الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء في هذا العصر الذي يتميز بها ولولاها ما كانت الحياة المعاصرة كلها والتي تقوم على الكهرباء وهي سلعة أمنية من الطراز الاول وتقع في درجة الغذاء والدواء والماء..
أمس حين كنت أستمع للمهندس عبدالفتاح النسور في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر شركة توليد الكهرباء المركزية أحسست أن ثمة شيء جديد لم نألفه وقد يكون له تداعيات خطرة جداً وهو اضراب العاملين على الكهرباء بتوجيه من النقابة العامة للعاملين بالكهرباء حيث سيدخل اضرابهم الى التنفيذ باطفاء يشمل المحطات الرئيسية وغير الرئيسية في العاصمة والمفرق والزرقاء والعقبة والكرك وأدركت أننا كمواطنين جميعاً سنعاقب من خلال هذا الاضراب والذي سيلحق ابشع الأضرار بالبيوت والمستشفيات وحيث لا يجوز القطع وأخشى ان يكون الاهمال في بعض المستشفيات قد وصل عدم الاستعداد لتشغيل المولدات أو أنها معطلة وليست مصانة كما حدث ذات مرة قبل سنوات..اضافة الى خسائر للبضائع المستوردة والمخزنة بالملايين.
المهندس النسور الرئيس التنفيذي لشركة توليد الكهرباء المركزية كان في وضع لا يحسد عليه وقد نقل قلقه العميق الينا خاصة حين رأينا رسالته المحذرة من الاضراب وخطورته موزعة على رئيس الوزراء ووزير العمل ووزير الداخلية والطاقة والمخابرات والأمن العام والدرك وهيئة تنظيم قطاع الكهرباء وعلى محافظي العاصمة والمفرق والزرقاء والعقبة والكرك ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن وحتى لرئيس النقابة العامة للعاملين في الكهرباء..وبغض النظر عن شرعية مطالب العاملين أو عدم شرعيتها فإنه لا يجوز معاقبتنا كمواطنين وعلى الذين يمارسون الاضراب كجزء من ثمار الحراك الوطني الذي وسع دائرة الاضرابات والاحتجاجات وفتح هذا القمقم ان يدركوا ان اضراب العاملين في الكهرباء وقطعها ليس كاضراب العاملين في اي صناعة أو مرفق آخر وأخشى أن تندس عناصر عابثة أو متشنجة على الطابق لتزيد المعاناة باعتقادها احراج الحكومة ولي يدها ووضعها أمام سياسة الامر الواقع خاصة وأن الذين أضربوا من قبل أو اعتصموا أو احتجوا أخذوا ما يريدون دون أن يكون هناك جهد كاف واستعداد وحوار وبدائل لأن الجهاز الرسمي بدأ مذعوراً من كلمة اعتصام أو اضراب..
على المواطنين انفسهم أن يكون لهم رأي فيما يجري حتى لا نكون جميعاً رهائن واسرى تصرفات غير محسوبة وابتزازية..
ما عرفناه أن أوضاع العاملين في شركة توليد الكهرباء هي أفضل من غيرهم بكثير وأن زيادات قد وصلتهم في السنوات الخمس الأخيرة بما يزيد عن 70% وهم يتقاضون رواتب الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وحتى السادس عشر والآن يطالبون بزيادة مجموعها 4.5 مليون دينار من أصل أرباح الشركة البالغة أربعة ملايين علماً أن الشركة فيها شريك أجنبي يملك النصف وهي شركة (أكواباور العالمية) التي تهدد بالانسحاب فيما اذا تواصل الضغط عليها حيث تصر أنها لا تستطيع أن تتجاوب مع كل المطالب التي تتجاوز الممكن وقد كان وزير العمل الدكتور الواكد قد بذل جهوداً مضنية منذ البداية وقبل التهديد بالاضراب كما ذكر المهندس النسور وحضر الوزير كافة الجلسات التي عقدت للتفاوض مع العاملين في الكهرباء ومن خلال نقابتهم وتوصل الى حل تبلغ كلفته ما يقارب مليون ونصف دينار لتوزيعها على العاملين ولكن النقابة لم تصل الى حل وصعدت الاضراب واستبدلت فترات دوام الفنيين ليبدأ الاضراب في الفترة الصعبة وهي الليلية..
الخطورة كبيرة في أن لا يقوى الذين يداومون ثماني ساعات ستمتد الى (16) ساعة وربما (24) ساعة مرة واحدة على البقاء وحتى مع دوام طويل لمجموعة واحدة تغطي الاضراب سيصيب هؤلاء الفنيين الارباك الذي قد يقود الى اطفاء غير تدريجي ويحمل أخطاء التعطيل الخاطئ الذي قد يلحق بالمحطات الاساسية أضراراً لا تشفى منها قبل عدة أشهر أو أكثر فما العمل؟؟..
ما زلنا نواجه اختبارات صعبة تضاف الى الازمة العامة التي لا تحتاج الى ادارة للازمة فقط وانما حلول جذرية تضاف الى الازمة العامة التي لا تحتاج الى ادارة المطالب العادلة وبين لي يد الدولة وتشويه صورتها وضرب اقتصادياتها واستفزاز مواطنيها عليها بمثل هذه الطرق ..انه سؤال يحتاج الى اجابة؟؟
alhattabsultan@gmail.com


الرأي