شدني يوم الأثنين الماضي مؤتمر صحفي عقده الناطق الرسمي بإسم الحكومة "معالي الوزير راكان المجالي" في دار نقابتنا "نقابة الصحفيين" المقر الرئيسي "للسلطة الرابعة" في بلدنا ليس غير .

الموضوعات التي طرحها الوزير المجالي في مؤتمره الصحفي عادية جداً لم تأت بعناوين مدهشة و لافتة .. و جرى نشره في الصفحات الداخلية لصحفنا كما أن هذه المواضيع مطروقة و قديمة الى حد كبير و كانت حول قانون الإنتخابات الجديد و ملف الفوسفات .. و الموقوفين و تهريب البترول الى عدونا الصهيوني و غيرها .

والملفت للنظر في هذا المؤتمر الصحفي أن "معاليه" خرج علينا بمصطلح جديد هو "الشوشرة" أثناء حديثه عن الموقوفين في إحدى الحراكات الشعبية.. و كان معاليه قد اخترع قبل أيام قليلة مصطلحاً آخر جديد جداً و هو "الفلترة" .. عندما كان يتحدث عن الأشقاء المهجرين السوريين , و هذه المصطلحات من معاليه بالذات مرفوضة و من نقيب للصحفيين كان ذات يوم معارضاً كبيراً و فوق ذلك فُرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله في بلدته .

ما علينا .. لكن .. من حقنا أن نتساءل .. ألم يجد معاليه مكاناً آخر أنسب لعقد مؤتمره الصحفي الحكومي هذا و ربما مؤتمراته الصحفية المقبلة خارج نقابة الصحفيين .. هل ضاقت القاعات الحكومية الواسعة .. و الفارهة لعقد مثل هذه المؤتمرات الصحفية الرسمية ..؟!

و للتذكير .. حتى في زمن الأحكام العُرفية سيئة الذكر لم يجر عقد مثل هذه المؤتمرات الصحفية الحكومية تحت سقف نقابة الصحفيين و النقابات المهنية الأخرى .

حقاً .. إن نقابة الصحفيين نقابة صغيرة .. لكن صوتها مدو يا معالي الوزير فهي رفضت و ترفض مع شقيقاتها النقابات المهنية الأخرى .. و مجدداً أي "تدخل خارجي" في شؤونها من أي جهة حكومية أو حزبية أو نيابية أو عشائرية ... و قد قمت في وقت سابق بانتقاد مثل هذه "التدخلات الخارجية" عندما تدخل نائبان سابقان في لجنة مقاومة التطبيع النقابية قبل عدة شهور .

على الوزير المجالي الذي كان ذات يوم النقيب المعارض و ربما النقيب الوحيد في نقابة الصحفيين أن يرحل "كوزير" عن نقابتنا "البيت الشخصي" للصحفيين فالصحافة سلطة رابعة و ليس سلطة تابعة .. معالي الوزير دع الغزالة تمرح في المرج .. قد يكون هذا الأمر صعب التطبيق في الماضي لكنه واجب و مطلوب الآن من الأخ و الصديق النقيب الأستاذ طارق المومني و أعضاء المجلس في النقابة .. و الهيئة العامة أيضاً ..!!

Odeha_odeha@yahoo.com