حل الملك ضيفا ًعزيزاً على عشائر بدو الشمال ، في اثنا عشر محطة ، في كل محطة التقى بعشيرة من عشائر البادية الشمالية ، الآبية بالحق ، الغنية بالعزة والشهامة ، الفتية بالعطاء ، النقية بالولاء لبني هاشم الأطهار ، عشائر البادية الشمالية تنادت من كل حدب وصوب معبرة عن مدى حبها وفرحتها بهذه الزيارة الكريمة ، واجتمعت بعفوية الشوق لرؤية المليك ، رجالاً ونساء شيّب وشباب وأطفال ، فرحين ومبتهلين بلقاء القائد ، فالحادي عشر والثاني عشر من نيسان 2012 سيبقى تاريخاً مهماً في ذاكرة البادية الشمالية .

في الزيارة رفعت الأعلام ، ووقف شيوخ ووجها ورموز البادية مرحبين بالقائد ، وألقيت الكلمات ، ونسجت القصائد ، وزغردت النشميات واستمع الزعيم مصغيا لهموم ومطالب شعبه ، بعد أن تناول قهوتة ، وعلامات السعادة والارتياح بادية على وجهه النير .

أبناء البادية الشمالية عبروا عن سعادتهم بقدوم سيد البلاد وراعي المسيرة ، حيث قدموا هدايا ذات رمز ودلالة لسيدهم فمنهم من قدم نسخة من القرآن الكريم وهو أقدس وأطهر شيء عندهم دلالة على أن عهد الله بين أبناء البادية والقائد بان ينصروه ولا يخذلوه ،وبعضهم قدم السيف أو العباءة وحياً من التراث ورمزاً من التاريخ المجيد الأصيل ، ومن التقاليد التي يعتز بها الآباء والأجداد ليقولوا للقائد أنت الأصل وأنت الأول وأنت الفارس .
في الزيارة الملكية هذه قدم شاب يحمل شهادة الدكتوراة نوعاً آخر من التعبير عن حب القائد والاعتزاز به في هدية غير مسبوقة ، ذات مغزى كبير ، إنها لوحات فنية نحتت وشكلت بالصخر البازلتي الصلب باحتراف وبراعة ، في ثلاث لوحات غاية في الدهشة والإتقان، تليق بمن قدمت له ، اللوحة الأولى تجسد التاج الملكي بإبداع جمالي ، والثانية لوحة رسم عليها خارطة الأردن بشكل بارز واسم الملك عبد الله الثاني بشكل رائع جداً ، والثالثة خنجر في صندوق وكأن الرجل يشكل هذه المناظر في معجونة لينة !! ، هذه اللوحات الثلاثة كما قال الدكتور الفنان سماره العظامات الذي نحتها وشكلها وأتقنها في ثمانية شهور ، ترمز أن حب القائد محفوراً في قلوبنا وضمائرنا .


zyadalmarar@yahoo.com