facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مؤتمر لإنقاذ المؤتمرات


د. هاني البدري
22-03-2012 02:21 AM

أخاف أن يؤول مؤتمر العنف الجامعي الذي اقترحته الحكومة بعد حرب الجامعات المستعرة إلى إحدى حلقات مسلسل العنف الجامعي والمجتمعي.
خفت بالفعل، عندما علمت أن مؤتمراً وطنيا حول العنف الجتمعي قد بُرمج على نحو ما، كإجراء عاجل من مسؤولي الحكومة للقضاء على ظاهرة العنف الجامعي، التي استشرت مرة واحدة ناراً تأكل من الحياة الجامعية براءتها، ومن ابنائها المنفتحين على المستقبل والأمل.
هكذا إذن تأتي الحكومة متأخرة كعادتها، بخطوات أو بأميال حتى يكاد العلاج لا يأتي بمفعول في مداواة المرض، وكأن الحكومة ببروقراطية تفكيرها لم تكن تدرك ولو بالصدفة أن ما يجري هو نتاج موجة جديدة من الظواهر المجتمعية العنيفة، التي تبدأ في البيت حيث الكلمة الأولى والأخيرة لصاحب الهمة فقط، أو لصاحبة العصمة فحسب، أما الحوار فحدث ولا حرج.
ثم في الشارع حيث لم يحدث قبلاً أن قام سائق بإطلاق النار على آخر، لأنه لم يفسح له الطريق رحباً ليتجاوز على راحته، ولم نسمع أبداً أن قام أحد اللاهين بتساقط الثلوج أثناء لعبه بإطلاق النار آخر، لأنه مازحه فرشقه بثلج.
ثم في المستشفيات العامة والخاصة، حيث الطبيب والممرض معتدى عليهما حتى يثبت العكس، لمجرد أن حالة المريض لم ترق لأسماع أهله، أو أن طبقات صوت الطبيب، وهو ينقل لهم وضع مريضهم الطبي لم تفلح في مواءمة آمالهم بالشفاء التام.
ثم في المدارس حيث "ياويله يا ظلام ليله" من يتجرأ من بين صفوف الطلبة ليأتي بنظره في عيون المدير أثناء نوبة التوبيخ الصباحية، أو أن يكثر من النقاش والسؤال أثناء شرح الأستاذ، الذي هو ممنوع من مناقشة المدير الذي هو ايضاً محظور عليه المجادلة في أوامر مسؤول التربية الذي لايجرؤ على الحديث في حضرة وكيل الوزارة، الوحيد المسموح له الحديث أمام معالي الوزير، ولكن بقيود تكاد تكون دستوراً في التعامل مع الكبار.
مؤتمر وطني حول العنف الجامعي، فكرة طيبة لكنها محفوفة بمخاطر عنف محتمل إذا ما احتدمت النقاشات وزاد الجدل حول الأسباب وانفتحت الآفاق بصراحة حول من يقف وراء الظاهرة.
قبل أيام اختتم المؤتمر الدولي للسياحة العلاجية، ودُعي إلى المؤتمر وفود عربية وعالمية كبيرة، أتت إلى البحر الميت للاطلاع على امكانات السياحة العلاجية، والاستفادة من الإمكانات الطبية الأردنية. أتت الوفود فلم تجد مسؤولا أردنياً يعرض لها إمكاناتنا الطبية ويشفي غليلها بتقديم ضمانات دولة لأولئك القادمين للعلاج في الأردن، لم تر ما يعكس اهتمام البلد المضيف (رسميا) بالحدث، ولأننا موغلون دائماً بغضبنا مثل تلك الظواهر العنيفة، فقد نشرنا غسيلنا أمام من استدعيناهم لنروج لهم أنفسنا، فغاب الحضور الرسمي (عمداً)، وتسلل إلى مرأى ومسامع ضيوفنا شواهد أزمة بين وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة، ولم تسع الحكومة إلى تأجيل تداعياتها إلى أن يغادر الأجانب.
هذا هو الحوار إذن الذي نريد له أن يكون نبراس عملنا في المؤتمرات الخاصة بمعالجة العنف الجامعي والمجتمي والطبي والمروري والأسري والعشائري، الحوار الذي نعدُ لمراسم افتتاح مؤتمراته الخطابات المهيبة والمدججة بالإنشاء الرنان، وما أن ننتهي منها ومن البوفيهات المقامة على هامشها حتى نعود أدراجنا إلى تعنتنا وامتعاضنا من فكرة ما يسمونه "حوار".


hani.badri@alghad.jo


الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :