facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




برُّ الشام ..


محمد رفيع
13-10-2007 03:00 AM

حين كانت الأمهات في صعيد مصر يُسألن عن أبنائهن، المأخوذين سُخرة ، لحفر قناة السويس، كُنَّ يقلن: أخذوهم لحفر ترعة في برّ الشام. كان ذلك قبل أكثر من قرن ونصف، عندما باشر الجيل الثاني من أبناء محمد علي حكمه، المستقل نسبياً عن العثمانيين، بخضوع فعلي للقوى الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا.في التقارير العربية الغربية، التي يجري تسريبها بين الحين والآخر، يُقال أن هناك مخططات خفية، تهدف الى زيادة حدة الضغوط والتوترات الاجتماعية في سيناء، وصولاً لتحويلها إلى حالة سائلة لاستيعاب الافرازات البشرية الناتجة عما يجري خلقه من فوضى بناءة في المنطقة، وخصوصاً أقطار البلاد الشامية. وقد تغري هذه التقارير عقلية المؤامرة للتحليل بها خصوصاً بالنسبة للقضية الفلسطينية، وما وصلت إليه. غير ان هذا ليس المقصود هنا، أو على الأقل ليس في هذا المقال.

فالمقصود هو إعادة التذكير بالاعتبار الاستراتيجي لسيناء بالنسبة للبلاد الشامية كلها. وربما منها تبدأ استعادة الدلالات الحقيقية للأمن القومي العربي. من شرق العرب قبل غربهم، بعد ان استهلكت التجربة الناصرية زخم الفكرة القومية الاستراتيجي ورحلت بعد خسارة سيناء العتيدة.

برّ الشام، هكذا اسماها المصريون، حتى بعد أن بدأ محمد علي مشروعه شرقاً، بالتحالف والشراكة مع الأورويين. ولم يتنازل العثمانيون عن الاسم والمضمون لسيناء حتى سقوطهم.

باندحار الحملة الفرنسية، تولى محمد علي سلطة مصر، وبدعم من الفرنسيين. وبعد خمس سنوات، كان أول من حوّل سيناء إلى وحدة إدارية وسياسية. وابتدأت مغامراته للاستيلاء على الشرق العربي عبرها وبها، وهو مشروع فرنسي بامتياز، اخفقوا لتوهم في تنفيذه مباشرة، فلجأوا لتنفيذه بالوكالة. وحين فشل المشروع ثانية، إلتفوا على البرّ بالبحر، بحفر قناة السويس فيها، للإلتفاف حول الشرق كله للوصول إليه.

أكبر الخضات والازاحات الاجتماعية، التي شهدتها بلاد الشام، كانت بمغامرات محمد علي فيها، خلال المئتي عام الأخيرة. فأسهمت سيناء في التكوين الاجتماعي لمعظم أقطار الديار الشامية: من أقصى لبنان وسورية وحتى الحجاز، ومن بحر فلسطين إلى الديار الأردنيّة. وهو تكوين اجتماعي ما يزال قائماً في حواضر تلك الديار وبواديها إلى اليوم.

التوراة أسمت سيناء حوريب أي الخراب. والهيروغليفية المصرية القديمة اسمتها توشريت أي الجدب والعراء.

والبعض اسماها ب الحجر لكثرة جبالها. أما ما هو متفق عليه علمياً، فإسمها مشتق من اسم الإله العربي سين إله القمر في بابل القديمة وإله الرعاة جوارها. وهو ما أكدته المكتشفات الحديثة، فكلمة الطور التي كانت تسمى بها هي كلمة آرامية تعني الجبل ، أي أن طور سيناء يعني جبل القمر . حيث اكتشف قبل مائة عام ما سمي ب النقوش السينائية ، وهي ابجدية لم تكن معروفة، وثبت انها كتابات كنعانية تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

الأهم أن أشهر مدن هذه السيناء في العصرين اليوناني والروماني كانت مدينة البتراء الحجرية الحصينة. وهي أهم المدن التي كانت واقعة على الطريق الحربي القديم للشرق : طريق حورس قبل طريق تراجان . أما إن سألت عن ناسها في تلك الفترة، فستعرف انهم كانوا يزرعون النخيل والتين والزيتون والكروم. فهل ندرك حكمة الربط الإلهي بين البلد الأمين وجغرافيا برّ الشام: والتين والزيتون وطور سنين، وهذا البلد الأمين ..؟.

FAFIEH@YAHOO.COM





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :