facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين تمـّول خزينة الدولة حملات المرشحين


ماهر ابو طير
27-10-2007 02:00 AM

دفع الرشاوى ، من جانب المرشحين ، لخوض الانتخابات النيابية ، هو امر محرم ، واذا كانت عدة فتاوى قد صدرت في هذا الصدد ، فان الامر لم يكن بحاجة الى فتوى اصلا ، فلا يوجد عقل ولا شرع يقبل بدفع خمسة دنانير او خمسين دينارا مقابل الصوت الانتخابي.
توزيع الجنيهات الذهبية ، والخمسينات ، على النساء والرجال ، بات امرا متداولا ، في اكثر من دائرة انتخابية ، واذا كان الراشي والمرتشي والوسيط بينهما ، يتكتمون على الامر ، خوفا من القانون او سوء سمعة ، فالاولى ان يخاف هؤلاء من خالقهم ، فاذا كانوا لا يخافونه ، فأي امانة تلك نتحدث عنها في مجلس النواب ، واي حقوق سيدافعون عنها ، بعد وصولهم؟، اخبرني احد المحامين ، وهو صديق لي انه ذهب الى مكتب احد المرشحين ، الذي طلب منه الحضور لتوكيله في قضية شراء ارض ، ولما كان سكرتير المرشح جديدا ، ولا يعرف علاقة المرشح بالمحامي ، اصلا ، طلب اسم المحامي وسجله في كشف عنده ، وسلمه عشرة دنانير سائلا اياه عن موعد احضار هوية الاحوال المدنية ، وفي حالات اخرى ، يتم دفع جنيه ذهب عبر سيدات وسيطات ، لكل النساء الناخبات ، في احدى الدوائر الانتخابية ، ويتولى سماسرة جمع الهويات ، خصوصا ، في المناطق الفقيرة ، على اساس ان الدفع سيكون بعد النجاح وبمبالغ مجزية.
هجمة اصحاب المال على مجلس النواب الاردني ، لشراء المقاعد بأموالهم ، هجمة مخزية ، وهم يتعاملون مع الناس ، باعتبارهم مجاميع بشرية قابلة للبيع والشراء ، ولم يشبع هؤلاء من اموالهم ، بل يريدون السيطرة على مواقع الرقابة والتشريع ، والهدف هو استمرار مصالحهم مستقبلا ، وخصخصة الهواء بعد قليل في هذا البلد ، واذا كانت هناك شخصيات وطنية معروفة وصلت ببضعة دنانير الى مجلس النواب ، ولم تقدم أي هبات او رشاوى ، فاننا اليوم على موعد مع نواب ينفقون مليون دينار ، في الحد الادنى على حملاتهم الانتخابية ، واكثر ، ثم لا تستغربوا اذا تم اعفاء هذه المبالغ من ضريبة الدخل ، كونها ستسجل على اساس انها دفع زكاة او دعم للعمل الخيري ، بما يعني ان الحملة الانتخابية ستكون على حساب خزينة الدولة في المحصلة.
انني ادعو ضريبة الدخل الى التنبه الى المبالغ التي يتم انفاقها ، والى تقديرات الضريبة على اصحاب المال الذين خاضوا الانتخابات ، حتى لا يتم شطب مبالغ من ضريبة الدخل ، تحت عنوان الانفاق على العمل الخيري ، وهي في حقيقتها اموال انفقت على العمل الخيري المرتبط بالانتخابات ، على شكل مؤن غذائية او مدافئ او هبات نقدية عبر جمعيات خيرية او بشكل مباشر ، حتى لا تكتشف الدولة لاحقا ، انها تمول حملات الاغنياء ، عبر الاعفاء الذي تحصل عليه المبالغ الذاهبة للعمل الخيري.
المرشح الذي يدفع رشوة ، او يذكر الناخبين في اعلاناته او اللقاءات التي يعقدها انه محسن كبير او انه دعم فقراء او محتاجين ، جدير بالرسوب ، فهذا عمل رباني ، ثوابه في الاخرة ، ولا يجوز تحميل الناس جمائل بهذه الطريقة ، او معايرتهم ببضعة دراهم تم دفعها ، كما ان دفع ثمن الصوت الانتخابي جريمة مخزية مهينة لكرامة المرشح وشرفه السياسي ، قبل الناخب الفقير ، ولعل دائرة ضريبة الدخل مطالبة ، بعدم اعفاء أي مرشح ثري خاض الانتخابات النيابية ، ووزع مالا ، واعاد تسجيله باعتباره تم انفاقه على العمل الخيري ، حتى لا تتحول الخزينة الى ممول لحملات الاثرياء ، على اساس قاعدة "من دهنه قليلة". وكفى الله المؤمنين القتال





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :