facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفرصة


د. ماجد الخواجا
11-10-2007 03:00 AM

إنها آخر فنون الفهلوة .. حقاً أرثي لوزير التنمية الاجتماعية كلّ ذلك العمل لمحاربة التسوّل والمتسوّلين.. فهو لم يدر أن هناك طرقاً جديدة وحضارية تتناسب وأصول النهب.. إنني أعترف لطوني بالدهاء، لكن عن ماذا سأعترف لفيصل الشبول.. إذا كان هذا هو ما تبقى من حالات تحتاج إلى المساعدة أو بلغة البرنامج إلى فرصة، فنحن بألف ألف خير، برنامج يمتد طوال شهر رمضان لمدة ساعتين يومياً كي يستدر مشاعر المستغفلين وما في جيوبهم عبر الاتصالات الهاتفية أو الرسائل القصيرة وهي مصطلحات معولمة تعني في حقيقتها سرقة وتسوّل علني وتحت سمع وبصر وزير التنمية الاجتماعية والذي ربما يبارك مثل هذه الوسائل.. أي أعمالٍ خيرية تقدمها هذه البرامج عندما تزعم أنها ستوفّر الفرصة لشخصٍ واحدٍ يختاره المستغفلون من الجمهور.. فقط أريد من الشبول أن يعلمنا عن حجم العائد من الاتصالات بعد انتهاء البرنامج لكي نعلم كيف يتم العمل الخيري.. عمل خيري يفتتح بهيفا وربما ينتهي بدانا.. تماماً كما فعلت أصالة عندما تأخرت في الخروج للغناء وذلك نتيجة انهماكها في تأدية صلاة التراويح والتي ما أن فرغت منها حتى بدأت تراويح مغايرة بعنوان عاللي جرى.. وسؤال والله بريء: كم تكلف عملية إحضار الفنان الضيف والذي يقوم بتقديم هدية شخصية لأحد المتصّلين.. مائة وخمسون ألف دولار لطوني هو مبلغ أتحدى إذا شاهده 99,9%من الشعب الأردني والعربي طوال حياة كل واحدٍ منهم.. وهذه هي النسبة التي يفوز فيها زعماؤنا العرب عادةً في الانتخابات الرئاسية..

طوني أصبح رمزاً للإنسانية وليس باحثاً عن المائة وخمسين ألف دولار، هذا ما كان ينقصنا لكي نتأكد من حجم كرمنا ونخوتنا.. أنظروا إلى القضايا التي عرضت في هذا البرنامج، وأنا لا أقلل من شأنها أبداً، فحنان تريد فرصة للذهاب هي وأسرتها إلى الخليج، وآخر يريد فرصة لعمل دار نشر، وثالث يريد فرصة لدراسة أطفال الشوارع، وتلك المطلقة وذلك البعيد عن والدته وهكذا.. لكن السؤال: هل هذه قضايا مصيرية تتطلب مثل هذا البرنامج وبقناع ودعاوى الخير لكي يتم البحث عن حلولٍ لها.. إنني أتطوع وعلى حسابي الخاص وبسيارتي المتهالكة بأن أحمل طوني وأسيل والشبول والخياط في جولةٍ لحيٍّ أو حارةٍ من حارات عمان أو الزرقاء أو الطفيلة أو أي مدينة أو قرية عربية لنخرج بحالات تستحق أن نبصق على أنفسنا وأن نبكي ما تبقى من أعمارنا وأن نخجل من أنفسنا وأن نغلق أفواهنا وأن نعتذر عن متابعة الحياة وليس فقط البرنامج.. أنا أفهم العمل الخيري بأنه ذلك العمل الذي يتم تقديمه دون مقابل، فهل الفرصة ينطبق عليه هذا الفهم؟ وإذا كان الغرض هو برنامج بنكهة رمضانية فكيف يكون ذلك مع هيفا؟ وإذا كان مجرّد برنامج بزنس، فلماذا تصرون على استغفالنا؟ لأ والأدهى ما يسمّى ببرنامج رمضان معنا أحلى.. فهذا البرنامج يحمل ذات الصفات من التسوّل على هيئة فعل الخير بمضمون البزنس..

معالي الباشا الطراونة: دعك من أولئك المعدمين أو حتى المزيفين ممن تلاحقهم يومياً.. وإذا أردت أن تكسب صيتاً وتاريخاً، ها هي الفرصة لديك لتبدأ حملة حقيقية على كلّ أولئك الذين يستطيعون أن ينهبوننا بمحض إرادتنا، فسحقاً لنا..

الحمد والشكر لله على انتهاء الشهر الفضيل والذي أصبح فرصة لكل من يريد انتهاز الفرص.. لقد أصبح أحلى لكلّ من يتقن فن تجريعنا المرارة بطعم العلقم..

ويقول لك الباشا الطراونة: الفقراء لا يتسولون.. هذه هي الحقيقة فقط وما سواها هو أن الفهلويين هم الذين يسرقون ويتسولون ويستعطفون ويستهبلون ويستغبون..
فكلٍ رمضان ونحن المحلوبين والمنبطحين..

E-mail:majedkhawaga9@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :