facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أين هم العرب؟


محمد خروب
20-10-2007 03:00 AM

عمرو موسى كعادته، يظهر فجأة بمناسبة وبغير مناسبة بدون ان يعني ذلك محاولة للانتقاص من قدره وقدراته كدبلوماسي رفيع الخبرة يتوفر على فهم عميق للمشهد العربي الراهن، الاكثر انحطاطاً في تاريخ هذه الامة التي كانت الانتصارات استثناء في قاعدة عريضة من الهزائم والانكسارات والتراجعات المذلة والتنازلات المجانية وخصوصاً منذ بدايات القرن الماضي حتى اللحظة الراهنة.يخرج علينا أمين عام جامعة الدول العربية الذي يتحدث العربيّة بطلاقة، بعد أن حافظ الرجل على مواقفه المعروفة من القضايا والتحديات والأخطار والاستحقاقات (لاحظوا عمومية المصطلحات والمفاهيم) والمراحل الحاسمة التي تواجهها الأمة والمنطقة والتهديدات الماثلة للأمن والاستقرار الاقليمي وضرورة انتباه الولايات المتحدة على مصالحها في المنطقة وأهم من ذلك كله هو استعداد موسى للذهاب الى بيروت ودمشق والرياض والخرطوم وطرابلس الغرب والرباط والجزائر ومقديشو وصولاً الى نيويورك، وسيطاً في نزاعات داخلية أو أخرى حدودية وثالثة ذات طابع دولي وصراعات على النفوذ والثروات (وكلها بالطبع تدور في المنطقة العربية وعليها في الأساس).

دون ان تسفر كل تلك الوساطات وخصوصاً التصريحات النارية وتلك المعتدلة او الذاهبة إلى مربع اللياقات الدبلوماسية ومراعاة موازين القوى، عن نتائج ملموسة تذكر، أو ترفع من رصيد جامعة الدول العربية الصفري بما هي احدى اقدم المنظمات الاقليمية عمراً إلاّ انها اكثرها هامشية وبيروقراطية وانعدام فاعلية وديكورية دائما.

مناسبة الحديث عن الجامعة وامينها العام هي المفاجأة (من العيار الثقيل بالطبع) التي خرج بها علينا السيد عمرو موسى قبل يومين زف فيها الينا البشرى التي انتظرتها شعوب هذه الامة الظمأى والتواقة الى موقف عربي نوعي فقط مجرد موقف وليس التفكير في عمل، لان العمل يحتاج الى ارادات سياسية مختلفة عن تلك الارادات الموجودة في رأس هرم النظام العربي الراهن المتصدع والايل للسقوط في اية لحظة.

نقول عمرو موسى قال: انه سيدعو الى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمزيد من التنسيق بشأن مؤتمر السلام المقترح، بشكل يتفق عليه في الوقت المناسب، عندما تتضح الامور من حيث الاطراف المشاركة واجندته.

صح النوم فعلاً.

فالدعوة بعد كل هذه التوضيحات أُفرغت من مضمونها.. وما هي اهمية مثل هذا الاجتماع إذا كان سيتم بعد ان تعرف قائمة الدول المدعوة للمشاركة فيه وبعد أن يتم الاتفاق على اجندته.

اطرف ما في بشرى موسى، هو قوله ان الاجتماع سيكون لمزيد من التنسيق، أي ان السيد الامين العام يريد ان يوهمنا بأن هناك مصطلحاً ما يزال معمولاً به في النظام العربي الراهن اسمه التنسيق.

حسناً، يمكن ابتلاع الطعم او صرف النظر عن الواقع العربي المنهار واعتبار ما قاله سيادة الامين العام وكأنه حقيقة.. ولكن ما هو الدور الذي يأمل موسى ان ينهض به المجتمعون (هذا اذا اجتمعوا وهذا اذا وافقت واشنطن على هذا الاجتماع (الذي يدعو إليه موسى) وقبل كل ذلك اذا ما كان لقاء انابوليس سيتم اصلاً)..

لا دور للعرب في ما يجري على ارضهم او حواليهم، فغيابهم قد تكرس والقوى الاقليمية الفاعلة وذات الحضور والوزن مثل إسرائيل وإيران وتركيا وحتى اثيوبيا، هي التي تكتب جدول اعمال المنطقة ولا خيار امام العرب سوى الامتثال للأمر تحت طائلة العقوبات وشن الحروب، والامثلة لا تحتاج الى مزيد من الاضاءات او الاشارات سواء في العراق وخصوصاً في شماله، ام ساحة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وايضاً في الملف اللبناني الآخذ في الانتفاخ على نحو يهدد بالانفجار في اية لحظة، دون اهمال ما يحدث في السودان، جنوبه ام في دارفور، كذلك الصومال ومستقبل الحوار بين جبهة البوليساريو والمغرب.

ثم.

لماذا هذه الحماسة المفاجئة لاجتماع وزاري عربي بعد ان وضعت الولايات المتحدة واسرائيل اللمسات الاخيرة على السيناريو الذي سيطبق حرفياً في الجلسة الافتتاحية واليتيمة التي ستعقد في احدى القاعات الكبرى في الاكاديمية البحرية الاميركية الشهيرة في انابوليس.. (إذا ما عقد أصلاً).

قد يلتمس المرء عذراً للسيد موسى في اصراره على ممارسة الدور الذي يفرضه موقعه ان يقوم به، إلاّ أن رفضه الاعتراف بأن معظم الأنظمة العربية قد استقالت من وظيفتها تجاه شعوبها وتجاه امتها وخصوصاً تجاه امنها الوطني والقومي، وتخلت عن مجرد التفكير بادارة الصراعات التي تفرض عليها، يجعلنا نطرح عليه السؤال الذي نعلم انه لا يريد ولا يرغب الاجابة عليه، وهو: .. أين هم العرب؟.



kharroub@jpf.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :