facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مستشارون في منتهى الدلال


باسل الرفايعة
07-02-2007 02:00 AM

سألت زميلا في المهنة، كان مستشارا إعلاميا في الحكومة، عن كيفية الوصول إلى هذا المنصب غير المفهوم، وعن الأشخاص غير المفهومين الذين يهبطون عليه عند كل تغيير حكومي، سعيا للاستزادة من الأسى عن الطريقة التي تُدار بها بلادنا! أجاب الزميل بأن المسألة "مفهومة جدا" بالنسبة له، وأنه توقع ثلاثة اسماء هبطت على هذا المنصب في السنوات الماضية، من خلال قراءة ما كتبوه من أخبار وتغطيات، ملاحظا تحولهم سريعا نحو كتابة مقالات، عندما استدعى الأمر!
وفقا للزميل، فإن الأمر يبدأ بالأخبار المنحازة للحكومات، من تلك التي لا تأبه للمعلومات والصياغات الحرفية، وإنما تزدحم بعبارات الانشاء، والحديث عن "الشيح والدحنون والزعتر" و"السواعد السمر، والنشامى والنشميات"، ثم بعض "التحليلات" التي لا تحليل فيها، وتبدأ بعبارة "كتب فلان .." وهي مخصصة لمواقف الحكومات "الوطنية"، والهجوم على خصومها من النقابات والأحزاب، وخصوصا الاسلاميين، ثم حركة "حماس" وقناة "الجزيرة".
وحسب هذا البرنامج، والكلام للزميل، يتطور الصحافيون سريعا، وتجدهم فجأة كتّاب مقالات "تدخل سريع"، تبذل أقسام التدقيق اللغوي في الصحف عناء كبيرا في تصحيح إملائها ونحوها وصرفها، ولكن من يأبه لأي شيىء، فالمقال "الجنجلوتي" سيُنشر في الصحيفة، وسيأتي الثمن سريعا!
وما الثمن أيها الزميل؟!
يحصل المستشارون من صحافيي الحكومة على راتب شهري لا يقل عن 1500 دينار، وهو يعادل رواتب ثمانية معلمين في وزارة التربية والتعليم، ويزيد عن ثمن مئات الحقن من مطاعيم الأطفال التي تعاني من نقصها بعض المراكز الصحية في الأردن، كما يحصلون على سيارة مرسيدس أو بي أم دبليو، غالبا ما تبقى معهم بعد رحيلهم مع الحكومة، وهذه تساوي نحو 30 ألف دينار، أي رواتب أكثر من 150 معلما في الشهر!!
ثم أعرب زميلي الذي كان يحادثني على الهاتف عن ضجره من شفقتي على أموال الناس المنهوبة بمقالات الانشاء الركيك، وقال لي حرفيا ".. يكفي لقب (بيك) الذي يحبه الاردنيون أكثر من لقب بروفيسور في الفيزياء، ويكفي الشيكات التي يحصل عليها المستشارون، والعيديات، والمياومات، والوجاهة، والقروض التي تسددها الحكومات عنهم و.. (...) فلا تقل لي صحافة، ولا صحافة مستقلة، ولا ما يحزنون.."!
قلت له: وماذا تستفيد بلادنا من كل هذا الانفاق الذي يصبّ في خانة الفساد وهدر المال العام، دون ريب، في ما نستطيع بثمن سيارات أحد هؤلاء المدللين بناء سور اسمنتي لمدرسة الطوال الأساسية في الغور، والتي غرق اكثر من 12 تلميذا من طلبتها في قناة الملك عبد الله؟!!
فازداد زميلي حنقا على البراءة المقصودة والمبرمجة التي تبدو من لهجتي، وقال "ليس مهما، ولا مطلوبا أن تستفيد البلاد، المهم أن يكون للدولة أولاد مطيعون، يتقلبون معها، ويسوقون بضاعتها، ويستفيدون بالمقابل، ويتنقلون بين المناصب بسهولة ويسر، ويضعون رجلهم في ركاب كل حكومة، على أن يكونوا مستعدين دائما للهجوم على خصومها".
وماذا عن مصداقية هؤلاء؟ وكيف يمكن للحكومة أن تسوق برامجها ومواقفها بأدوات بدائية، ومن خلال بعض اشخاص توقفت قراءاتهم عند كتب المطالعة والنصوص في المدرسة؟! ثم أليس ذلك افسادا للصحافة والصحافيين، وتسميما للاستقلالية والحياد؟!

أغلق زميلي سماعة الهاتف، بعدما أعرب عن ندمه الشديد على دفع كلفة اتصال دولي مع شخص مثلي، يعتقد أن على الذين يديرون بلادنا الاهتمام بمصلحتها؟!






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :