facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سماح ..


د. هاني البدري
12-04-2012 06:40 PM

مرَّ على تلك الحادثة سنوات طويلة، حين كنا مجموعة من فتيان الحي نجتمع على متن سيارة تقلنا صبيحة يوم العيد، لأداء صلاته في إحدى الساحات المفتوحة بالقرب من عمان، وقتها انزلق سائقنا أبوعبدالله بسيارته لظروف خارج إرادته وتعرضنا لحادث سير مؤسف حوّل صباحات العيد الصغير الى كارثة كبرى في منازل أصدقاء وزملاء مدرسة وجيران، فقدنا بعضاً منهم رحمهم الله وأصيب بعض آخر كنت أنا منهم..
كدت لأنسى تلك الحادثة بل لعلي لم أعد أذكر من الصور والأسماء إلا القليل، توارت الحكاية برمتها الى خلفية الذاكرة حتى إنني لم أعد أتذكر كيف ولماذا كنا هناك على الطريق الخارجي لعمان، وواجهتنا إحدى الساحات لأداء صلاة العيد فيها.. حتى جاءني اتصال من أحد من كانوا على متن تلك السيارة صباح ذلك العيد، كان أخي يبلغني سلاماً من أبوعبدالله، ذلك الرجل الطيب الذي فقد السيطرة على سيارته ذلك الصباح رغماً عنه. فتعرضنا للحادث طالباً بعد كل هذا العمر السماح..
يريدني، وقد بحث أيضاً على ما يبدو عن آخرين ممن كانوا معنا، ان نسامحه على خطأ لم يقترفه، وان نعيد استدراج الذاكرة لنغفر فيما كنا قد نسيناه بالفعل ولم يعد في الخاطر بل لعله لم يكن موجودا في الوجدان أصلاً.. فهذا قضاء الله الذي لاجدال فيه ولاعودة..
أدركت وقد هز مشاعري ذلك الطلب، كم هي عفية ضمائر الناس التي لاتنسى أفعالها حتى وان كانت خارج إرادتها، وعرفتُ أيضاً أن هذا المشهد لا يتكرر كثيرا في عالمٍ لم تعد تعي ضمائر البشر فيه.. جرائمها التي تحصل كل لحظة..
استعدت فكرة لم أعد أسمعها كثيرا، بل لعلها توارت هي أيضاً الى لاعودة حتى أصبح ظهورها لماماً بمثابة ظاهرة مثل تلك الظواهر الفلكية التي تطل علينا كل بضعة عقود..السماح
لا أود ان أبدو مصلحاً اجتماعياً في الحديث عن فضائل التسامح، لكني استغرب هذا الانزلاق فيما وصل إليه تواصلنا الاجتماعي، حيث لم تعد فكرة التوقف عند الفعل وأثره على الآخرين تأخذ منا بضع ثوان، لنقدر خلالها كم ومن وبماذا وكيف ولماذا، أتينا على هذا الفعل فيما نحن موقنون بحجم الأذى الذي نلحقه بالآخرين..!؟
لأتوقف بعد اليوم، ولا أتخطى لمشاعر الغضب ولا خطوة الى الأمام، بل التموضع والتمترس عند أبواب التهديد والغضب والتلويح بالرد والثأر..!
سألت نفسي متى كانت آخر مرة سامحت فيها، بصراحة لم أعد أذكر إن كانت تلك المشاعر المتضاربة فيما تلقاه الواحد منا من ظلم منظم ومدروس، تكفي لأن تعبر عن السماح أم عن النسيان..؟!
بالنسبة لي، وقد أدركت في نفسي عميقاً أنني سامحت أبوعبدالله الطيب ذا الضمير المعافى "عافاه الله"، حتى دون أن أعرف ان كنت قد حملت عليه أصلاً، عرفت أيضاً أن علي أن أسامح غيره كثيرين، لعلي أنال أيضاً السماح من آخرين.
قرأت مؤخراً أن التسامح والصفح ليس مفيداً للنفس البشرية فحسب بل إنه مفيد لجهاز المناعة في الجسم، فقد ثبت علمياً أن التسامح يؤدي الى تقوية القلب وجهاز المناعة..!
وحسب دراسة حديثة لجمعية الطب السلوكي في ولاية تينيسي الأميركية فقد تم تدريب 300 متطوع في الولايات المتحدة على التسامح لمدة تسع ساعات يومياً، وكانت النتيجة المذهلة أن التسامح ساهم في تخفيض الشعور بالإرهاق، وزاد من ثقة الأشخاص بأنفسهم وتم ملاحظة انخفاض ملموس في حالات الصداع وآلام الظهر والمعدة وتخفيض ضغط الدم والتوتر النفسي والقلق الى مستويات بعيدة.
أرى أن علينا الآن وفي ظل كل هذه التعقيدات التي نعيش، ان ندرك المعاني السامية للصفح، وأن نتخلص من مشاعرنا السلبية التي لاتدمر إلا أصحابها أو أن ندرب أنفسنا على الصفح.. وأبدأ من هنا لأدعو ليومٍ أردني وعربي للسماح، وسامحونا..
hani.badri@alghad.jo

الغد





  • 1 لا اله الا الله محمد رسول الله ومعلمنا التسامح 12-04-2012 | 07:04 PM

    احسنت وجازاك الله خير الجزاء الرسول النبي ا العظيم نبي الامة وخاتم المرسلين عليه افضل واحسن الصلاة واتم السلام علمنا التسامح وكل الاخلاق الحميدة ولكن من منا يستطيع ان يتمم مكارم اخلاقه مثل الرسول العظيم هيهات هيهات اتمنى ان ابدا بنفسي وكل انسان يبدا بنفسه قبل ان نطلب ذلك من الاخرين وانا سوف ابدا واقول سامح الله جميع من اعرف ومن لم اعرف.

  • 2 كلام جميل وفي وقته 12-04-2012 | 09:49 PM

    قال عز وجل ( والكاظمين. الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ). صدق الله العظيم

  • 3 د.مولود رقيبات 13-04-2012 | 01:18 AM

    صديقي العزيز اكبر فيك هذه الخصال الرجولية والتي تعبر عن قلبك الكبير واعلم جيدا كم اسأو اليك ولكنك تبقى مترفعا وتعلو وتسمو باخلاقك عن الصغائر لانك ستبقى الكبير في نظر العظماء والكبار .وما ورد في هذا المقال ينم عن كبريائك وحلمك وقدرتك بان تسامح وقد حمل لنا هذا المقال معان كبيرة نحن جميعا بامس الحاجة اليها وهو ان نعود لانسانيتنا التي تخلينا عنها لفترة تحت تأثير مشاغل الدنيا ونسينا ان لنا قلوب وروح وضمير احيانا وان الناس جميعا يجتمعون على كلمة وتجمعنا وهي "الانسان" فاعدتنا يا صديقي الى ما يجب ان نتمتع به والتي هي من شيمك المتأصلة فيك.

  • 4 هاني البدري 13-04-2012 | 03:02 AM

    ما اروع التسامح يا اخي مولود الرقيبات وما اعظم ان يكون المرء متسامحا يا صديقي لكل اولئك الذين ظلموه كما قلت في مقالي بشكل مدروس ومنظم ومدروس..انظلمنا كثيرا لكننا بإذن الله اكبر من كل اللي ظلمونا..لا تقلق فلا يصح الا الصحيح في النهاية.. الحقيقة انني لم اشك يوما بهذه الحقيقة رغم كل الزمن الذي طال..دعهم يسألون انفسهم كم كانوا صغارا وهم يظلمون الاخرين لمجرد انهم كانوا افضل منهم ..واكثر احترافا ومهنية وخلقا...شكرا لتعليقك الصادق وطالما اننا في وطن صنعه كبار وحافظوا عليه لن نخاف من صغار..نحن اليوم بكل ما أوتينا من ايمان وقوة وعزم ..نسامحهم...على سنة رسول الله الكريم عليه افضل الصلاة والسلام بالتسامح وكظم الغيظ..تذكر يا اخي مولود واخوتي من قراء عمون الحبيبة قول المتنبي دائما..على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم .. وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم..وتصبح انت وكل قرائنا الاحباء على وطن جميل وكبير دائما بإذن الله

  • 5 دانا 13-04-2012 | 06:14 PM

    هاني البدري .. انت شخصية (..)

  • 6 معلم 14-04-2012 | 12:59 AM

    مبارك للأخ مصطفى الرواشده منصب النقيب وفي نفس الوقت بعزيك بنقابة المعلمين التي ناضلت من أجلها سنوات !؟

  • 7 معلم 14-04-2012 | 07:32 PM

    أنا لم أكتب هذا التعليق (( مبارك للأخ مصطفى الرواشده منصب النقيب .........


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :