facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تصفية الحراك الشعبي جريمة كبرى


المحامي بشير المومني
23-05-2012 04:01 AM

في هذا المقال سنوضح أهمية الحراك بالنسبة للأردن عموما وللملك خصوصا لأن محاولات وأد وتصفية الحراك الشعبي الاردني لا يمكن وصفها سوى بأنها جريمة كبرى بحق الأردن ومستقبله ولأن الحراك قدم لهذا الوطن وللملك تحديدا ما لم تقدمه جميع اجهزة ومؤسسات الدولة وجهود الولاء والانتماء التي لا نبخسها اهميتها وفقا للنظريات التقليدية في الحكم ..

عند الحديث عن الحراك الشعبي يتوجب علينا ان نتوقف كثيرا قبل ان نتعجل في أطلاق الاحكام لأن الصورة غير مكتملة لدى الكثير من المشتغلين في الشأن العام بما فيها النخب السياسية وكذا الحال بالنسبة لبعض مؤسسات صناعة القرار الاستراتيجي ( وهي ليست أمنية ) ..

وحقيقة لا يوجد أي مبرر سياسي او قانوني او اخلاقي لوجود توجه او بالحد الادنى ( توصيات ) لوأد الحراك وتفكيكه وفقا لما يسري من اشاعات وما نجده من ارهاصات علما بأن الحراك الشعبي يمكن احتواؤه وهو لا يشكل حتى الآن خطرا جسيما على السلامة العامة او خطرا استراتيجيا على الامن الوطني او القومي كما يشكله الفساد المستعصي من خطر استراتيجي لا يمكن احتواؤه كما انه لا يمكن تصنيف الحراك في خانة التحديات الامنية لا سيما ان العديد من الحراكات الاصلاحية أو شخصياتها كانت صناعة استخبارية او جرى احتواؤها أو توجيهها او تدجينها او اختراقها بذكاء متناهي ..

ليس كل الحراك ملائكي هذا صحيح وليس كله نظيف وليس كله بعيد عن الاجندات الخاصة وهذا صحيح ايضا وهو امر طبيعي ومتوقع ولكن السمة الغالبة على الحراك انه أردني على الاقل مطلبيا رغم انف الجميع ونشأ عن حالة مفهومة ومبررة من غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية أساسا ثم جرى اختراقه وحرفه عن مساره في بعض مراحله أوتحميله عمدا ما لا يحتمل من اعباء ومطالب سياسية كان غير مؤهل للتصدي لها في مراحل اخرى ..

ومن الطبيعي أيضا ان نرى تجاوزا وتعسفا في استعمال حق التعبير والحرية المستحدثة وخروجا على مباديء الشرع الحنيف وحكم القانون لدى الشباب الاردني الغاضب الذي يسعى بصدق للتغيير الايجابي والنهوض بهذا البلد وقيادة حرب استقلال جديدة وقيادة ثورة على الواقع لا على النظام الملكي او على الاقل تحسين الوضع التفاوضي للمملكة وتحسين شروط الاذعان السياسي وهذه مزية قدمها الحراك للاردن تحسب له لا عليه ولم تكن في غيره ولكن في جميع الاحوال لن يكون هذا التجاوز او التعسف باسوأ من التجاوزات والتعسف التاريخي البرمكي بمصير الأردن ..

مع القليل من الصبر سينضج الحراك ويحدد اتجاهاته واجندته وبرنامجه الأردني ومراحل تطوره ويبقى من مسؤولية الدولة المحافظة على استقلالية الحراك من التدخل والعبث او الاجندات العابرة للحدود وضبطه على سكة الاستقرار الاردنية بعيدا عن عمليات التأزيم والاستغلال والركوب من قبل التنظيمات الانتهازية وهذا جزء أصيل من تكليف الملك للاجهزة الامنية في حماية الديمقراطية فلا يجوز دفع الحراك عمدا للفوضى الأمنية والعنف لقلب الرأي العام بمواجهته لأن سقوطه سيترك الساحة فارغا لغيره من اصحاب النفاق والدجل الاصلاحي المشبوه ..

بشكل مباشر نقول بأن مسؤولية الدولة تجاه الحراك تقوم على اساس حمايته لا تصفيته وبالمقابل فأن مسؤولية الحراك تجاه الدولة تقوم على أساس الحفاظ على بنائها ودعم مقوماتها الاساسية ( الأمن ، الوحدة الوطنية ، نظام الحكم ، المكتسبات والانجازات متى وجدت ) والحراك فعليا يقوم بهذه المهمة وليس العبرة بالشعارات المرفوعة بقدر ما حققته هذه الشعارات سواء اتجهت نية الحراك لتقديم هذه الخدمات الجليلة للاردن ام لا ..

يجب ان يدرك الجميع ان الحراك قدم لهذا البلد الكثير الكثير بشكل مباشر او غير مباشر بقصد او بغير قصد بالرغم من كل ما شاب مسلكه من لغط وضبابية وسوء تقدير أو تأزيم ناشيء عن ضعف الخبرات او الاندفاع بسرعة في منعطفات سياسية مفصلية أو ردود فعل غير محسوبة بدقة او كان ناشئا عن عمليات كبيرة لتضليل الحراك والمجموع الاردني أو توجيه الصراع في غير محله ومكانه الطبيعي فكاد ذلك ان يعصف بمسيرته وكاد ان يجيره لصالح تنظيمات أو سياسات دول معنية بالشأن الاردني لارتباط مستقبلها بالحالة الاردنية لولا تدخل اجهزة متخصصة والنخب الحريصة على الاردن وفي بعض الاحيان تدخل الملك شخصيا ..

للانصاف نقول بان الحراك استطاع رفع سقف الحريات في البلد الى مستوى غير مسبوق وانتزع حق التعبير دون موافقة تأسيس تنظيم او اذن تظاهر او حتى اعلام بتظاهر لأن مشكلة كل دول العالم الثالث تكمن اساسا في كلمة واحدة هي ( الحرية ) ..

والحراك أظهر الى السطح كل تناقضات وامراض الاردن التي كان الحديث عنها والخوض فيها من قبيل المحرمات مما أضطر مؤسسة الحكم الى الاعتراف بوجود الاخطاء التي كانت الحكومات حتى عهد قريب تطمر رأسها في التراب مثل النعامة لعدم مواجهتها وتنكرها من أساسها فالاعتراف بوجود المرض هو أول الطريق لمعالجته ..

والحراك رفع من مستوى الوعي السياسي للشعب ورفع من مستوى التضحية والانتماء لثرى الأردن وخلق جيلا على استعداد للدفاع عن وطنه وألهب المشاعر الوطنية والاحساس الوطني لدى المجموع بمواجهة العدو الصهيوني الذي أضطر الى ادخال الأردن مجددا في حسابات الخطر الاستراتيجي بعد ان كنا نعاني من ضعف الانتماء للبلد والخوف من مواجهة عسكرية مع العدو ..

والحراك اوقف حالة التدهور السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبالنتيجة الامني فلو ترك الحبل على الغارب ولم ينطلق الحراك لتفكك البلد وانهار من تلقاء نفسه خلال مدة لا تتجاوز خمس سنوات لذا قد يصح قول بعض المفكرين ان المؤسسة الأمنية الاردنية قد ساهمت في جزء كبير من الحراك الا انني لا ارى موجبا لتفكيكه عند انتهاء مهمته حيث سيكون له ادوار اخرى لا تقل اهمية عن اطلاق عملية الاصلاح وبصراحة أكبر لو لم ينطلق الحراك ذاتيا لعمدت المؤسسة الامنية الى اطلاقه ..

والحراك أعاد طرح القضية الفلسطينية بشكل أكثر وضوحا ومباشرة من خلال التأكيد على الحقوق الفلسطينية في الأرض والعودة والتعويض وأن هنالك شعبا في الأردن له هوية لن تمحوها كل مؤامرات الدنيا وأظهر الى السطح وجود قضية أردنية لا تقل اهمية عن القضية الفلسطينية وأن معظم مشاكل الاردن سببها الاحتلال الصهيوني للارض الفلسطينية لا الوجود الفلسطيني القسري على الارض الاردنية ..

والحراك أقض مضجع من أعتقد يوما انه فوق المساءلة والمحاكمة والملاحقة مما عزز من مفهوم سيادة حكم القانون وثقافته كما أخذ الحراك على عاتقه مسؤولية النضال من اجل استعادة ثروات الوطن وبما يفضي لاستقلالية قرارنا السياسي وعدم ارتهانه بالقرار الأقتصادي الخارجي ولو بشكل جزئي ..

والحراك استطاع سحب القرار السياسي وقرار التغيير من يد العاصمة ووضعه في يد المحافظات فاذا ارتهنت العاصمة لأي سبب داخلي أو خارجي بقي الأردن قائما بنظامه وتدخلت المحافظات لتصويب الوضع ..

والحراك خلق ثقافة التظاهر والاحتجاج في الاطراف والتي لم تكن موجودة لدى المحافظات الاقل حظا والتي عندما هبت للدفاع عن العرش ثبت انها غير مؤهلة سياسيا للدفاع عن الملك للجوئها للعنف مما أجبر الدولة على تغيير اسلوب تعاطيها مع هذه المناطق ودفعهم للعمل السياسي المدني واعادة تأهيلهم ونقلهم من مرحلة ( القنوة والحجر ) لمرحلة الشعار والبرنامج السياسي وخرطهم في مؤسسات المجتمع المدني ..

والحراك نفسه وما انشأه من ثقافة تظاهر مدني سلمي سيكون صمام امان ومعارضة فعالة بمواجهة المعارضة الحالية التي ستقود الحكومات القادمة وقد وضع الحراك أساسا للمعارضة الوطنية السياسية في المحافظات الاقل حظا بمواجهة البرجوازيين السياسيين في عمان وعلى رأسهم التنظيمات الدوغمائية اذن فالحراك هو من سيصنع حالة التوازن السلمي التي كان سيفتقدها الاردن في حال وصول المعارضة للامساك بمقاليد السلطة التنفيذية دون وجود الحراك ونشاطه ونشر ثقافته في الاطراف ..

والحراك قدم خدمات جليلة للملك الذي وصف الاحتجاجات بأنها فرصة تاريخية كان يبحث عنها منذ احد عشر عاما وقد أكد مرارا انه مع الاصلاح وانه مع الحراك فهل تعلمون ماذا قدم الحراك للملك ؟؟

في المقال القادم سنتحدث عما قدمه الحراك للملك خصوصا وللنظام الملكي عموما وسنتناول الموضوع بصراحة كبيرة آملا ان يتسع لها صدر مؤسساتنا الأمنية وان تتحلى مؤسساتنا الاعلامية بالشجاعة الكافية لنشرها لأنني على يقين ان الملك نفسه سيتقبل ما سيرد فيها بكل ترحيب ..





  • 1 طول بالك علينا مشان نفهم 23-05-2012 | 06:31 AM

    أستاذي.... طول بالك علينا .....الحراك إلي بتقول عنه : ولع الأسعار لأنه إلي أخذوا بالإضرابات من هون راح يرفع أسعار السلع من هون + زاد أعباء على المستأجر في ظل زيادة وهمية طالب فيها المؤجرين ( مهية فرصة ولاحت ) + إلي ما كان راضي بطل راضي + الحكومة بتعطي أصحاب الإضرابات زيادة إلي طلبوها وبغلوا فواتير الكهرباء والمي بعدها بشوي + الناس خايفة على أولادها وأعراضها وبلدها من بكره ومن هالحراك + الحراك في أحزاب قديمة لها مصالح في الوصول للحكم بغطاءالإصلاح + الحراك صار حرق لأعصابنا وبنقول كل جمعة الله يستر لأنه في ناس نفسها واحد ينجرح مشان يسووها ملطمة من ملاطم كربلاء + وأخيرا الدين ( نصيحة ) فما بالك أمور دنيوية؟

  • 2 مع تقديري 23-05-2012 | 06:47 PM

    يا استاذ هناك تعارض بين خطابك اليوم والامس! شو غير الاحوال؟

  • 3 شراك 23-05-2012 | 06:49 PM

    خليك يابا بالخبز الشراك أحسن ما تنظر عن الحراك

  • 4 الحويطات 23-05-2012 | 10:30 PM

    والله يا مومني ما انت عارف شو تكتب مره ضد الاوان والحراك ومره مع الحراك , انا شايف انك تركز على سالفة وحده


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :