facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى أمي ..


عودة عودة
07-04-2012 09:37 PM

في مثل هذا الشهر قبل اثني عشر عاماً قالت لي أمي: (لقد سقطت الورقة) أي أن الموت قد بدأ الإقترات منها.. قالتها وأوراق الشجر قد سقطت ونبتت بدلها أخريات يانعة طرية، حقاً لقد ماتت أمي في هذا الشهر لكن أحفاداً لها ولدوا في هذا الشهر أيضاً.؟!

والدتي.. أكتب عنك وأتذكرك وأستحضر عينيك الواسعتين الجميلتين أبداً ، كيف يستطيع الإبن أن يكتب عن أمه وهو لا يصدق أن وجهها المتألق والرحب قد غادر المكان هنا في الأشرفية والياسمين والورود والدوالي والتين والميرمية التي زرعتها بيديها الساحرتين حول دارنا وفي فنائها..؟ في هذه الأيام النيسانية المزهرة كانت من أجمل أيام أمي، لقد كان أعز اللحظات لديها نمو البراعم والأوراق في بستاننا الصغير والجميل.
كانت ورغم أنها "لا تفك الحرف" تعرف كل مايجري في هذه الدنيا فرحت بإنتصار المصريين في بورسعيد وقناة السويس العام 1956 وأعتقد وأن روحها فرحة الآن لإنتصار "الشباب" في معركتهم الأخرى في ميدان التحرير وكم فرحت لإنتصار الفيتناميين وتوحيد بلادهم وقبلها إنتصار الجزائر وإستقلالها ووحدة مصر وسوريا ومعركة الكرامة وأحداث عربية وعالمية أخرى، كما آلمها حرق المسجد الأقصى ومذابح صبرا وشاتيلا وقانا وقصف بغداد بالطائرات والصواريخ العام 1991 .

كانت أمي مستقيمة ومتدينة دون ضجّة، متميزة في لباسها وأناقتها دون إسراف وبهرجة ، ومع أنها كانت لا تسكت على مظلمة إلا أنها كانت تلوذ بالصمت الذي يشبه الصمت "المريمي" في العديد من الأزمات التي لا تستطيع وحتى أبي ونحن أولادها وبناتها حلها، كما كانت تتحلى بكبرياء الكتمان وحمل همومها في طيات الضلوع ، من دون أن تبدر منها آهةً عاتبة او نظرة يائسة.

لم تكن "ست الدنيا" كما يحلو لأختي الصغرى أن تناديها بهذا الإسم فتفرح لهذا النداء أيما فرح، لم تكن أماً لي ولأخوتي وأخواتي فحسب بل لكثيرين وكثيرات في مقدمتهم زوجات أبنائها وأزواج بناتها فقد رأت فيهم أولادها وبناتها الذين لم تنجبهم، وعندما ينشب أي خلاف بين أي إبن لها مع زوجته كانت تستطيع تحويل نار الغضب والإنفعالات إلى برد وسلام مطفأةً هذا الغضب "بوليمة" تدعونا جميعاً إليها ودائماً تكون ألذ ألف مرة من الولائم التي تناولتها في أفخم وأرقى المطاعم والفنادق المحلية والعالمية.

كم هو صعب الكتابة عن سيدة كهذه فكيف إذا كانت هذه السيدة قطعت دروباً صعبة وقاسية دون أن تطأطئ الرأس حاملةً في قلبها وجسمها كل الطموحات والآمال، وقد أكملت دربها حتى الشوط الأخير.. "وليرحمها الله"...

Odeha_odeha@yahoo.com





  • 1 ريم تيسير .. 08-04-2012 | 10:39 PM

    على روحها ألف رحمة وسلام ,,,
    هي أمك وأمي ,, روحها بالسماء حيث هناك الطيبون ترعاك وتفتقدك كما أنت تفتقدها ,, تبتسم لابتسامتك وتحزن تلك الروح الطاهرة لحزنك فقط ياأيها الوالد الطيب كن بخير لأجلها ,,

  • 2 نادر ابو عودة 10-04-2012 | 12:06 PM

    الله يرحمها ويجعل مثواها الفردوس الاعلى برفقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ظل عرش الرحمن آمين يا رب العالمين .

  • 3 نادر ابو عودة 10-04-2012 | 12:08 PM

    بحثت كثيراً عن كلمات لأصفك بها , ولن أخجل بأن أقول إني عجزت , ولا أجد ذلك ضعفاً لأن ما فيك من صفات يعجز أفصح الشعراء على وصفها, هي.. هي أمي , وهي رفيقة دربي , هي من عانت لتبقى قربي , وهي من ضحت بسني عمرها لأجلي .

  • 4 نادر ابو عودة 10-04-2012 | 12:09 PM

    مع أن سطورا قليلة لن تكفي لوصف حتى قطراتٍ من بحرها الواسع فهي نجمة أضاء نورها السماء ,شردت للحظات وأنا أستعرض شريط ذكرياتي , وجدتها معي في كل لحظات حياتي , وعلمت أني كما وجدتها في الماضي سأجدها في الآتي , فكان وجهها الجميل شمساً تنير دربي وحضنها ملجأً لي ومصباً لدموعي , وإبسامتها كانت كافية لتنسيني كل أحزاني, والنظرة لبريق عيناها تفتح أبواب الأمل أمامي , لأبدأ من جديد , وعن عهدها لا أحيد , وأنسى الماضي وألتفت للمستقبل مهما كان عني بعيد .

  • 5 عريب علاونة 10-04-2012 | 12:19 PM

    كل ماتكتبه جميل ورائع واجمل ماكتبت عن الام الى الامام يااغلى اب واخ وصديق

  • 6 عروبي 10-04-2012 | 02:38 PM

    اللـهـم ادخلها الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب .
    اللـهـم اّنسها في وحدتها وفي وحشتها وفي غربتها.
    اللـهـم انزله منزلاً مباركا وانت خير المنزلين .
    اللـهـم انزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .
    اللـهـم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة ,ولا تجعله حفرة من حفر النار .
    اللـهـم انها كانت تشهد أنك لا إله الا انت وأن محمداً عبدك ورسولك وانت اعلم بها.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :