ان الغاية من وجود الدعاية الانتخابية في الفترة السابقة على اجراء الانتخابات النيابية هي من اجل ايصال الصورة الذهنية والافكار والاراء التي يحملها ويتبناها المرشحون لهذه الانتخابات الى الناخبين الذين سوف يقومون بالمشاركة في هذه الانتخابات وذلك من خلال الاستعانه بكافة الوسائل الاعلامية المشروعة من تلفاز ومذياع وصحافة ومنشورات ولاصقات وصور ويافطات وغيرها التي يستطيع الناخب ان يتحقق من هذه القراءات الخاصة بالمرشحين مع الافكار الحقيقية التي يحملها ونلاحظ الفرق الكبير في كثير من هذه البيانات الانتخابية وبين الرؤية الحقيقية لهؤلاء المرشحين .لذا فانه في مشاهدة ملحوظة لانماط الدعاية الانتخابية في شوارعنا وعلى الاعمدة والارصفة وواجهات المحلات التجارية والجدران والمباني العالية ، مما يوحي الى انماط العقد الاجتماعية الموجودة في مجتمعنا وهذه الكم الهائل من اليافطات والصور والمنشورات وحتى يظن المشاهد ان هدف هؤلاء المرشحين هو هذه المرحلة فقط وكيفية تعريف الناس بهم وهم سعداء ان تكون صورهم واسماؤهم على هذه اليافطات واني أخالهم يمضون معظم وقتهم في الشوارع لمشاهدة ذلك .وهذا يؤكد طبيعة المجتمع الاردني واختلافه عن المجتمعات العربية المحيطة بنا من حيث كل مواطن مقتنع بطيعة الحياة التي يعيشها وكذلك طبيعة وظيفته والمستوى الاجتماعي الذي ينتمي اليه ، الا في الاردن فالجميع يرغب بان يحصل على لقب معالي عند تشكيل الحكومات والكل يرغب بان يكون عضوا في مجلس النواب وهذا ما يلاحظ بوجود العشرات من المرشحين من افراد العائله الواحده يتنافسون على مقعد واحد او اثنين من مقاعد مجلس النواب غير مستحقه لهذه العائله فقط ، ولذا فانني ادعو من هذا المنبر الصحفي ان يكون نظام الكوتا لكل العشائر والعائلات والمناطق وتقسيم مقاعد مجلس النواب المائه وعشرعلى كل مناطق وعشائر الاردن ضمن معايير معينه تساعد بان يكون هنالك تمثيل شعبي لكل افراد المجتمع الاردني دون الدخول في ايجاد صراعات خفيه ما بين افراد العشيرة الواحده والعشائر الاخرى .
ومن هنا فانه كفرصه لبلورة الافكار الايجابية للدعاية الانتخابية من خلال افتتاح المقار الانتخابية والتي تشكل نوعا من الملتقى السياسي والثقافي والاجتماعي للمتحدثين والحضور في طرح افكار كثيرة من الافكار السليمة نحو المشاركة بالعملية الانتخابية وحض المواطنين عليها والدور الايجابي للناخبين في اختيار الاشخاص المناسبين لتمثيلهم في مجلس النواب بدلا من كيل المديح والثناء للمرشحين وكانهم ابطال عصرهم واذا لم ينجحوا في هذه الانتخابات سوف يفشل مجلس النواب القادم ، ولهذا لا بد من استثمار هذه الفتره في الدعاية الانتخابية لتعزيز البعد السياسي والاجتماعي لدورها في العملية الديموقراطية .