facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا لا يصارح النظام نفسه؟


24-04-2012 06:50 AM

كم جميلٌ لو تأسست العلاقة المستقبلية على قاعدة المصارحة والمكاشفة, والاعتذار عن الخطأ وابداء النوايا الحسنة. الا ان اصرار البعض اليوم على عدم رؤية الحقيقة يفتح باب توقعات الغد واحتمالاته على مصراعيه. فاغلاق العيون لا يعني تغيير الحقائق، على العكس فهو يعمل على تجذيرها، والخاسر الحقيقي في هذه الحالة هو لابس النظارة السوداء الذي يرغب بحجب عينيه عن رؤية الواقع.

أغلب الأردنيين انتظروا بفارغ الصبر ظهور برنامج المراجعة الشاملة، التي تتضمن –على الأقل- الاعتراف باخطاء الماضي و بناءً عليه يتم التأسيس للمرحلة المقبلة. الواقع فاجأ الكثيرين, فالتعامل مع الأمور لم يرق الى طموح الأردنيين وحقهم في الوقوف على الأخطاء وتصحيحها. فتأرجحت طريقة تعامل الدولة مع التحولات بين التخفيف من اهمية المشاكل الى عدم رؤيتها أو حتى انكارها.

الابداع كان الغائب الأكبر عن ادارة المشهد الأردني. لا حلول جذرية ولا نتائج ملموسة، لا شخوص جديدة ولا أدبيات خطاب حديثة. الدوران في الدائرة المفرغة كان سمة المرحلة بلا شك.

الدولة خسرت في السنة الأخيرة الكثير خصوصاُ في رصيد علاقتها مع مواطنيها. تحول الشعارات ومضامينها يشير الى حجم الخسارة المتزايد. هكذا وجدت بعض دوائر الدولة نفسها مضطرة الى انتهاج نهج صدامي مع بعض الناشطين تمثل في الاعتقالات التعسفية والحلول الأمنية العقيمة والمؤقتة التي تحتاج الى حلول غير تقليدية للخروج من المأزق المتولد من مثل هذه التطبيقات.

بعد ذلك، جاء سيناريو الافراج الركيك ليؤكد على تفاقم حجم المشكلة، فالحل الأمني لم يجدي نفعاً، والعلاقة مع الناشطين اخذت منحاً آخر والمسألة اصبحت اكثر تعقيداً، والحلول التي لم تطبقها الدولة في السابق لم يعد يجدي تطبيقها نفعاً اليوم. فمن استحال عليه تطبيق الأسهل، كيف له أن يطبق الأصعب؟

مع الأسف تتسع فجوة انعدام الثقة وتتعمق حالة انعدام المصداقية، في الوقت الذي وجب على النظام أن يحرص على اعادة بناء صورته، عملت السياسات المطبقة على زيادة الأوضاع سوءا.

الاعتقالات قابلها اغلاق ملفات الفساد، والتهم العرفية واكبها اغفال موضوع الاصلاحات، والحريات أصبحت محل تهدد صارخ وعلني، وصمت الآذان عن مطالب الشعب الشرعية، حتى ساد اليقين لدى الأردنيين بأن هناك من يعمل على مناكفتهم وتحدي رغباتهم والقضاء على شرعية مطالبهم.

لا يمكن للخطأ أن يحل بخطأ، وهناك الكثير من الأمور التي لا يمكن أن تبقى عالقة دون مواجهة, و التأسيس لمرحلة قادمة لا يمكن أن يتم دون تهيأة الظروف لذلك.

ويخطىء تماماً من يعتقد بان زج رموز جديدة الى الساحة سيقدم صفحة بيضاء جديدة ويسقط صفحة الأخطاء، وسيخيب ظن كل من يعتقد أن اغلاق ملفات الفساد بهذه الطريقة سيضع لها النهاية، على العكس تماماً، فهذه الطريقة ستعزز الرغبة في ملاحقة هذه القضايا مع فارق بسيط واحد، أنه سيكون من المستحيل مواجهة الكثير من القناعات الجديدة المتعلقة بالفساد وشخوصه والمتورطين به.

التحول السلبي في صورة الدولة في عيون أبنائها هو انذار خطير, حيث ان تغيير الصورة السلبية يصنف في عداد المهمات شبه المستحيلة. خوف الأردنيين على مستقبلهم أضحى مشروعاً، وقلقهم من حاضرهم بات طبيعياً. فالأردنيون –و بلا شك- يستحقون افضل مما قدم لهم الى الآن. والشباب الأردني النقي يستحق احتراماً واستيعاباً أكبر مما قدم له على مدى السنين الماضية.

ولكن و قبل كل شيء، لابد للدولة أن تؤمن أن خطر زيادة عدد الأعداء لا يقارن بخطر خسارة كل الأصدقاء.


د.عامر السبايلة

http://amersabaileh.blogspot.com





  • 1 سوسو الشمالية 24-04-2012 | 07:22 AM

    ابدعت يا دكتور يسلم يمينك على هيك مقال وان شاء الله تكون رسالتك وصلت او رح يحولوني معاك وكل المؤيدين للمقال الى امن الدولة

  • 2 خالد نايف عبيدات 24-04-2012 | 12:35 PM

    النوايا الحسنه والاعتراف بالذنب والاعتذار لا تطعم خبزا" ولا تعيد للمواطن والوطن ما نهب وسرق بغير حق .
    اعادة ما نهب من اموال الشعب الى اصحابه الشرعيين وتقديم المجرمين الى القضاء بغض النظر عن مناصبهم وصفاتهم الاعتبارية ومحاربة الفساد واستقلالية القضاء وبث روح الديمقراطية في حرية التعبير وعندما يصبح المسكن والعمل المناسب والتأمين الصحي والتعليم المجاني والضمان الاجتماعي ليست باحلام وتصبح واقع حقيقي وحق مكتسب لكل مواطن اردني , في تلك اللحظة يمكن ان نقول ان النظام اوفى بالتزاماته وصار واجبا" علينا الطاعة لولي الامر .
    اما عندما نرى ان التعدي على المال العام والفساد الاداري والمالي والمحسوبية وقمع الحريات كلها اصبحت جزء من الموروث الشعبي , فأي ولاء وطاعة ستطلب من الشعب يا ولي الامر ؟؟؟؟؟؟

  • 3 سائل 24-04-2012 | 01:04 PM

    مقال رائع و جريء بطرح الافكار

  • 4 كالعادة 24-04-2012 | 01:43 PM

    كم جميل لو تكون كتاباتك شوي وافعية

  • 5 المعايطة 24-04-2012 | 02:46 PM

    فعلا لماذا

  • 6 smade 24-04-2012 | 02:47 PM

    deep article

  • 7 د وليد ابودابوح 24-04-2012 | 03:44 PM

    مقال واقعي وطرح منطقي وموفق وجرئ ... ابدعت!

  • 8 مجدالاردن 24-04-2012 | 06:38 PM

    كيف بده يصير اعتراف ونفس اصحاب الورق او الساقطين في الامتحان في نفس المكان الي جايب من جامعة غرب تكساس اداره واحنا بنعرف جامعات امريكا الكبيره بعدهم على الكراسي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :