facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مؤتمر بلا جدوى


ايمن الصفدي
17-10-2007 03:00 AM

لن ينجح المؤتمر الدولي للسلام، المتوقع عقده برعاية أميركية الشهر القادم، في تحقيق أي اختراق يعيد تحريك عجلات العملية السلمية. ذاك أن الخلافات حول جدول أعمال المؤتمر وأرضية انطلاقه والتي يبدو أن الأطراف عاجزون عن تجاوزها، أعمق من أن تبددها تصريحات متفائلة لكوندوليزا رايس أو محمود عباس أو إيهود اولمرت. فإلغاء مطلب تحديد جدول زمني للمفاوضات حكم على المؤتمر بالإعدام. هذا الجدول هو الشرط الأساسي لاستئناف مفاوضات سلمية لا تعيد البحث في بدهيات اتُفق عليها غير مرة بل تتخذ خطوات حقيقية نحو تنفيذها.

إصرار أولمرت على عدم التزام خطة زمنية للتقدم نحو حل الدولتين، الذي لا بديل عنه لإنهاء الصراع، هروب إلى أمام. وموافقة رايس على عدم تضمين وثيقة المؤتمر مواعيد محددة لتنفيذ خطوات نحو إقامة الدولة الفلسطينية تنازل فرّغ المؤتمر من فحواه.

ولا تعوّض تصريحات رايس التي تؤكد حق الفلسطينيين في الدولة المستقلة الخسارة الناجمة عن هذا التنازل. فلا جديد في كلام رايس أن وقت إقامة الدولة الفلسطينية حان. فقد قال رئيس دولتها هذا الكلام قبل حوالي سبع سنوات. لكن الذي جرى هو العكس تماماً. تراجعت العملية السلمية وتضاءلت نتيجة ذاك فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. وتمادت اسرائيل في سياساتها التي حاصرت الفلسطينيين، اقتصادياً وجغرافياً وسياسياً، بجدار عنصري يقتل آفاق الدولة.

ونتيجة لذلك صار المؤتمر أزمة جديدة لا خطوة على طريق الحل. فالتركيز الآن على عقد المؤتمر وتخفيض سقف التوقعات منه إلى درجة تحيله محطة أخرى في تراكمية الفشل التي رافقت العملية السلمية.

ومكمن الأزمة أن إلغاء المؤتمر غير متاح رغم أن تأجيله احتمال قائم. فلن تسمح الولايات المتحدة بإلغاء المؤتمر بعد أن استثمرت فيه وقتاً وجهداً ووضعت ثقل الرئاسة خلفه. ولن يضع أي من الأطراف نفسه في موقع تحمل مسؤولية الغاء المؤتمر، رغم أن إسرائيل، إن أحبطت المؤتمر من دون تحمل مسؤولية ذلك، ستكون أكثر المستفيدين. لذلك تقول إسرائيل كل ما يوحي بجديتها في التعامل مع المؤتمر من دون تقديم أي طرح عملي يسهم في إنجاحه في اطلاق حراك جديد لحل الصراع.

عبء التعامل مع الأزمة التي صارها المؤتمر، إذن، يقع على عاتق الفلسطينيين والعرب. فهم ان حضروا المؤتمر بعد أن تكون اسرائيل نجحت في تفريغه من محتواه خاسرون. وإذا رفضوا حضوره انطلاقاً من عدم جدوى انعقاده وجدوا أنفسهم في وضع يسمح لاسرائيل بإطالة احتلالها واتخاذ اجراءات على الأرض تقوض اكثر من فرص قيام الدولة الفلسطينية.

ثمة حاجة ماسة لأن تنشط الديبلوماسية العربية في ما بقي من أيام قبيل الموعد المحدد للمؤتمر للضغط على الولايات المتحدة واسرائيل لتضمين قرارات المؤتمر وثيقة جادة تسمح بإطلاق مفاوضات حقيقية على طريق إنصاف الفلسطينيين عبر إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية. وكلما تعمق التنسيق العربي زادت فرص انقاذ الجهد السياسي الأخير لتحريك العملية السلمية في عهد الرئيس بوش الذي يتعطش لأي نجاح في سياسة خارجية كانت، بكل المقاييس، كارثية الفشل.

لكن الأجواء التي تحيط بالمحادثات المستهدفة الإعداد لأجندة المؤتمر تشي بأن اللقاء لن يكون الفرصة التي جهد العرب، خصوصا الأردن ومصر والسعودية، لأن تكون حقيقية لإحلال السلام في المنطقة على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية. وبالتالي فإن حماس العرب للمؤتمر بدأ يتراجع. وسينعكس ذلك تمثيلاً عربياً ضعيف المستوى في اللقاء. وسيدخل المؤتمر إذذاك قائمة الفشل الطويلة في مساعي إحلال السلام في الشرق الاوسط.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :