للرجل الذي اخبره بأنه يحب فلان: هلا اخبرته بذلك؟(الحديث بمعناه لا بنصه). ختاما ادعو الله لناولك بالخير والهداية شاكرا لك اسلوبك الرائع بالكتابة وموضوعك يدل على ان عندك خلق عظيم هو "الوفاء" فبارك الله فيك0

  • 4 salman22 19-03-2012 | 06:38 PM

    مقال رائع يسلمو

  • 5 محمد المومني 20-03-2012 | 11:17 AM

    لا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا الية راجعون
    هذة سنة الحياة ...الموت كأس سيشرب منة كل الناس
    ...ولكن اللهم انا لا نسألك رد القضاء وانما نسألك
    اللطف فية....
    موضوع الكاتبة فريهان جميل جدا" للتذكير بالحياة
    والموت...وان نعيش ونعمل ولا نغفل ....فالموت سيدركنا
    ولو كنا في بروج مشيدة وهذا حق لا مهرب منة...لكن كل
    واحد تذكر بأستمرار ان الموت سيدركة لا محالة...اعتقد
    بأننا سنكون افضل وخصوصا"
    الفاسدين والمنحرقيبن والجشعين والوصوليين وكل من لا يتقي
    الله في حياتة وعملة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :