facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استقالة في الآستانة


ماهر ابو طير
27-04-2012 04:49 AM

«الآستانة» اسم لمدينة «اسطنبول» التركية، وتعني باللغة العربية «عتبة الحكومة». ورئيس الحكومة استقال بشكل صادم وهو في تركيا، وهكذا تأتي اول استقالة لرئيس حكومة في تاريخ الدولة الاردنية، من خارج البلاد، والشكل يكشف ما في الدنيا من ضيق.

يُكنّ كثيرون للرئيس احتراماً كبيراً، غير ان هؤلاء شعروا بصدمة بالغة ازاء تقديم رئيس الحكومة استقالته وهو خارج البلد، فهذا كسر للاعراف والتقاليد، وفيه مساس بالقيم العامة، فوق ارسال الاستقالة مع موفد، اياً كانت رتبته الوظيفية الى القصر الملكي.

في المعلومات، ان استقالة الرئيس كانت تكتيكية، ولم تكن بهدف الاستقالة الفعلي، فقد توقع ان تتم مراجعته بها، وحثه على العودة عنها، لان ظرف الاردن لا يحتمل، وفي قلبه عتب وشكوى مريرة من قضايا كثيرة كان يرغب بفردها في سياق الاستفسار عن سر الاستقالة، ولم يكن يتوقع ابدا قبولها!.

تسرب للرئيس ان استقالته قوبلت برد فعل سلبي للغاية، لانها جاءت وهو في سفر رسمي خارج البلد، ولان الغاية التكتيكية لم تتحقق، سرب نافذون قرب الرئيس خبر النفي، في محاولة لتبريد الاجواء، والتوطئة للتراجع عنها.

كان الرد على الاستقالة التكتيكية التي لم تحقق غايتها، صادماً ايضاً ومباغتاً، فلا احد يضغط على المؤسسة العامة في البلد، ولا على الملك في توقيت تعهدات بالاصلاحات امام الاردنيين والاوروبيين، وتم قبول الاستقالة بشكل صادم لذات الرئيس الذي كان يتدلل عملياً.

خبر نفي الاستقالة الذي تسرب من بطانة الرئيس لانقاذ الموقف، جوبه بتسريب آخر حول قبول الاستقالة قبل صدورها رسميا لان هناك من التقط الغاية من التسريب الاول، وان الرئيس تراجع عن استقالته، ويريد «ضب الطابق»!.

المحزن ان شخصية مثل عون الخصاونة، وهي شخصية وازنة ومحترمة ورفيعة، وقعت ضحية تحريض ونفخ بعض طواقمه، الذين ادخلوه في معارك هامشية مع اجنحة عديدة في الدولة.

يوم الخميس، جاء بقرار الملك ايضاً بالتمديد للدورة العادية، من اجل انجاز الاصلاحات، ولا يعقل ان يصر الرئيس على دورة استثنائية، من اجل قوانين الاصلاحات، وان يتم تأجيلها ايضا، فالملك ملَّ كثيراً من تكرار تعهداته.

هذا في الوقت الذي شكلت فيه الحكومة والبرلمان تحالفاً مقدساً، عنوانه تأجيل الاصلاحات والمماطلة، لان النواب يخافون من الحل اذا اقروا القوانين، والحكومة تخاف من الاستقالة اذا حلت البرلمان، وهكذا توفر للطرفين «عقد شرعي» للتحالف.

نحن اليوم اننا امام احد سيناريوهين، الاول يقول ان الانتخابات سيتم عقدها هذا العام، وهذا معناه اننا سنواجه ثلاث حكومات حتى نهاية العام الجاري، الاولى التي ستمرر قانون الانتخابات وتحل البرلمان، والثانية التي ستجري الانتخابات وتعلن النتائج، والثالثة التي ستقف امام البرلمان، وكل هذا في ثمانية اشهر، بمعنى ان متوسط عمر كل حكومة شهران ونصف!.

الثاني يقول ان الانتخابات سوف تؤجل الى العام المقبل، والحكومة التي ستأتي ستأخذ وقتها وعلى راحتها، وهذا يؤشر على تراجعات محتملة في كل الوعود، تحت وطأة ظروف محلية واقليمية لا يعرف سرها الا الله.

خسر الخصاونة فرصته، لانه افترض مثالية عالية في حياتنا السياسية، وكان الاولى ان يصمد ويحارب حتى النهاية، لان كلفة استقالته تصب على رؤوس من في البلد، قبل ان تكون قراراً شخصياً له.

استقالته التكتيكية التي لم يحتملها القصر الملكي في هذا الوقت، وتعامل معها بجدية، باعتبار ان الوقت ليس مناسبا للحرد لاي سبب، كانت ايضا انتصاراً لكل من حاربوه، وهزيمة لكل من راهنوا عليه.

ما خلف السطور يقول ايضا، ان استقالة الرئيس جاءت في توقيت ارتفع فيه منسوب القلق الملكي مما يجري، وكأن الاستقالة لاحت من حيث لاحت، فتم قبولها سريعا.

اصطحاب الملك لفايز الطراونة قبل ايام الى بروكسل كان يقول ان الرجل يعاد استكشافه تمهيدا للرئاسة، حتى لو تغطى في الزيارة برئاسته للجنة تفعل العلاقات مع الاوروبيين.

هذا يعني ان الرئيس المكلف لم يأت بغتة، بل كان تحت الضوء، فيما جاءت استقالة الرئيس لتمنحه الفرصة سريعا.

البلد لا يتحمل التكتيك، فقد وصلنا الى الحافة.

الدستور





  • 1 م. ابراهيم الشرايري 27-04-2012 | 05:03 AM

    تحليل رائع ودقيق جدا يعطيك الف عافيه

  • 2 ردني 27-04-2012 | 09:31 AM

    مع ألأسف تحليل مخالف للواقع السياسي في ألأردن

  • 3 ahmed 27-04-2012 | 09:56 AM

    تحليل ....

  • 4 خالد أحمد 27-04-2012 | 10:17 AM

    قبل أن يسيل حبر النقد، لا بد من أن نعترف أن الخصاونة حارب الفساد وطالب بإصلاحات حقيقة. هل هناك جدية للإصلاح؟

  • 5 يزيد الطراونه 27-04-2012 | 12:06 PM

    تصور موضوعي ومنطقي ... الله يستر

  • 6 سامي السعودي 27-04-2012 | 02:35 PM

    الاستاذ ماطير
    جاء التحليل الصحفي في مكانة الطبيعي حيث الظروف الراهنة تتطلب الدقة والاهتمام وليس المطلوب التعددفي المواقع بقدر التعدد في المواقف وطاقم الحكومة وحدة لايحل مشكلة اطلاقا
    مع الشكر

  • 7 مغتربه 27-04-2012 | 03:45 PM

    تحليل مقنع

  • 8 بلا تكتيك بلا سوالف 27-04-2012 | 07:06 PM

    وكأن اي رئيس حكومة يستقيل من ذاته
    لقد فوجئ الخصاونة بالاستقالة ...

  • 9 فارس الشمال 27-04-2012 | 09:54 PM

    نعم "البلد لا يتحمل التكتيك...

  • 10 الحاج علي الفندريك 28-04-2012 | 06:46 AM

    إذا كان عندنا كل هذه العقول النيره في التحليل السليم والصائب فلماذا كل هذا العجز في حل مشاكلنا ......!!!!

  • 11 د حسام العتوم عمان 28-04-2012 | 12:19 PM

    الشعب يريد رحيل البرلمان الحالي و الدولة تريد هذا لكن الاصعب هو اعادة استنساخ البرلمان الحالي بسبب عدم جاهزية المواطن لصناعة برلمان جديد بعد جاهزية الحكومة الجديدة بصنع قانون انتخابي مناسب و العمل هو الشروع بنشر المعامل و المصانع و الشركات بين الناس و بتساوي لننتقل بأنساننا من البحث عن الوظيفة عن طريق النائب الى الاعتماد على الذات اي من الاستهلاك الى الانتاج وفي هذا الاجراء تعزيز حقيقي للفصل بين السلطات و شكرا

  • 12 كركي 28-04-2012 | 04:02 PM

    لو بقي حكم الاستانة لما ضاعت بلدك فلسطين

  • 13 مستاء 28-04-2012 | 04:07 PM

    ما رأي الكاتب المحترم بالتمعن في "نظرية" اخرى؟! اصرار رياض الو كركي على اعطاء اوامر للرئيس. ما رأيك؟

  • 14 لا تستاء يا مستاء 28-04-2012 | 05:02 PM

    يا 13. "اعتقد" ان ايام المذكور في تعليقك, بطل النواب ومحقق احلامهم, معدودة. الظلم الظلمات والشعب لم يعد يخاف

  • 15 سامر - اربد - ابن العشيره الواحده 28-04-2012 | 05:38 PM

    الكاتب بحكي ان استقاله بمعناها الحقيقي

  • 16 سامر - اربد - ابن العشيره الواحده 28-04-2012 | 05:38 PM

    الكاتب بحكي ان استقاله بمعناها الحقيقي

  • 17 سامر - اربد - ابن العشيره الواحده 28-04-2012 | 05:51 PM

    فعلا الاستانه كانت من ذكريات الخلافات الاسلاميه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :