facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحراكات الشعبية إلى أين؟


النائب الاسبق د. بسام البطوش
06-04-2012 03:24 AM

ثمة إجماع بأن المنطلقات الأولى للحراكات الشعبية التي جاءت في سياق الربيع العربي، أخذت صبغة أردنية مميزة عبر حرصها على مراعاة ما تعارف عليه الأردنيون من ثوابت وسقوف،وإعلان التزامها بالسلمية نهجا لها لتحقيق جملة مطالب شعبيه عامة تتمثل في تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عامة، مضافا لها المطالبة بمكافحة الفساد والضرب على ايدي الفاسدين، وحماية الثروات والموارد الوطنية، وصون المال العام .هذه المطالب الحراكية العامة، لا شك انها لاقت قبولا وتفهما في الاوساط الاجتماعية و حتى الرسمية . لكن الانطلاقة الجميلة تلك طالها تشوهات كثيرة لما تداخلت الأجندات وتاهت البوصلة و راحت تتوالد حراكات لا هوية لها ولا برنامج يؤطرها . وتعددت اللافتات والعناوين لتقارب المائة ، بين حراكات مناطقية، وعشائرية، وفئوية، وشعبية، وشبابية، وطلابية،ونقابية، وأكاديمية، وشخصية أو فردية .وهنا،احتار الناس في تصنيفها أو فهمها ومعرفة مطالبها ومنطلقاتها ونهاياتها.وبالتالي كانت الحيرة في التعاطي الشعبي معها،ومن هنا كان منبع الاحتضان الشعبي لها، لكن إلى حين،فالحاضنة الشعبية لها شروطها ومحدداتها، والإجماع الوطني منعقد على صون جملة ثوابت وطنية من المس أو التجاوز، وعلى رأسها جلالة الملك والتمسك بالنظام باعتباره صمام أمان، وخارج المساومة والاستقطاب.وحماية سيادة الدولة وهيبتها . ولا شك أن تحول الحراكات إلى مطالب شخصية أو فئوية،وسيادة الخطاب الشتائمي على بعضها، أسهم في تنبيه الرأي العام إلى ضرورة التعاطي الحذر مع هذه الظاهرة،وعدم تقديم الدعم على إطلاقه لها،والحذر في إعلان المواقف المؤيده لها.والحرص على الناي بالنفس عنها . هذا مع أن فئات وشخصيات كثيرة جاملت وما زالت تجامل أو تغازل الحراكات،وتتطلع إلى كسب ودها، والابتعاد عن مصادمتها، لأسباب قد يكون من أبرزها الخوف من التشويه، أو التطلع الى بناء تحالف سياسي رهانا على المستقبل الافتراضي.
معضلة الحراكات تضاعفت بسبب إختباء كثير من الشخصيات والأحزاب والفصائل خلفها، ومحاولة توجيهها والتحكم فيها. ومن الواضح أن كثيرا من الاحزاب والفصائل دست عناصرها في الحراكات بهدف تسخين الأجواء، وتصعيد التوتر، ورفع السقوف، وتجاوز كل الخطوط . ولعبة بعض الأحزاب تتمثل في استغلال الحراكات الشبابية والشعبية لطرح المطالب الأكثر تطرفا، ورفع الشعارات الأكثر استفزازا،. والنعامل معها بوصفها مختبرا للتجريب، وميدانا للتنفيس عن شبابها بالسماح لهم بممارسة أعلى سقوفهم الثورية من تحت مظلة الحراكات الشبابية والشعبية، تجنبا لدفع الكلفة السياسية . و بعض الأحزاب تؤمن بأنه كلما أوغلت الحراكات في التطرف، ظهرت هي بوصفها الأكثر اعتدالا وعقلانية، و بانها تمتلك الحلول السحرية، وتمثل المدخل الأقل كلفة،وتشكل المظلة الشعبية الأقل تطرفا في سقوفها ومطالبها. كما أن الأحزاب تراهن على أن تثوير الحراكات يضفي على المطالب الحزبية صبغة شعبية عامة، بحيث تبدو مطالب أمة و شعب لا مطالب فئة وحزب. العامل الآخر الذي زاد في لهيب الحراكات وفاقم من تطرف شعاراتها، هو إنخراط أفراد لا يمتلكون تاريخا أو خبرة في أصول العمل الجماهيري والسياسي،و لا يحملون سوى مشاريعهم الشخصية والخاصة، وفي أحسن الحالات مطالبهم الفئوية .
وبعد، الحراكات إلى أين ؟هل ستبقى المجاميع الحراكية في الشارع؟ وحتى متى؟و ما هو العمر الافتراضي لها ؟ و كيف تتجنب التكرار الممل للشعارات والخطابات ذاتها ؟ وكيف توحد صفوفها ؟وكيف تبلور خطابها الاصلاحي؟ وكيف تستعد للعملية الانتخابية القادمة التي ستشكل ملامح المرحلة الوطنية المقبلة ؟ وكيف تنقي صفوفها من المتطاولين والعابثين والمندسين والغوغاء والمشبوهين ؟


الرأي





  • 1 د زيد القراله 06-04-2012 | 12:52 PM

    تحليل لطيف ومحق د بسام فالحراكات بدات نظيفة بقصدية نظيفة الا ان المصالح الشخصية والمنافع الحزبية الشخصية قد لوثتها فبدات بالخروج على الاعراف وادبيات الخلاف وسننجح اذا قدمنا مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد سلامي لك

  • 2 محمد الريماوي 06-04-2012 | 02:12 PM

    كم كنت تواقا لقراءة مقالاتك التي غابت عنا برهة من الوقت فكم نحن بحاجة لهذا الطرح العقلاني وانا اشاطرك الرأي في كل ما طرحته فلا يأتي من الشهد الا العسل صباحك سكر ايها الكركي الزرقاوي العماني ولك سلام خاص من طلبتك في جامعة الزرقاء التي افتقدتك وانا منهم

  • 3 د. ياسين الخرشة/ السعودية 06-04-2012 | 02:44 PM

    الحراكات الى اين؟ الى الزوال مالم تستدرك الأخطاء التي ارتكبت ويحيد المندسين وقوى الشد العكسي وتوحد الصفوف وتفرز القيادات الواعية والمسئولة والابتعاد عن الأنانية وانكار الذات والاعتراف بالمصالح العامة وتقديمها على الخاصة والنظر للامام وعدم الالتفات للوراء. لأن سلوك الحراك المسئول مبرر ومطالبه عادلة أما الشعارات المسيئة فهي مفتعلة والحراك بريء منها.

  • 4 مراقب 06-04-2012 | 05:25 PM

    شكرا دكتور بطوش،نتمنى أن يقرأ الابرياء في الحراكات هذه الكلمات ويفيدوا منها .

  • 5 صايل القيسـي - مادبـا 06-04-2012 | 06:00 PM

    الدكتور بسام البطوش شكرا على المقال والتحليل الرائع

  • 6 سالم الشرايدة 06-04-2012 | 07:12 PM

    والله يادكتور بسام اصبت الحقيقه وتحليلك للامور بحاجه الى ابناء وطن حقيقين ليفهموه وياخذوا الدروس والعبر منه شكرا فانت ابن الوطن البار والوطن بحاجه الى امثالك اتمنى لك التوفيق

  • 7 د. محمد البطوش - الإمارات 06-04-2012 | 10:18 PM

    تحية د. بسام ..رؤية ثاقبة وفهم عميق في تحليل هذه الظاهرة لدى
    والحيرة واضحة لدى الكثرين حتى حار المرء في تصنيفها أهي وعي أزمة أم أزمة وعي؟؟
    أشكر أيها المؤرخ المبدع

  • 8 كركي 06-04-2012 | 11:31 PM

    هو إنخراط أفراد لا يمتلكون تاريخا أو خبرة في أصول العمل الجماهيري والسياسي،و لا يحملون سوى مشاريعهم الشخصية والخاصة، وفي أحسن الحالات مطالبهم الفئوية!!!!!!!!!!!!!!!وكذلك هناك من يغازلون الحكومة وبدون فائدة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :