facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطريق الى التسوية


30-05-2012 08:49 AM

المشهد العام يشير الى أن المنطقة تمر بمخاض قد يفضي الى تحولات جذرية في شكل المنطقة السياسي و الجغرافي. من المهم اذاً توصيف شكل هذه الحالة و التطرق الى التوقعات في شكل برنامج التسوية القادم.

ايران, تدخل برنامجها الخاص بالتسوية على خلفية الآثار السلبية الناتجة عن العقوبات الاقتصادية الثقيلة و الحظر على الصادرات النفطية. التسوية الايرانية ستشمل ثلاث نقاط أساسية, النقطة الأولى و الأهم تتعلق بالبرنامج النووي و تطوراته, و الذي ستظهر فيه ايران مرونة واضحة في العملية التفاوضية. النقطة الثانية تتعلق بالدور الايراني في سوريا و الذي يبدو انه في طريقه الى الانحسار التام حيث حلت روسيا مكان الايرانين بصفتها الشريك الاستراتيجي الأول. النقطة الثالثة لن تتطرق الى العلاقة مع حزب الله كما يعتقد البعض بل ستتركز على الملف البحريني و الذي سيكون لايران دور كبير ضمن مشروع التسوية البحرينية, فخروج الايرانين سياسياً من سوريا يجعل حضورهم في البحرين حتمياً, نظراً للتطورات الأخيرة الحاصلة على الساحة البحرينية و التي ترشح البحرين الى تغيير قادم.

سوريا, التحول الأمني الأخير في سوريا يشير الى ان المسألة السورية بدأت تأخذ بعدها العالمي. المسألة السورية تتأزم على الصعيد الدبلوماسي و الانساني مما يفتح المجال بقوة امام خيار اللجوء الى التسوية. شكل التسوية المطلوب دولياً في سوريا يتجاوز الشخوص ليشمل شكل الدولة و يهدف الى الوصول الى اقرار اتفاقية سلام جديدة. فتسوية الأزمة السورية سيجبر سوريا على المسير في طريق المفاوضات, و لا يمكن لسوريا الجديدة ذات المقاييس الدولية الحداثية عندها أن تبقى خارج دائرة المطبعين مع اسرائيل, لهذا فتوقيع اتفاقية السلام بدأ يرشح و كأنه المخرج الوحيد من الأزمة.

انعكاسات التسوية في سوريا؟

التسوية في سوريا ستنعكس في المقام الأول على لاعبين مهمين في المنطقة: حزب الله و الأردن.

حزب الله أمام مشهد مفصلي في تاريخه السياسي. فدخول سوريا في دوامة التسوية يعني انقطاع الحبل السري بين سوريا و المقاومة الاسلامية. الهدف المنشود هو عزل حزب الله و وضعه امام خيارين لا ثالث لهما, دخول التسوية و الانخراط في السياسة او الحرب خصوصاً أن الماكنة الحربية الاسرائيلية تعتقد ان العزلة المفروضة على الحزب ستهيأ المناخ المناسب للقضاء عليه و تجنب الاسرائيليين خطر السقوط في فخ العام 2006 و هزيمته المذلة. لهذا فالسيناريو اللبناني سيكون مفتوح على مصرعيه في الأيام القادمة, خصوصاً أن احتمالية عدم سقوط حزب الله في الفخ هي احتمالية عالية جداً, خصوصاُ, اذا ما أخذنا بعين الاعتبار ان العقلية الاستراتيجية لحزب الله أيقنت بعد حرب تموز 2006 أن المواجهة القادمة مع اسرائيل قد تكون في معزل تام عن سوريا, عداك عن التحول الاستخباراتي في فكر المقاومة بعد اغتيال الشهيد عماد مغنية في سوريا, حيث أيقن حزب الله أن العلاقة مع السوريين لابد ان تأخذ منحىً آخر و هذا ما كان, فقام الحزب بتأسيس نظام استخباراتي بمعزل عن الأجهزة الأمنية السورية, بالاضافة الى اليقين العقائدي لدى حزب الله بنوع و شكل المواجهة القادمة مع العدو الاسرائيلي و التي استعد لها في السنوات الأخيرة ضمن سيناريوهات افتراضية تسقط تماماً فكرة الدعم السوري.

ضمن هذه التسوية يقف الأردن الأردن مجدداً امام مفترق طرق خطير جداً. فالتسوية السورية ضمن معادلة تشكل القوى الجديدة قد يرشح الأردن لتولي مبدئياً مصير أكثر من نصف مليون فلسطيني في سوريا. لهذا لابد من تطبيق اجراءات استباقية ضامنة لعدم تحمل تبعات مثل هذا التهديد.

الخطر الأكبر يتعلق بالناحية الأمنية الناتجة عن تداعيات الأزمة السورية و موجات الارهاب التي اجتاحت سوريا, حيث أن طبيعة هذه التفجيرات و الهجمات تشير الى ارتفاع منسوب الخطر في المنطقة نظراً لسهولة انتقال هذه النماذج ضمن المناطق القريبة المحيطة. الرفض الأردني للانصياع للشهوات القطرية السعودية في الدخول في مواجهة مفتوحة مع سوريا سيجعل من الساحة الأردنية هدفاً لكثير من القوى التي ما زالت ترغب في حصول هذه المواجهة سواء تماشت هذه الرغبات مع الارادة الأردنية ام لم تتماشى. نموذج فتح الاسلام المستخدم في المخيمات الفلسطينية في لبنان هو الخطر الأكبر, ذلك ان بنيوية التنظيم التركيبية و الايدولوجية قد تجد مناخاً ملائماً على الساحة الأردنية مما يجعله الأداة الأسهل و الأخطر للاستخدام في الداخل الأردني. فما حدث مؤخراً في مصر يعد بداية نهاية المشروع القطري و اقتراب انتهاء زواج المتعة (القطري – السعودي) و الذي بدأ مع المسألة الليبية و قد ينتهي اليوم مع وصول حليف (أحمد شفيق) سعودي و خصم قطري الى سدة الرئاسة في مصر و دخول الموضوع السوري دائرة التسوية برغبة سعودية و رفض قطري طبعاً. المعطيات القادمة ستكون على النحو التالي: في مصر, تصعيد في الداخل المصري يقوده حلفاء قطر من الاخوان مع مواكبة قناة الجزيرة لهذا التصعيد. ازدياد حجم العنف في سوريا و ارتفاع ملحوظ في عدد الهجمات الارهابية. محاولات زعزعة استقرار الدول المحيطة في سوريا و التي اتسمت مواقفها برفض فكرة تسليح المعارضة و تسهيل عبور السلاح و المسلحين من الحدود (لبنان, الأردن, العراق).

اعادة تشكيل المنطقة ضمن برنامج تسوية دخل حيز التنفيذ. في المقابل يعود محور الاعتدال لتشكيل نفسه بطريقة متجددة, و كذلك محور المقاومة, هذا يعني أن التحدي الأساسي اليوم هو الابقاء على جميع الابواب مفتوحة. فالعمق الاستراتيجي الأردني اليوم يستدعي السعي نحو اقامة علاقة استراتيجية اكبر مع الجوار (عراق, لبنان) و ومع اللاعبين الجدد (الصين روسيا ايران), فالقدرة على جمع كثير من الأوراق اليوم يعني ضمان الحضور على الطاولة غداً.





  • 1 وعد الله حق 30-05-2012 | 12:42 PM


    فكل ما يحدث الان ليس الا تمهيد لكي نسير نحو ما كتبه الله لنا في تحرير مقدساتنا.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :