facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حول الشعارات والبرامج


د. فهد الفانك
28-10-2007 02:00 AM

لا يلام المرشحون لعضوية مجلس النواب الأردني إذا اقتصدوا هذه المرة في طرح الشعارات الساخنة وتواضعوا في تحديد الأهداف ، فهم مجرد أفراد ، والفائز منهم سيكون واحداً بين 110 نواب ، فمن غير المنطقي أن يطرح الفرد على الناخبين برنامج عمل ، وهو لا يملك سوى أقل من واحد بالمائة من قوة صنع القرار في المجلس. وإذا قدم برنامجاً طموحاً فلن يأخذه الناخبون مأخذ الجد ، وسيعتبرون برنامجه مجرد تمنيات ونوايا حسنة.لا يستطيع المرشح الفرد أن يتعهد بشيء لأنه ببساطة لا يستطيع الوفاء بتعهده. ومن الظلم والتعسف أن نطالبه ببرنامج عمل ، لأن البرامج تتعلق بأحزاب تسعى للوصول إلى الحكم لتنفيذ برامجها. أما الفرد فلا برنامج عمليا له سوى الاجتهاد الشخصي تحت مقولة: لكل حادث حديث.

لا غرابة والحالة هذه أن نقرأ في ميادين عمان شعارات قصيرة أشبه بالبديهيات التي لا خلاف عليها مثل: الوطن للجميع ، المواطنة والمساواة ، الإنسان والتنمية والبيئة ، منكـم وإليكم ، معاً من أجل مستقبل أفضل ، صون الوطن وحمايته ، مهما قدمنا فالوطن يستحق أكثر ، العدالة بين المالكين والمستأجرين ، الشباب عماد المستقبل ، المرأة نصف المجتمع ، إلى آخره.

ومما يلفت النظر أننا لم نقرأ تعهداً بمكافحة الفساد ، أو شعارا يؤكد أن الأردن أولاً ، أو دعوة إلى الإصلاح السياسي أو الاقتصادي ، ولم يأت ذكر لقضايا عربية كفلسطين والعراق.

حتى حزب جبهة العمل الإسلامي الذي قدم رزمة من المرشحين ، وسيكون له ثقل ملموس تحت القبة ، وهو وحده المطالب ببرنامج عمل ، فقد اكتفى بشعار (الإسلام هو الحل) وهو نفس الشعار الذي رفعه الإخوان في جميع الانتخابات التي خاضوها في الأردن ومصر وفلسطين واليمن والعراق وغيرها ، وكأن القضايا الراهنة في جميع هذه البلدان واحدة ، وسببها عدم تطبيق الشريعة والأخذ بحلولها لمشاكل العصر كالتنمية والتضخم والمديونية والبطالة ، وكأن الجهات التي أخذت بالشعار وطبقته في سودان الترابي أو أفغانستان المجاهدين ، أو إيران الخميني نجحت في حل جميع المشاكل والقضايا وجعلت هذه البلدان وتجاربها نموذجاً يحتذى في العالم.

في غياب الشعارات المقنعة والبرامج العملية ، كان من الطبيعي أن يعتمد المرشح في المحافظات على إجماع عشيرته ، أما في عمان فيعتمد على صورته الكبيرة الملونة ، وكأننا إزاء منافسة لاختيار صاحب الطلعة البهية والابتسامة الأجمل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :