facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(حنين .. )


19-10-2007 03:00 AM

أنا عندي حنين. ما بعرف لمين...

من أين يبدأ الحنين؟ وصوب أي نحو يتجه؟ بل ما جدواه؟ وهل هناك ضرورة لتلك الهشاشة النفسية المسماة حنين؟.بالحلم يبدأ هذا الحنين. وصوب الطفولة الأولى يتجه. ينسحب هذا الحنين بالحلم نحو حيوات لم تتحقق.. لإستعادة الصلة بإمكانات كان يمكن استخدامها بشكل أفضل. في طموح لـالنفس لتحقيق تلك الحيوات، أو بعضها، في غدٍ يبدو ممكناً لطفولة ميتة.

الطفولة، والحنين إليها، هي زمن مستعاد. والأرض، بمفرداتها الأولى والبدائية، بما هي قرية وريف، كنمط عيش بسيط، هي مكان الحنين المتخيل. بالحلم تستعاد الصلة بين الطفولة والمكان. فيشتعل الحنين: حياة أخرى. وغدٌ آخر..(!!).

ولكن. ما جدوى ذلك؟ وهل يحتاجه راهن الأفراد أو الجماعات؟ الإجابة تكمن في انفعال الناس، وتفاعلهم، مع أي عمل ابداعي حقيقي، دراما أو رواية أو غناء، يحاكي أو يلامس، برفق، تلك الصلة (أي الحلم) بين المكانات الأولى المتخيلة وبين طفولات أو أزمان ضائعة. بهذا، يصبح الحنين ليس حركة نحو الماضي. بل باتجاه المستقبل، ونحو غدٍ موعود بالرجاء والأمل.

هنا، وبهذا المعنى بالذات، تستقيم معادلة الروائي الألباني الكبير إسماعيل قدرية: عندما يكون الشعب في انتظار حدث ما، ثق إنه في مخاض ابتداع ذلك الحدث. أي أن حنين الأفراد والجماعات هو مقدمة ابتداع ما هو منتظر.

ترى هل يمكن اعتبار انفعال الناس مع دراما باب الحارة حنيناً لزمن شامي، رغم كل ما شابها من نواقص وأخطاء؟! ولكن. كيف يمكن للحنين إلى ماضٍ ميت أن يكون هو ذاته حنينٌ إلى الآتي، أو حنينٌ إلى ما هو منتظر.

مفكر فرنسي كبير يحاول تقديم إجابة: إن الحلم نحو ماضينا، أي الحلم الباحث عن الطفولة، يبعث حيوات لم تتحقق، حيوات هي بنات المخيلة وحسب. فبواسطة الحلم، نستعيد الصلة بإمكانات لم يحسن القدر استخدامها. إن مفارقة عظيمة ترتبط بأحلامنا نحو الطفولة: ان هذا الماضي الميت فينا له غدٌ، هو غدُ صوره الحيّة، غدُ أحلامٍ يقظةٍ تتفتح أمام كل صورة مستعادة..(!!).

هذا حنين خاطف نحو مجهول. هو في ذاته الحكاية العربيّة كلها. حكاية معقدة وموجعة. وحين تصبح أكثر إيلاماً ووجعاً يتبسط جوهرها ليصير كله حنين يصفو، ثم يرقُّ، إلى أن يستحيل إلى مجرد حنان. ولكن. أوَ ليس هذا الحنان سوى تلك المساحة الهشّة والموجعة في نفوسنا، التي يسميها البشر: جَمَال. طوبى لهذا الحنين البعيد إلى مصالحات بين ثقافات دُنيا تضمر فينا، وبين ثقافات عليّا تطغى..!!.



FAFIEH@YAHOO.COM







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :