facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




باب الحارة .. العودة إلى الجذور


16-10-2007 03:00 AM

بعد أن تهاوى وضعف تأثير جميع الأفكار والمعتقدات,وبما تحمله من مبادئ و مثل وأخلاق وقيم , أمام انفراد وسيطرت الرأسمالية الغربية ,بكل جبروتها العسكري وتفوقها العلمي و إغرائاتها المادية مستخدمة كافة وسائلها وأدواتها المتاحة على مقدرات شعوب العالم,وآلتي استطاعت تحويلها إلى مجتمعات استهلاكية خاضعة وتابعة لها .
هذا الفكر الرأسمالي المسيطر, الذي كان شعاره الشهير (دعة يعمل دعة يمر )أي إزاحة آية إعاقة أمام حركة البضائع والسلع (سيطرة رأس المال ), ووضع له كافة التسهيلات التي تؤدي إلى اختراق الحدود بين كافة البلدان , ووضع أيضا كافة التسهيلات الممكنة من تشريعات وقوانين وانظمه تكفل الحماية و النمو والازدهار والربح داخل البلد الواحد (فالغاية تبرر الوسيلة).
ولقد سيطر علينا هذا الفكر الرأسمالي نحن العرب بعد آن توالت علينا الهزائم والمصائب منذ ابتداء النصف الثاني من القرن العشرين وبعد بدأت ثقافة الاستهلاك تسود أوساطنا , بعد زيادة الدخل المتأتي عن بيع ( البترول) واضطرار الدول الغير منتجه له للاقتراض من( البنك الدولي) الذي هو أهم أدوات الرأسمالية , ودخولنا في عصر العولمه وثقافة اقتصاد السوق, بعد آن انبهرنا بثقافة الغرب وطريقة حياته ,فبدأ الخلل يدب في أوصالنا, نتيجة لحالة اليأس والإحباط آلتي وصلنا ا ليها, وفقداننا لإيماننا وضعف ثقتنا بأنفسنا فبدئنا بالتخلي تدريجيا عن مثلنا وأخلاقنا وقيمنا وعاداتنا ,و اصبح همنا الأكبر هو جني الأموال والعيش برفاهية , بدون آيه اعتبارات للدين والمبادئ والقيم والمثل والأخلاق والضمير, فظهرت لدينا الأنانية والوصولية والانتهازية , وساد الفساد بكل أدواته وأشكاله من رشوة ومحسوبية وواسطة وشللية .
ولكن ورغم ذلك فمازالت بذرة الخير فينا , ولم تستطع الثقافة الرأسمالية ,آن تنهي ما بقي لدينا منها, وهذا يفسر الاهتمام الشعبي العربي الكبير (بالمسلسل الدرامي الاجتماعي السوري - باب الحارة-) والذي كان من أهم أسباب نجاحه, هو تركيزه على العادات والتقاليد والقيم والمثل والموروث الشعبي الذي يحض على مكارم الأخلاق والشهامة والنخوة الرجولة والكرم والإيثار والبطولة والنجدة والتضحية والفداء وعدم السكوت على الضيم والظلم والقهر والاستغلال , والتوحد بين الحارات ونسيان النزاعات والخلافات بينها في الذود عن الحمى ضد أي غازي آو مستعمر محتل.
وتركيزه على التدين والأيمان الشعبي الفطري البسيط الصادق, و الطيبة والبساطة والرحمة و التراحم والتواد وحماية الجار وإغاثة ونجدة الملهوف والترابط والتكافل الاجتماعي ,
و وتركيزه على رفض العادات والصفات السيئة المرفوضة دينيا و اجتماعيا وأخلاقيا مثل الخسة والنذالة والجبن والخيانة والدسيسة واللصوصية والغيبة والنميمة والغدر والتسلط والسيطرة والتجسس والرشوة .
آن حارة (الضبع في باب الحارة) تعتبر نموذجا صادقا لكل الحارات في كافة المدن والقرى العربية بلا استثناء ,وان شغف الملايين بمتابعة هذا المسلسل نابع عن اشتياقهم وتوقهم وحنينهم إلى تلك الأيام الخوالي , آلتي مازال الكثير ممن عاشوها على قيد الحياة , ورغبتهم الصادقة بالعودة إلى حياة تلك الأيام بما تحمله من مبادئ و مثل وأخلاق وقيم وعادات وتقاليد , وتمسكهم بعدم التخلي عن هذا التراث المشرف الأصيل المغرق بالقدم (إنما هي الأمم الأخلاق ما بقيت..... فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا )!!!!!.
وهذا يدل على آن أخلاق شعبنا العربي العظيم مازالت بخير , ولن يستطيع أعداءنا ومن يتبع هواهم من النيل منا أبدا والمستقبل بعون الله لنا .

talabj@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :