facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حوار مع رجل في الشارع


حسين الرواشدة
24-04-2012 03:38 AM

سأله: ما الذي يدفعك «للاحتجاج» في الشارع؟ ولماذا تطالب «بالاصلاح»؟ أنا اعرف بأنك في وظيفة «ممتازة» ودخلك يكفيك وزيادة، وطريقك الى المسؤولين مفروشة بالورود.. ولماذا تريد ان تخرّب «بيتك» بيديك وان تقف مثل غيرك امام موازين العدالة؟ .. لماذا تحرم أبناءك من فرصة «القبول» في الجامعات على قائمة «الاستثناءات» ومن فرصة «التوظيف» بعيداً عن قوائم ديوان الخدمة المدنية؟ لماذا انقلبت على كل هذه «النعم» من أجل «ديمقراطية» ستلغي ما تتمتع به من امتيازات، وستعيدك مثل بقية البشر، بلا نفوذ ولا وجاهة وبلا احلام ايضا؟

لم يفاجأ الرجل بما سمعه من أسئلة، دقيقة صمت واحدة كانت كافية لكي يتذكر تلك اللحظات التي مرّ «شريطها» امامه الآن، صحيح ما الذي يدفعني الى المطالبة «بإصلاح» يحرمني من كل هذه الامتيازات، لم يتأخر في الاجابة فقد حسمها منذ وقت بعيد: مصلحة اولادي واحفادي أهم، مصلحة البلد ايضا أهم، سأل نفسه: هل أضمن ان يتوفر لأولادي ما توفر لي من فرص، في غياب العدالة والتكافؤ، ربما ما حدث معي كان «استثناء» لم اسعَ اليه، لكن تصوّر لو بقيت الاوضاع كما هي، من بطالة وفقر وفساد وشعور باليأس، أشخاص يحتكرون كل شيء، سياسات عمياء لا ترى قضايا المجتمع ولا تتعامل معها الا بمنطق الاستعلاء، هل سيذكرنا «ابناؤنا» بخير؟ هل سيزورون قبورنا ليقرأوا على ارواحنا الفاتحة؟!!

إذن، هو صوت الضمير الذي دفعك الى الشارع؟ اجابه بسرعة: ربما، ولكن ارجوك فكّر معي في «المصلحة»: مصلحة البلد ومصلحة ابنائنا واحفادنا.. ماذا سنترك لهم اذا «صمتنا».. على الفساد وعلى ازمة الاقتصاد، وعلى غياب العدالة؟ .. هل يعقل ان نكون «انانيين» الى هذه الدرجة؟ .. أنت تنظر امام قدميك وانا انظر الى المستقبل.. هذا اقل ما يمكن ان نفعله من اجل الوطن الذي اعطانا ما تيسر، لم اطق الصمت على الخطأ فتحركت زاهدا في كل ما لديّ، لكي اعيش.. ويعيش ابنائي، ويعيش الوطن ايضا.

إذن، لديك قضية تدافع عنها؟ اجابه: نعم، انا مؤمن تماماً بفكرة الاصلاح، واعتقد انه لا يوجد لدينا خيار آخر، إن لم يكن من اجل جيلنا فمن اجل الاجيال القادمة، نحن تعبنا طيلة العقود الماضية من «النكسات» والهزائم، من غياب الحرية وتعليقها على «مشجب» حل القضية المركزية، من رحلة البناء التي نكتشف الآن بأن آخرين حصدوا ثمارها ثم عبثوا بها، لم يعد امامنا متسع لتضييع ما تبقى من عمر، ولا بدّ أن نعتذر اولاً لأبنائنا الذين خذلناهم وأسأنا الظن بهم، ثم لا بد ان «نعوضهم» عمّا فات، ونأخذ بأيديهم نحو سكة «الاصلاح» بدل ان نتركهم – كما فعلنا دائما – وحيدين في الميدان.

يا صديقي، انظر الى العالم، هؤلاء الذين «وصلوا القمر» ليسوا افضل منا، لقد ناضلوا من اجل استعادة حقوقهم وحريتهم، وحين انتصروا على الاستبداد والفساد، صنعوا «المعجزات»، لماذا لا نجرب حظنا في الاحتجاج السلمي؟ ألم يقل الملك انه مع «الحراك»؟ أنا ايضاً مع الحراك ومع الاصلاح ومع الديمقراطية والدولة المدنية ومع العدالة الاجتماعية.. لكن كل هذه «الاهداف» تظل أمنيات اذا جلسنا على «الكنبة» او بقينا متفرجين.

ارجوك، افهمني، بقائي في الشارع لن يطول.. لكنه ضروري للانتقال الى الطاولة من اجل الحوار.. ليس مهماً ان اجد مقعداً لي هناك.. المهم ان يكون «للشعب» ما يلزم من مقاعد لكي يديروا شؤونهم بأنفسهم.

الدستور





  • 1 مواطن 24-04-2012 | 11:37 AM

    مقال رائع حقا شكرا للكاتب

  • 2 ابو عدن من الكرك 24-04-2012 | 05:14 PM

    كاتب ومفكر رائع يستحق الاحترام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :